أخي الحبيب أحمد , أحبك الذي أحببتني فيه , وأشهده تعالى أنني أبادلك
مشاعرك وزيادة , أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه المستظلين بعرشه
أنا من أشعر بالامتنان لك أيها الغالي , أنت من جعلني أكتب وأسكب
أحزاني هنا , وأجد بلسما لجراحي بينكم , فقصتك أثارت بداخلي شجنا دفينا
ولامست جراحا لازالت تنزف , وأقسم بالله يا أحمد حين قرأتها تعبت جدا
وكأنني أنا من طعنت , وكأني أنا من أنزف , على الرغم من أن زوجتي
رحمها الله كانت على النقيض تماما من زوجتك أصلحها الله , لكنني
بكيت من أجلك , مثل هذا الحب لا يستحق أن يبادل سوى بحب يماثله
أو يفوقه , مثل هذا القلب يستحق ان يجازى بقلب شفاف نقي مثله ,
مثل ذلك الانسان يستحق أن يعيش قصة حب كتلك التي عشتها انا .
ولكن ثقتي بالله عظيمة , انه سيعوضك خيرا , ان لم يكن فيها ففي غيرها
كل ماعليك فعله الان هو أن تتوجه الى المولى القدير بالدعاء أن ينزل
عليك السكينة , وينعم عليك بنسان اساءاتها _ليس من اجلها بل من اجلك
لتصبح اكثر هدوءا , وتشعر بالسلام الداخلي , وتتصالح مع ذاتك , وتكف
عن القاء اللوم على نفسك , انت لم تخطيء , انت لم تذنب , انت تصرفت
بما يمليه عليك نقاء قلبك , وسمو نفسك , وروعة مشاعرك , حتى في
صمتك عن الرد على رسائلها فعلت ما يمليه عليك ضميرك فنعم الرجل انت
تساءلني أخي الكريم من يستحق الحب ؟
يستحقه من يشعر به , ويصل اليه , فيقدره حق قدره , ويصونه , ويحفظه
ويعض عليه بنواجذه
يستحق الحب من يدانيك في التفاني والاخلاص والتضحية , من كان حبه
مرآة تعكس حبك , ترى فيها ذاتك , وتسمع صدى أشواقك .
كلما توغلت في أعماق قصتك الحزينة , سرى الغضب في عروقي , وثارت
مشاعري , وشعرت بقسوة في قلبي عليها , واحسست بنقمتك عليها ,
ورغبتك في الانتقام لنفسك والثأر لكرامتك , فأستعيذ بالله من الشيطان
الرجيم , وأعاود فأتطلب منك التريث قبل الفراق .
حين أتأمل في أفعالها , أشعر بتخبط هائل , هي أحبتك بلا شك , لكن أي
حب هذا الذي يجعل المحب يتفنن في ايذاء حبيبه وجرحه ؟
ولا أرى تحليلا لأفعالها سوى ماتفضل بذكره الاخوة بارك الله فيهم أنها
كانت تفتقد الثقة بنفسها فكانت تعمد الى زعزعة ثقتك بنفسك عن طريق
الانتقاص من شكلك , أو الانتقاص ممن حولها , والتعليق على أشكالهم
والوانهم , كما أن عدم ثقتها بنفسها يجعلها تعتقد في قرارة نفسها أنها
لاتستحق هذا المعين الذي لاينضب من حبك , ثقتها المنعدمة بنفسها
تصيبها بالارتباك في أعماقها وتجعلها تتخذ مواقف عدائية تجاهك
وردود فعل عنيفة .
ورغم كل ذلك فهذا لايعد مبررا ابدا لتطاولها عليك , أوتشكيكها في
عفتك .
هناك عدة أسئلة تجول بخاطري , وهناك عدة أمور استنبطتها من خلال
كلماتك عنها , وأود أن أسألك اياها بشكل شخصي _ ان كان هذا لايضايقك
بالطبع _ فكيف أستطيع ذلك بارك الله فيك؟
كما أود أن أسألك : في الأوقات التي تتوتر العلاقة بينكما , وتتأزم الأمور
من كان المبادر الى الصلح منكما ؟
بمعنى : هل عهدت منها ندما على اخطائها بحقك ؟ وهل كانت تعتذر عن
أي ذنب تقترفه بحقك ؟
أم انك كنت تسارع _ باسم الحب لا الضعف كما يظن البعض _ الى ارضائها
لانهاء أجواء الخلاف ؟
وهل ترى أخي الحبيب _ من خلال معاشرتك لها _ أنها يمكن أن يصيبها
الندم عن أفعالها معك ؟ أم أنها من الذين يكابرون ولا يعترفون بأخطائهم ؟
أكتفي بهذا القدر الآن يا أخي وسأعاود لاحقا , بوركت وبورك ممشاك وتبوأت
من الجنة منزلا .