السلام عليكم .. حُييت أخي الحبيب مره أخرى ..
أتمنى أن تقرأ ردي هذا بكل أناة ورويه ..

أخي نعلم جيداً أن الإنسان مالم يصطدم بعقبة أو يُصاب بجرح غائر في حياته يؤثر فيه .. فيعرض عن أمور

كثيرة ربما هو إعراضك عن الزواج الآن ..!

ولو سألت اي شخص في الدنيا عن إعراضك عن الزواج وبقاؤك دونه فلن يؤيدك إطلاقا .

الحياة الزوجية أخي سعادة وأنس ومحبه ومشاركة ، حين تجلس مع زوجتك تبادلها الحديث ولو حديثاً ودياً

وعادياً يبقى جميلا أن تجد من يسمعك ويجد هو بالمقابل من يسمعه ..

أخي الزواج عشق، حين تتشابك النجوم في الفضاء وحين يسدل الليل أستاره وحين

ينام الناس وحين تلتحف السماء بالغطاء الأسود وحين يعم الهدوء أركان الأرض لايبقى سوى همس

العاشقين ونداء المحبين ..

نداء المحبة والشوق .. فهل ستحرم نفسك من هذا ..

أخي .. حين تضطرب الأمور أمامك وتسود الدنيا في عينيك وتجد نفسك يوماً ما. مثقلاً بالهموم والغموم فمن

أين ستجد قلباً يحنّ عليك .. ومن لك بصدر دافئ يطفئ لهيب الألم في وجدانك.

أخي حين تخرج وتنظر للحياة ما أجملها إن رأيت زوجين وبينهما أطفالاً صِغارا تتفكر فيهما فتجد لذلك لذه ،

إنها لذة الحياة التي يجعل الإنسان يخاف أن يفارقها دون أن يتمتع بأبناءه ويراهم يكبرون أمامه يوماً بعد يوم .

أخي .. أعلم مقدار ما بقلبكِ لزوجتك رحمها الله ، لكن هذا لايعني أن تبقى الحياة أسيرة الذكريات ، لايمكن

أن يعيش الإنسان على ذكريات غبرت ودرست ..فالحي لابد أن يعيش حياته ومن الأفضل أن يعيشها بمنظار

أبيض جميل يرى فيه جمال الحياة مادام أعطاه الله في العمر بقية . وينزع المنظار الأسود عن عينيه .

أخي الحبيب .. 28 عام هو عمرك لازلت في مقتبل العمر بل لم تبلغ سن الشباب ، فكيف ستواجه لهيب

الحياة القادمه .. أخي فكر في المستقبل ولا تنظر ليومك الذي تعيش فيه الآن .. فكر بعد خمس سنوات بعد

عشر بعد 15 .. حين يكبر ابنك وحيداً فريداً في هذه الحياة فإن حُرم حنان الأم سيُحرم لذّة الأخوة .. ,

ألم تقرأ قوله تعالى : ( يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه ) ..

لماذا قدم الله سبحانه وتعالى الأخ على الأم والأب ؟

قيل في تفسيرها(وقيل غير ذلك) لأن الأخ يكون في حال أقرب إلى النفس من الوالدين في بعض الحالات، ألا

ترى أنت أنك قد تفضفض لأخيك وتحدثه بأمور قد لاتستطيع أن تقولها لوالديك . ألا ترى في الحياة عامه أن

بعض الأخوة كالأصدقاء . فكيف سيعيش ابنك وحيدا لا إخوان له .

أخي .. النداء الفطري لايمكن أن تصبر عنه . أنت رجل والرجل مهما كان ميال للإنثى طال الزمن أو قصر

والعكس ايضا . ولولا هذا الأمر الفطري لما استطاع الإنسان أن يعمر الأرض ..!

أخي .. لابد في هذه الحياة من أنيس وونيس يأخذ عنك وتأخذ عنه تعطيه ويعطيك ، يسرّي عنك وتسرّي
عنه .

أخي الحبيب أعلم الحزن والألم الذي عشته في أيام غابره لكنه لن يبقى ولن يستمر .. والله أعلم شخصاً قد

توفيت زوجته وكان يحبها حباً جما وأثناء مراسم الدفن في المقبرة كان يصيح كالطفل الصغير ويبكي بكاء

يقطع نياط القلب .. ومع الزمن تزوج ورزق بأطفال وعاش حياته .. لاأقول نسيها لكن هكذا هي الحياة قد

تشغله عنها .

بعد فترة ستجد نفسك بشوق لزوجة ربما الآن متأثر بالفراق ، لكن سيبدأ رويدا رويدا يزول ، لا أقول تنسى

ولكن مع مرور الوقت ستنطفئ الذكريات وستتوق لأمرأة أخرى .

فاعزم أمرك وتقدم لخالة طفلك وتزوج بها وابدا حياة جديدة سعيدة مماثلة لما سبق . وأنت قادر بإذن الله

على ذلك .

أسأل الله أن يوفقك ويرزقك ويعفو عنا وعنك ويجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقاء الله وجميع أحبابنا

وإخواننا وأخواتنا هنا في هذا المنتدى الجميل .

أعتذر لطول رسالتي ولكنها ويعلم الله ويشهد على ذلك أنها من قلبي عسى أن تصل لسويداء قلبك .