ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني *** به ، ولا أن بي الأيام تفجعه
والدهر يعطي الفتى ماليس يطلبه *** يوما ويطعمه من حيث يمنعه
همسة لكل الأحبة
حين طرحت مشكلتي بين أيديكم , كنت أرجو دعائكم , والراحة والسكينة
بين أسطركم _ ووجدتها بحمد الله , ولم أتطرق الى مسألة عزوفي عن
الزواج الا حين تطرقتم الى الكلام عن تكرار التجربة , لأنني لا أعتبرها
مشكلة , فهذا أمر قد قضي بليل .
أنا لا أعاني اطلاقا من عزوبيتي الحالية , التي امتدت لمدة عامين
ولا أشعر أنها تمثل لي مصدر ازعاج
بل على العكس تماما أجد فيها سلوى وعزاء لنفسي , فلاتعذلوني
_أرجوكم _ في هذا الأمر
من عنده لي عهد لا يضيعه *** كما له عهد صدقٍ لا أضيّـعـه
هو وعد قطعته على نفسي , ولن أنكث به ما حييت , ولا أقصد بهذا
أن استخف بكلامكم , أو أن أضرب به عرض الحائط لا والله , فهو على
عيني ورأسي
بل كل ما تفضلتم بذكره هو الصواب بعينه , وهو الحل الأمثل ولكنني
لاأطيقه والله , ولا أحتمله , ولا أجد في نفسي جهدا عليه , بل أنني
يضيق صدري حين يحثني زملائي على الاقدام عليه , وأقاوم رغبة
عارمة في البكاء , فلا تحملوني ما لاطاقة لي به بارك الله فيكم .
ولا تتهموني بأنني أرغب عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فقد تزوجت بالفعل وأنجبت بحمد الله , والشرع لا يجبرني كأرمل _ وما أقساه
من لقب _ أن أتزوج عقب زوجتي .
فعذرا اليكم أحبتي , وعذرا لإثقالي عليكم .
عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا *** جسمي، ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تغل أحداً منا منيته *** فما الذي بقضاء الله يصنعه