منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كواكب الأسحار ( قصتي ورفيقة دربي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-2011, 08:45 PM
  #142
أحمد الأزهري
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 132
أحمد الأزهري غير متصل  
أخي الحبيب ثنيان :

أولا جزاك الله عني خيرا , وحفظك وأهلك وذريتك من كل مكروه

ثانيا : لا تعتذر أبدا أيها الغالي , يعلم الله أنني أسعد بكل ما تنثرونه من الدرر ,

لكنني لا أعرف كيف أصف لك مشاعري : كلما تكلمتم عن الصبر وفضله ,

وابتلاء العبد وشملتموني بالدعاء معها أشعر براحة تغمرني , وببرد وسلام

على قلبي , فإذا تطرقتم الى موضوع تكرار الزواج أصبح صدري ضيقا حرجا

كأنما أصعد في السماء , وتعتريني رغبة في البكاء , فلتعذروني جميعا أرجوكم

أرحتني كثيرا حين تكلمت عن العلماء _ وياليتني أبلغ ربع مابلغوه_الذين فضلوا

العلم على الزواج , فبعد أن كنت موقنا أن عهدي لزوجتي الراحلة لايحتمل أدنى

شبهة حرام , أحسستني بعض الردود هنا أنني أقترف ذنبا أو أرتكب محرما ,

فبارك الله فيك , وسأحرص على قراءة الكتاب الذي ذكرته باذن الله .


اقتباس:
فنحن واجعلها سراً بيني وبينك لانكاد نصبر عن المرأة حين تعتليها الدورة الشهرية فكيف لي أن أعيش سنوات بدونها
أخي العزيز : بالنسبة لي _ وأتكلم عن نفسي فقط _ كما أسلفت , لاتتحرك

مشاعري ورغبتي الا تعبيرا عن حبي .

وحتى وانا في فورة الشباب , لم أكن فكر في الزواج لأجل هذا الأمر بشكل

أساسي , وانما كنت أرغب بحبيبة أشاطرها قلبي , ومشاعري , وتفاصيل

حياتي , وروحي , ومالي , وكل ما أملك .

وهذا ليس برودا في مشاعري , أو طعنا في رجولتي , ولكنني هكذا جبلت

أعي جيدا ما تتكلم عنه , وعشته كأروع مايكون مع زوجتي , فكنت لا أصبر

عنها , ليس تلبية لنداء الطبيعة , وصوت الغريزة , وانما استجابة لداعي

العشق , ولاعج الشوق .

الآن : فقدت من كانت تلهب مشاعري , وتثير رغبتي ,

وتهيج أحساسي وتجعلني بركانا ثائرا يتفجر بالحب ويقذف حمم الشوق .

خمد البركان الثائر بعد رحيلها وسكن الاعصار الحارق , وماعدت أجد

لي في النساء مطلبا , أو تحركني اليهن رغبة . وهذه نعمة أحمد الله

عليها _ بقائي أعزبا دون أن أتلظى بنار الرغبة ولهيب الغريزة .

تألمت كثيرا للقصة التي ذكرتها , وتبادر الى ذهني قصة تشابهها

لكنها من عصر مضى وانقضى , عن ذلك الرجل الضرير الذي قدم

على الوليد بن عبد الملك , فسأله عن سبب كف بصره , فأخبره

الرجل انه كان من اوفر بني عبس مالا واكثرهم مالا وولدا .

فعرض السيل لماله واهله وولده , فذهب بهم جميعا ولم يبق

له غير بعير وطفل رضيع

فشرد منه البعير فترك الصبي ولحق بالبعير , فما كاد يجاوز الطفل

حتى سمع بكاءه , فالتفت اليه , فاذا رأسه في فم الذئب وهو يأكله

ولم يستطع انقاذه

فلحق بالبعير , فلما دنا منه , رماه برجله رمية تحطم لها جبينه وفقد

بصره .

فغدا في ليلة واحدة من غير أهل ولا ولد ولا مال ولا بصر .

حين أقرأ مثل هذه القصص تهون علي مصيبتي أمام عظم مصاب

أصحابها , فجزاك المولى خير الجزاء .

وبانتظار القصة التي أخبرك عنها والدك حفظه الله _ ان كان هذا

لايرهقك أو يضايقك .

وشكرا لك ألف مرة أخي الحبيب على سمو مشاعرك , وتفكيرك بي

وحملك لهمي , لاحرمني ربي صدق اخوتك , وبارك لك , وبارك عليك

وبارك فيك .