سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم
يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟
قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته ب :
( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض
عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
قربة ربانية ومدرسة إيمانية وخلوة برب البرية
لا ينالها إلا الصالحون ولا يحرم فضلها إلا الغافلون .
هي شرف المؤمن ونور وجهه وهي سبب لمباهاة الملائكة ومحبة الله عبده .
أفضل الصلوات بعد الفريضة وتشفى بسكب الدموع بين يدي المولى بها القلوب المريضة .
من حرم لذتها حرم مناجاة ربه ومن لم يعرف فضلها قسى قلبه وضل غن دربه .
يقول صلى الله عليه وسلم (
عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين
قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة للإثم»
( مـــن روائع قــيــــام اللــيــل )
سئل الحسن البصري
لم كان المتهجدون أحسن الناس وجوهـاَ ؟
فقال : لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراَ من نوره .
ورؤي الفضيل بن عياض
في المنام فقيل له : ماذا فعل الله بك ؟
فقال : غفر لي ذنبي .
قالوا : بماذا ؟
قال :والله لم تنفعنا إلا ركعات كنا نركعها في جوف الليل
أخلصنا النية فيها لله عـــز وجـــل فرحمنا الله بهــا .
قيل للحسن البصري:أٌعجزنا قيام الليل.
قال:قيدتكم خطاياكم.إنما يأهل الملوك للخلو بهم ومخاطبتهم
من يخلص في ودادهم ومعاملتهم
فأما من كان من أهل مخالفتهم فلا يرضونه لذلك .
قال الفضيل بن عياض :
إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار
فاعلم أنك محروم وقد كثرت خطيئتك .
يقول مالك بن دينار:
سهوت ليلة عن قيام الليل ونمت ،
فإذا أنا بالمنام بجارية كأحسن ما يكون وفي يدها رقعة –
أي ورقة – فقالت لي : أتحسن أن تقرأ ؟
فقلت نعم . فدفعت إلي الرقعة ، فإذا فيها :
أألهتك اللذائذ والأمــــاني ** عن البيض الأوانس فـي الجنان
تعيش مخلداً لا موت فيها **وتلهو في الجنان مـع الحسان
تنبه من منامك إن خيــراً ** من النـــوم التــهجد بالقرآن
يُروى أن أزهر بن مغيث
وكان من القوامين أنه قال: رأيت في المنام امرأة لا تشبه نساء الدنيا ،
فقلت لها : من أنتِ ؟ قالت : حوراء . فقلت : زوجيني نفسك ؟
فقالت : إخطبني إلى سيدي وامهرني ، فقلت : وما مهرك ؟
فقالت : طول التهجد .
وكان الحسن بن صالح
يقتسم الليل هو وأخوه وأمه ،
فماتت أمه فاقتسم الليل هو وأخوه ،
فمات أخوه فقام الليل وحده .
كان محمد بن واسع
إذا جن عليه الليل يقوم
ويتهجد ويقول أهله : كان حاله كحال من قتل أهل الدنيا جميعاً .
فاللهم أعنا على قيام الليل واجعله خالصا لوجهك الكريم.