منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كواكب الأسحار ( قصتي ورفيقة دربي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-08-2011, 09:34 AM
  #3
أحمد الأزهري
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 132
أحمد الأزهري غير متصل  
أعتذر لجميع الأحبة الكرام عن تأخري في الكتابة واستكمال ما بدأته

وذلك لضيق الوقت في رمضان , وبالأخص في العشر الأواخر , أسأل

الله _جل وعلا_ أن يغنمنا فضلها , وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر , مع

التضرع له سبحانه بالغفران والعتق من النيران .

وسأحاول أن أكتب ما يتيسر لي كلما دخلت هنا , حتى ينقضي الشهر

وأنتظم في الدخول , ملتمسا العذر منكم .

اجابة عن سؤال اختي الفاضلة : ليه الغرور ؟



اقتباس:
هل في هذي السنه التي قضيتوها مع بعض لم يدخل في يوم بينكم الشيطان وارتغعت اصواتكم في وجه بعض..خصوصا انك انسان عصبي على حد قولك



نعم , حدث ذلك مرة واحدة , ولم يتكرر بعدها بحمد الله

كان ذلك عقب العملية التي أجريت لي , وكنت أشعر باجهاد

وضعف شديد في فترة النقاهة , وكان أهلي وأصهاري

بارك الله فيهم _ يقومون بأمورنا في تلك الفترة .

وكنت في العادة أساعدها في انهاء بعض الأعمال المنزلية , فلما

لازمت الفراش كانت تقوم بمعظم الأعمال وحدها , وكنت أنهاها عن

ذلك وأرجوها ألا تشق على نفسها , ولم تكن تجيبني الى ما أطلب .

( علما بأنها كانت ترفض وجود الخادمة نهائيا بالمنزل , وكنت أحضر

لها خادمة بشكل شبه يومي في بداية زواجنا فكانت ترفض ذلك )


المهم : اذكر في ذلك اليوم انها رفعت جالون الماء ووضعته في البراد

واستشطت غضبا آنذاك لخوفي عليها وغضبي مما فعلت , اضافة

لشعوري بالعجز عن مساعدتها آنذاك لمرضي .

وارتفع صوتي _ سحقا لي , وهي واقفة أمامي تتلقى التأنيب كطفلة

أخطأت وتنتظر العقاب , ودافعت عن نفسها انها لم تتعمد مخالفة كلامي

لكنها خجلت أن تطلب من أخي حين كان موجودا _ رفع الجالون ,

ولم أستمع اليها واسترسلت في التأنيب واللوم , فلم تنبس ببنت

شفة أو ترد علي , حتى هدأت ثورتي قليلا , فقالت لي بعينين

دامعتين : انا آسفة

وأحسست وقتها بندم قاتل , وتمنيت أن لو مت قبل أن أرفع صوتي

عليها , وشعرت أنني تماديت في غضبي , فضممتها الى صدري وقلت

لها : ياحبيبتي والله خايف عليك , فبكت في حضني وهي تردد :

ماقصدت أزعلك يا أحمد , فهدأتها , وبكيت لبكائها وأنا أرجوها

أن تسامحني .

وخرجت حينها مع أخي , ورغم تعبي إلا أنني أردت أن أكفر عن خطئي

واشتريت لها عروسة كبيرة , واسورة ذهبية , ثم عرجت على محل

الورود ونسقت لها باقة كبيرة بنفسي , ووضعت علبة الاسورة ,

في وسط الباقة , ووضعت كلاهما بين يدي العروسة .

واقتبست عدة أبيات من قصيدة شعرت أنها تناسب الموقف, حضرتني

وقتها , وكتبتها لها في بطاقة :

ألقيت في سمع الحبيب كليمة *** جرحت عواطفه فما أقساني

قطع الحديث وراح يمسح جفنه *** فوددت لو أجزى بقطع لساني

وطفقت من ألمي أكفكف أدمعي *** ورجعت من ندمي أعض بناني

حتى ظفرت به فمد يمينه *** ورنــا الي برقـة وحنان

وبكى , وأبكاني وقال أعدمتني *** ان كان بي جلَد على الهجران

قل ماتشاء ولا تغب عن ناظري *** وفداك ذلي في الهوى وهواني


وأرفقت البطاقة مع الباقة .


وكانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة بيننا , فلم نختلف بعد ذلك أبدا ,

ثم انني عقب ذلك الموقف بحوالي عشرة أيام , استيقظت ليلا , واذ بي

أجد جالونا جديدا قد وضع مكان القديم , وفوق الجالون ورقة قد كتبت

عليها : انا اسفة مقدما ياحبيبي , وشكلك والله أعلم حتهزأني , بس الله

يخليك خف عليا شوية , وخلي التهزيء بحنية وبلاش الصوت العالي

ورسمت تحت الكلمات

فابتسمت رغما عني _ رغم غضبي _ ولم أشأ ان أكرر الواقعة الأولى

فاستبدلت ورقتها بورقة كتبت فيها : أحبك بس زعلان منك وعتبان

عليك , ورسمت لها

وعاتبتها برقة فجرا فاعتذرت , ومر الأمر بسلام بعدها
.




اقتباس:
ماهي الطريقه لتجاوز الخلافات الزوجيه وغلق مداخل الشيطان ؟

بداية ومنتهى : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم , فهو المزين

للغضب , والمغذي لأسبابه

ثم محاولة الحد من العصبية , والتهور في القول أو الفعل , وقمع

النفس عن الاسترسال في الخطأ , فالشيطان يتربص بالانسان وقتها .


وما أجمل أن يتخذ الزوجان الحوار بينهما سبيلا لحل المشاكل

دون الاستبداد بالرأي .

أيضا : جلوس الزوجين _ أثناء الحوار أو الخلاف _ بجوار بعضهما

البعض كمتحابين , لابمواجهة بعضهما البعض كخصمين _ وهذا أمر

قد يراه البعض تافها لا أهمية له لكنني أجزم بفعاليته


كذلك ان يراعي كلا من الطرفين مشاعر الآخر , والحرص على عدم

جرحه , فالهدف ليس التجريح وانما الاصلاح .


والحرص على صفاء النفوس تماما بعد الخلاف , وألا يغلق الجرح

على قيح , فهذا أدعى للخلاف مرة أخرى .

وغني عن الذكر طبعا , عدم ادخال اي طرف ثالث في المشكلة , الا اذا

استفحل الأمر , وتجاوز الحد المسموح به .



اقتباس:
وكيف كانت تمتص زوجتك رحمها الله غضبك وقت الخلاف؟؟

رغم أنها كانت مرة وحيدة , إلا أنها علمتني أجمل الدروس , وأبلغ

المعاني :

كان بإمكانها أن ترفع صوتها علي , أو تجادلني _ ولها الحق _ في

ذلك , أو حتى تثأر لكرامتها وتترك لي المكان لأصرخ مع نفسي ,

لكنها لم تفعل أيا من هذه الأمور , وتصرفت بطريقة حكيمة جعلتني

أخجل من نفسي , وأشعر بالندم مما فعلت , وأعتذر لها عن خطئي .

ولا أؤيد اتباع هذه الطريقة مع الأزواج الذين لايقدرونها , فقد شكا

لي أحد الأحبة أنه يلزم الصمت لدى انفعال زوجته , لكنها _ أصلحها

الله _ تظن ذلك ضعفا منه , وتسترسل في الخطأ , ولاتكف عن التطاول

حتى ترى منه بعض الحزم .

ولنضع جميعا نصب أعيننا قوله تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن ) .

أسأل الله أن يصلح النفوس , ويؤلف القلوب , انه ولي ذلك والقادر عليه

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد الأزهري ; 25-08-2011 الساعة 09:36 AM