أعتذر لجميع الأحبة الكرام عن تأخري في الكتابة واستكمال ما بدأته
وذلك لضيق الوقت في رمضان , وبالأخص في العشر الأواخر , أسأل
الله _جل وعلا_ أن يغنمنا فضلها , وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر , مع
التضرع له سبحانه بالغفران والعتق من النيران .
وسأحاول أن أكتب ما يتيسر لي كلما دخلت هنا , حتى ينقضي الشهر
وأنتظم في الدخول , ملتمسا العذر منكم .
اجابة عن سؤال اختي الفاضلة : ليه الغرور ؟
اقتباس:
هل في هذي السنه التي قضيتوها مع بعض لم يدخل في يوم بينكم الشيطان وارتغعت اصواتكم في وجه بعض..خصوصا انك انسان عصبي على حد قولك
|
نعم , حدث ذلك مرة واحدة , ولم يتكرر بعدها بحمد الله
كان ذلك عقب العملية التي أجريت لي , وكنت أشعر باجهاد
وضعف شديد في فترة النقاهة , وكان أهلي وأصهاري
بارك الله فيهم _ يقومون بأمورنا في تلك الفترة .
وكنت في العادة أساعدها في انهاء بعض الأعمال المنزلية , فلما
لازمت الفراش كانت تقوم بمعظم الأعمال وحدها , وكنت أنهاها عن
ذلك وأرجوها ألا تشق على نفسها , ولم تكن تجيبني الى ما أطلب .
( علما بأنها كانت ترفض وجود الخادمة نهائيا بالمنزل , وكنت أحضر
لها خادمة بشكل شبه يومي في بداية زواجنا فكانت ترفض ذلك )
المهم : اذكر في ذلك اليوم انها رفعت جالون الماء ووضعته في البراد
واستشطت غضبا آنذاك لخوفي عليها وغضبي مما فعلت , اضافة
لشعوري بالعجز عن مساعدتها آنذاك لمرضي .
وارتفع صوتي _ سحقا لي , وهي واقفة أمامي تتلقى التأنيب كطفلة
أخطأت وتنتظر العقاب , ودافعت عن نفسها انها لم تتعمد مخالفة كلامي
لكنها خجلت أن تطلب من أخي حين كان موجودا _ رفع الجالون ,
ولم أستمع اليها واسترسلت في التأنيب واللوم , فلم تنبس ببنت
شفة أو ترد علي , حتى هدأت ثورتي قليلا , فقالت لي بعينين
دامعتين : انا آسفة
وأحسست وقتها بندم قاتل , وتمنيت أن لو مت قبل أن أرفع صوتي
عليها , وشعرت أنني تماديت في غضبي , فضممتها الى صدري وقلت
لها : ياحبيبتي والله خايف عليك , فبكت في حضني وهي تردد :
ماقصدت أزعلك يا أحمد , فهدأتها , وبكيت لبكائها وأنا أرجوها
أن تسامحني .
وخرجت حينها مع أخي , ورغم تعبي إلا أنني أردت أن أكفر عن خطئي
واشتريت لها عروسة كبيرة , واسورة ذهبية , ثم عرجت على محل
الورود ونسقت لها باقة كبيرة بنفسي , ووضعت علبة الاسورة ,
في وسط الباقة , ووضعت كلاهما بين يدي العروسة .
واقتبست عدة أبيات من قصيدة شعرت أنها تناسب الموقف, حضرتني
وقتها , وكتبتها لها في بطاقة :
ألقيت في سمع الحبيب كليمة *** جرحت عواطفه فما أقساني
قطع الحديث وراح يمسح جفنه *** فوددت لو أجزى بقطع لساني
وطفقت من ألمي أكفكف أدمعي *** ورجعت من ندمي أعض بناني
حتى ظفرت به فمد يمينه *** ورنــا الي برقـة وحنان
وبكى , وأبكاني وقال أعدمتني *** ان كان بي جلَد على الهجران
قل ماتشاء ولا تغب عن ناظري *** وفداك ذلي في الهوى وهواني
وأرفقت البطاقة مع الباقة .
وكانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة بيننا , فلم نختلف بعد ذلك أبدا ,
ثم انني عقب ذلك الموقف بحوالي عشرة أيام , استيقظت ليلا , واذ بي
أجد جالونا جديدا قد وضع مكان القديم , وفوق الجالون ورقة قد كتبت
عليها : انا اسفة مقدما ياحبيبي , وشكلك والله أعلم حتهزأني , بس الله
يخليك خف عليا شوية , وخلي التهزيء بحنية وبلاش الصوت العالي
ورسمت تحت الكلمات 
فابتسمت رغما عني _ رغم غضبي _ ولم أشأ ان أكرر الواقعة الأولى
فاستبدلت ورقتها بورقة كتبت فيها : أحبك بس زعلان منك وعتبان
عليك , ورسمت لها 
وعاتبتها برقة فجرا فاعتذرت , ومر الأمر بسلام بعدها .
اقتباس:
ماهي الطريقه لتجاوز الخلافات الزوجيه وغلق مداخل الشيطان ؟
|
بداية ومنتهى : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم , فهو المزين
للغضب , والمغذي لأسبابه
ثم محاولة الحد من العصبية , والتهور في القول أو الفعل , وقمع
النفس عن الاسترسال في الخطأ , فالشيطان يتربص بالانسان وقتها .
وما أجمل أن يتخذ الزوجان الحوار بينهما سبيلا لحل المشاكل
دون الاستبداد بالرأي .
أيضا : جلوس الزوجين _ أثناء الحوار أو الخلاف _ بجوار بعضهما
البعض كمتحابين , لابمواجهة بعضهما البعض كخصمين _ وهذا أمر
قد يراه البعض تافها لا أهمية له لكنني أجزم بفعاليته
كذلك ان يراعي كلا من الطرفين مشاعر الآخر , والحرص على عدم
جرحه , فالهدف ليس التجريح وانما الاصلاح .
والحرص على صفاء النفوس تماما بعد الخلاف , وألا يغلق الجرح
على قيح , فهذا أدعى للخلاف مرة أخرى .
وغني عن الذكر طبعا , عدم ادخال اي طرف ثالث في المشكلة , الا اذا
استفحل الأمر , وتجاوز الحد المسموح به .
اقتباس:
وكيف كانت تمتص زوجتك رحمها الله غضبك وقت الخلاف؟؟
|
رغم أنها كانت مرة وحيدة , إلا أنها علمتني أجمل الدروس , وأبلغ
المعاني :
كان بإمكانها أن ترفع صوتها علي , أو تجادلني _ ولها الحق _ في
ذلك , أو حتى تثأر لكرامتها وتترك لي المكان لأصرخ مع نفسي ,
لكنها لم تفعل أيا من هذه الأمور , وتصرفت بطريقة حكيمة جعلتني
أخجل من نفسي , وأشعر بالندم مما فعلت , وأعتذر لها عن خطئي .
ولا أؤيد اتباع هذه الطريقة مع الأزواج الذين لايقدرونها , فقد شكا
لي أحد الأحبة أنه يلزم الصمت لدى انفعال زوجته , لكنها _ أصلحها
الله _ تظن ذلك ضعفا منه , وتسترسل في الخطأ , ولاتكف عن التطاول
حتى ترى منه بعض الحزم .
ولنضع جميعا نصب أعيننا قوله تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن ) .
أسأل الله أن يصلح النفوس , ويؤلف القلوب , انه ولي ذلك والقادر عليه