منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كواكب الأسحار ( قصتي ورفيقة دربي )
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-08-2011, 05:05 AM
  #9
أحمد الأزهري
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 132
أحمد الأزهري غير متصل  
اقتباس:
ما افضل شيء قدمه لزوجتك ؟؟؟؟
اعرف انك ستقول انني دائما ارى اني اقدم لها اقل مما تستحق
ما الشيء الذي فرحت انك قدمته لها ؟؟؟؟

لم أر َ أنني قدمت لها شيئا يذكر , لقاء ما قدمته لي , فالسعادة لاتقدر بثمن

ان كنتي تقصدي ما قدمته لها معنويا _ وكان ذلك يسعدها أكثر بكثير من العطاء

المادي _ فلم ألمس يوما سعادتها بالهدايا بقدر سعادتها بالعبارات التي أرفقها

أو أهمس لها بها مع الهدايا _ فقد ملكتها قلبي وعقلي وروحي وجوارحي

ووجداني .


ولم أخفي يوما شيئا من عاطفتي تجاهها أو أكتمها بصدري , فكنت أصرح لها

بحبي في كل وقت وحين , ولم تكن كلمة أحبك تفارق لساني , وكذلك كانت هي.

كنت أحتضنها بعيني قبل صدري , وأضمها بقلبي قبل ذراعي , وأخاف عليها أن

يمسها أي أذى أو يصيبها أدنى مكروه , ولم تكن تفارق حضني الا لماما .


كنت أضن عليها أن تشعر بهمي وتعبي , رغم انها كانت تفعل ذلك دون أن

أنطق , لكنني لم أكن أحب أن أكدر خاطرها .

ومهما منحتها من حب وحنان , كنت أشعر انني تلميذ في مدرسة حبها

بل أن كل ما قدمته لها , استلهمته من حبها , كانت تمنحني الحب بلا حدود

والحنان بلا معيار , تضمني بلا مناسبة , تقبلني , تلاطفني , تدغدغني كطفل

صغير , تطوقني من الخلف وانا اجلس الى المائدة .. الى مكتبي وتهمس لي :

أحبك .

أما ان كان قصدك من الناحية الحسية , فلم أكن أشعر انني أجزيتها وأوفيتها

بما قدمت

كما أنها _ كما أسلفت _ كانت تسعد كثيرا بالأمور المعنوية أكثر من الحسية

فمثلا حين اشتريت لها شبكتها وكانت من الألماس الحر , لم تسعد بها بقدر

سعادتها بوثيقة مِلكية كتبتها لها بخط يدي أقر فيها أنها قد امتلكت قلبي

وروحي وجوارحي , وكتبت لها شيئا من المشاعر العذبة التي أحملها لها

وختمت وعودي لها بعبارة : والله على ما اقول شهيد , ثم وثقت كلماتي

ببصمة يدي في اسفل الوثيقة , وضمخت تلك الوثيقة بالعطر وأرفقتها

مع الشبكة , فكانت عندها أغلى وأثمن من الشبكة الماسية , وكانت سعادتها

بها لاتضاهى .

أذكر كذلك أننا كنا في نزهة بحرية , خلال سفرنا عقب الزواج , وأوصيت ادارة

الفندق بتنفيذ بعض الترتيبات التي رسمتها في مخيلتي ووصفتها لهم , و عند

عودتنا من النزهة ودخولها الغرفة فوجئت بمنظر شاعري رائع , اسمها

المضيء بالشموع على الأرضية , بالونات الهيليوم المعلقة في سماء

الغرفة , الورود التي تتدلى منها , اللفتات الحلوة المتناثرة هنا وهناك ,

وكنت قبل سفرنا قد صورت نفسي في مقطع مرئي , أخاطبها فيه وأبثها

حبي وغرامي , وأدمجت معه بعضا من صور زواجنا مع بعض التعليقات

الرقيقة بصوتي على كل صورة .

هذا المقطع كان مسجلا على جهازي المحمول , وأوصلته بجهاز ( بروجيكتور )

أوصيتهم باحضاره , وعرضت لها المقطع على جدار الغرفة بأكمله , ولن

تتخيلي مدى سعادتها حينها بهذه اللفتة , وكانت فرحتها بها تفوق فرحتها

بالهدية التي اهديتها لها وقتها .

أيضا أذكر أننا سافرنا عقب مرضي الى احدى الجزر التي تستنطق الأفواه

بالتسبيح لجمالها , وأثناء تواجدنا هناك , وكان الوقت عقب الفجر , ولم

يكن بالشاطيء بشر سوانا .

فلعبنا سويا ولهونا لهو الأطفال , وبنينا قصرا صغيرا من الرمال , أودعناه

أحلامنا وأشواقنا , ثم توغلنا قليلا وجلسنا تحت احدى الشجيرات , وخطر

لي وقتها أن أجعل هذا المكان يشهد على حبي لها _ وكنت أسجل ذكرياتنا

معا صوتا وصورة وأحيانا كتابة , ليس فقط في السفر بل في الحياة العادية

ولم أجد ما أكتب به وقتها , فنزعت الرأس المعدني لسحاب بنطالي , وحفرت

به اسمها واسمي وكلمة أحبك , وأرََخت ذلك , فلا تسألي عن فرحتها , وصورت

تلك الشجرة , وأسمت تلك الصورة في جهازها : شجرتنا .

ومثل ذلك كثير , وحياتنا تزخر بالكثير من تلك اللحظات الحلوة , والمواقف

الجميلة .

لا استطيع أن أحصر لك سعادتها بهدية معينة , أهديت لها أحدث جهاز جوال

كان موجودا بالسوق انذاك , وعدة أجهزة الكترونية , وأهديت لها العديد من

العطور , وهدايا ذهبية , وحليا , وطبعت صورها على بعض الهدايا , واهديتها

بعض الهدايا المميزة عندما علمت بحملها , وأثناء حملها كذلك , وأعددت لها

هدايا عقب ولادتها لكنها رحلت قبل أن تراها أو ترى حتى صغيرها .

لم تكن تقدر الهدية بثمنها بل بمعناها , فكم كانت تسعد حينما أحضر لها معي

الحلوى التي تفضلها وتقدر لي أنني أتذكرها وأشتري لها , ويذكرني بسعادتها

طفلي الذي يعشق الحلوى ذاتها ويفرح حين أحضرها له .

أرجو أن أكون قد أجبتك عن سؤالك بالشكل المطلوب أختي الكريمة , سائلا

المولى تبارك وتعالى أن يوفق الجميع في حياتهم , ويسعدهم , ويبارك فيهم .

وعذرا على الاطالة