أختي الفاضلة ليلـاه
مرحبا بك مرات ومرات , وحياك الله وبياك , ويسعدني تواجدكم
جميعا , لا حرمني الله صدق اخوتكم , وجميل نصائحكم .
اقتباس:
أودُّ سؤالكَ بداية ..
ما شعورك و أنت تحدّثنا عن حبيبتك هنا ؟ هل يُنفّس عليك هذا ؟
هل تُحب ذلك و تتوق إليه ؟
أعلمُ - و أنا العاشقة - أن الحديث عن الحبيب لا يُمل !
فهل تجدُ في حديثك لنا عنها سلوى ؟
|
لا أعرف كيف أصف لك ِ شعوري حين أتكلم عنها , ولا أراني
الا كما قال ابن زيدون :
نَكادُ حِينَ تُنَاجيكُمْ ضَمائرُنا *** يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّـينَا
أبكي وفاء , وان لم تبد لي صلة *** فالطيف يقنعنا والذكر يكفينا
نعم ! حين أكتب عنها ينتابني شعور عميق بالأسى , ويغلبني دمعي ,
وأجاهد نفسي لأتجاوز هذه المشاعر وأستكمل الكتابة .
لكنني أشعر في الوقت ذاته براحة عجيبة , ربما كان مردها أنني
أشعر أنني اخترق حاجز الزمن , وأطوي المسافات في أقل من لمح
البصر , أعود لمرافقتها , وأعيش معها السعادة مجددا , صحيح أن
تلك السعادة لاتمتد سوى لدقائق تنساب فيها ذكرياتي لأسكبها بين
أيديكم , لكنني أجد في ذلك بعض السلوى .
اقتباس:
فما رأيكَ أيها العاشق الأديب أن تعكف على كِتابة رواية عن العِشق المُباح - ليسَ الممنوع كما هي رواية الكاتب التركي - رواية تُحدّثنا فيها عن حبّك .. عن حبيبتك ..عن الأيام الجميلة !
تُضّمنها نصائح زوجية برؤيتك الخاصة كـ رجلِ واع صاحب تجربة - و إن كانت قصيرة فهي عميقة
|
هذا ما أفعله الآن بينكم أختي الكريمة , أتذكر الأيام الخوالي , أسترجع
اللحظات الحلوة , وأكتبها هنا , وألمحت في البداية أنني سوف أكتب
خلاصة تجربتي , ترى هل هذا ما تقصدينه ؟
أشكرك على ثقتك بي , ولكنني لا أملك الضوابط والآليات التي تمكنني
من كتابة رواية , فلست متخصصا في ذاك المجال , وما أخطه لايرقى
لأن يتخذ شكل رواية انما هي ( فضفضة ) ان جاز لي التعبير .
فقط حرقة قلب , وأوجاع والام أنفث لهيبها عبر الحروف .
ما اقترحته عليَ أيتها الفاضلة , يذكرني بما كانت تفعله زوجتي رحمها
الله :
فقد عكفت ومنذ اليوم الأول لحملها على كتابة ما يشبه المذكرات
لصغيرها المرتقب , كانت تصف له فرحتنا به , وأمنياتنا له
متى كانت حركته الأولى , ومشاعرنا وقتها , تحكي له ما تمر به ,
وتبثه حبها من قبل حتى أن تراه , وترفق مع كلماتها اوراق التصوير
التلفزيوني الذي يظهر حجمه ووضعه في بطنها , وتكتب له مراحل نموه ,
وحركاته , وأعضائه الجديدة التي اكتشفناها أثناء التصوير .
وكان آخر ما كتبته له ليلة ولادتها :
 |
|
 |
|
حبيبي الغالي
انتظرتك طويلا , بكل حب الدنيا حملتك , في حنايا قلبي احتضنتك ,
وبين أضلعي اخفيتك .
وغدا سأراك , وغدا ستراني , كلانا سيكون متعبا , وسترهقنا رحلة
الوصول , ولكن حسبنا أننا سنلتقي , وسأظل أحلم حتى الغد بلحظة
اللقاء .
فنم قرير العين يا طهر الدنيا , ويا كلَ النقاء . |
|
 |
|
 |
كانت تلك آخر كلماتها لطفلها الذي لم تراه , أسأل الله أن يجمعنا
سويا في أعالي الجنان .
************************************
بنتم وبنا , فما ابتلت جوانحنا *** شوقا اليكم ولا جفت مآقينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت *** سودا, وكانت بكم بيضا ليالينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا *** أن طالما غير النأي المحبينا
والله ماطلبت أهواؤنا بدلا *** منكم , ولا انصرفت عنكم أمانينا
إنا قرأنا الأسى يوم النوى سورا *** مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمثله شربا *** وان كان يروينا فيظمينا
عليك منا سلام الله مابقيت *** صبابة بك فنخفيها وتخفينا
*************************************
أعتذر عن الاطالة أختي الكريمة , وأكرر شكري لك .