(مميز)هل ينتهي دور الوالدين عند تزوج أبنائهم أم لا؟
"بسم الله الرحمن الرحيم"
يأتي الأبناء –ذكوراً كانوا أم إناثاً- إلى الحياة الدنيا تستقبلهم بشائر الأفراح، ونغمات الزغاريد، وصفاء الابتسامات، وشكر خلاّق السماوات..والأبناء نعمة من نعم الله، وزينة من زينة الحياة الدنيا لا شك. يقول الله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
ولو ألقينا منظاراً على قلوب الوالدين وفرحتهما لرأينا أنهما يطلبان أرضاً أخرى وسماءً أخرى تستقبل فرحتهما حيث أن الكون يضيق عليهما بمساحاته الواسعة، وحجمه الممتد.
يكبر هذا الطفل/الطفلة تحفّه حنان الأم وفطرتها في حقل الأمومة، ويتلقّفه الأب بذراعيه بكل فرح وجذل، ويكبر أمام عينيهما تدريجياً، ويحفظانه بأعينهما، ويسبغان عليه رعايتهما ونصحهما، ويود الوالدان لو يسبقان الزمن ويطويان الليل والنهار، ويقدمان الساعة الكونية كي يبصرانه/يبصرانها وقد أصبح ذا شأن، وأصبح له وضعه، ومكانته.
ثم ما يلبث الزمن إلا أن يسير في دورته المعهودة، ويدخل الأبناء سن الزواج ورغبات الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ثم يتزوجون، وما أشد فرح الوالدين بهذا، بل لو رُكّب لهما جناحان لطارا إلى آفاق السعادة.
هنا يأتي المحكّ والسؤال: هل ينتهي دور الوالدين هنا؟ هل ينتهي دور التوجيه أم ماذا؟ هل يُترك الأبناء للإبحار في حياتهم الزوجية بدون مرشد من أب أو أم مثلاً؟
أقول وبالله التوفيق: إن دور الوالدين ينبغي أن يستمر في النصح والتوجيه، والوالدان يعرفان –في ظاهر الأحوال- عن سعادة أبنائهم في زواجهم من عدمها..وأرى أن النصح هنا بشروط:
أ) الصدق مع الله في النصيحة لإقامة بيوت أبنائهم وليس لهدمها كما يفعل البعض.
ب) مراعاة الوقت المناسب للنصح والتدخل.
ت) تقبّل الأبناء لها من ناحية شخصياتهم، والوالدان أقرب الناس لفهم أبنائهم.
ث) معرفة كمية النصح المناسبة للحالة.
:::
أنتَ أيها الأب الفاضل:
-قدّم لابنك عصارة تجربتك، وخبرة حياتك في الأمور الزوجية.
-انصح بخير، وقدّمه في غلاف أبوي حنون.
-لا تشتّت عقل ابنك بكثرة تدخلاتك، ودعه يشق طريق حياته، ويعيش عمره.
-ساعده مادياً إن احتاج.
-عامل زوجته كابنة من ضمن بناتك، وانصرها إن كانت مظلومة ولو على ابنك، ولا ترضَ لها ظلماً، وأوصيه بابنة الناس خيراً، فأنتَ لديك بنات أيضاً.
يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ...).
-أكرم أنتَ وأهل بيتك زوجة ابنكم، فهي فرد من أفراد أسرتكم، واجعلوا لها مكانة.
:::
أنتِ أيتها الأم الفاضلة:
يقع على كاهلك دور كبير، فلكلامك وقع خطير على البنت، ولكلامك مكانة –تصل لحد القداسة عند بعض البنات هداهنّ الله حيث يعتقدن أن كلام أمهاتهنّ صواب دائماً- فاعرفي ما تقولين، وكيف تجيبين...وأنتِ امرأة، وأدرى بحال النساء وشكواهنّ.
-قدمي لابنتك عصارة خبرتك الزوجية.
-افهمي شكوى ابنتك...هل تستحق أم لا؟ هل هي من الشكاوى المعهودة أم لا؟
-انصحيها بخير، وكفّي عن التحريض ضد زوجها ولو بشكل خفيّ، ولا تسبّبي لها التوتر بمفرداتك.
-حثيها على الصبر والاحتمال إن كان زوجها رجلاً جيداً في العموم.
-امتصّي غضبها، واكتمي سرها، واحتويها.
-وضّحي لها طرق التعامل مع الزوج، وكسب قلبه، وكيفية التبعل الصحيح، ومعرفة مداخل الرجال.
-احذري اشد الحذر من التدخل بينها وبين زوجها.
-احذري من التعامل السيئ مع زوج البنت، فإن ذلك قد ينعكس سلباً على حياة ابنتك، وهذا واقع مشاهد.
:::
أعلم يقيناً أن هناك من لديه من العلم والنصح ما يفوقني.
وأعرف أن البعض لديهم إضافات تُكتب بالذهب.
وأعرف أن لغة الاستثناءات الواقعية لما تم طرحه موجودة بكثرة لكن سددوا وقاربوا، وبشروا ولا تنفّروا.
حيث أنني أردت بطرحي هذا التذكير فقط، وأعلم اني لم أعالج الموضوع بما يستحق لكن -حسبي- أن أساير مبدأ يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
وأستغفر الله لي ولكم.
أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد-الرياض
التعديل الأخير تم بواسطة om abdlah ; 12-09-2011 الساعة 08:44 PM
السبب: أضافة شعار التميز