منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ... بحاجة جدا لعودة البليغ لمستجدات موضوعي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-2011, 12:23 PM
  #7
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
أختي الكريمة/
*أشكرك على ثقتك.
*والدك –سامحه الله- لها أخطاؤه التي وقع فيها، ونقصت فيها الحكمة لحلّها.
*ردّ والدكم متوقع ولا أستغربه بشأن البيت والزواج بأخرى، وجلبها للبيت، وأعرف قصده في هذا، وأفهمه كرجل كيف يفكر الآن.
*والدك –حفظه الله- متردّد متشتت بين أمك، والعشرة، وبين أولاده، وبين حاجاته، وبين الانتصار لنفسه مقابل ما فعلته والدتك في حقه كما يرى.
*والدك يعتقد أن خالتك هي السبب الرئيس في إثارة والدتك ضده؛ لذا هو يعاند، ويقول في نفسه: لن أخضع لنساء.
*والدتك –لا قدّر الله- إن تم طلاقها وهذا ما لا نرجوه، وخرجت من عدتها فليس لها نفقة...وشراء البيت وإسكانها معكم بعد ذلك يعد كرماً من أبيكم وليس به ملزوم.
*أمك -هداها الله- مصرّة على رأيها، وجعلت من عمك خصماً لها بشكل خفيّ بسبب سعيه لتزويج والدكم.
*من أخطر الأشياء على البيوت كشف أسرارها عند من لا يحفظها، أو يسيء التصرف بردة فعل تجاهها.
*طبيعة والدك في مجال الأعمال التجارية تجعل منه بشكل خفي رجل يلتوي في قوله، ويظلّل أقواله بالغموض والوضوح في كثير من الأحيان، ونطلق على هذا الشخص المراوغ، وهذه طبيعة السوق.
*طبيعته تلك تجعله يستطيع بسهولة أخذ والدتك إلى صفه بحكم وضوحها وطيبتها، وهذا ما فعله طوال أعوام عشرتهم، وما قابله من صمت وتراكمات نفسية لدى أمك، وأتى انفجارُها الآن.

*سأقترح بعض الحلول الوسط بعون الله وفق ما يلي:
1) اقتربوا هذه الأيام من والدكم، واهتموا به، واسألوا عنه، ولا تشعرونه بأنكم قد تخليتم عنه أبداً، وامسكوا العصا من المنتصف؛ كي لا يشعر أنكم ضده، وفي صف والدتكم...مثلاً: استأذني يوماً من زوجك، واذهبي لطبخ الغداء له وما شابه ذلك.
يا أخية: إن الأب –في مثل وضع والدك- لو رأى أولاده مالوا إلى أمهم، وهو يلتفت يميناً وشمالاً لا يرى ذريته حوله فإنه يشعر بالاضمحلال أمام نفسه، وأنه لم يحقق شيئاً في حياته، وأن أبناءه من صلبه قد تخلّوا عنه وتركوه، وأنه خسر كل شيء...هذا الشعور يجلب له ردة فعل عكسية بترككم، والتخلّي عنكم، والغضب الداخلي عليكم، ومحاولة منع مصروف أو زيارة أو شيء آخر عنكم، وفي وضعكم الحالي هو يعاند من ناحية البيت. أيضاً سوف يلجأ هو –بسبب وحدته- إلى من يحتويه عاطفياً ونفسياً ليشتكي له وجع الدنيا، وخراب بيته، وبعد زوجته (أمك) عنه، وتخلّي أبناءه عنه، فهو يشعر أن بيته قد هُدم بفعل فاعل. هذه الأطراف الأخرى التي سيلجأ لها ستتعاون معه بما يمليه عليه ضمائرها وعقولها وحكمتها...أليس كذلك؟!
لذا قوموا بالالتفاف حوله بقدر ما تستطيعون...وافعلوا نفس الشيء مع والدتكم باحتوائها.
2) هدّئوا (أنتِ وكل إخوانك) من روع وخوف والدتكم –حفظها الله-، وأقنعوها بلطف بترك موضوع المحكمة جانباً، وأن الأمر سيُحلّ إن شاء الله...ثم قولوا لها من باب الطمأنينة النفسية: يا أماه إن أرواحنا وأموالنا كلها تحت تصرفك، ولن نقبل عليك الظلم أبداً، ولن نتخلى عنك لو تنطبق السماء على الأرض.
3) احذروا من مواجهة والدكم بحقيقة إفشائه لأسرار بيته، ولن تجنوا من هذا القول إلا الإصرار والعناد...لكن يمكنكم تنبيهه بإرسال رسائل نصية إلى جواله مثلاً آية أو حديث تحضّ على كتمان السر، ولو كان من رقم مجهول فأفضل لكم.
-أقترح إرسال ما يلي على رسائل من فترة لأخرى على سبيل المثال:
أ) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها".
ب) قال الشاعر:
إِذَا ضَاقَ صَدر المرء عَن سِر نَفسِهِ * * * فَصَدر الذِي يستودع أَضيَقُ

4) لا تجعلي والدك -هداه الله- ينفرد بالجلوس مع زوجك فيخلو له الجوّ المحيط لقول ما يشاء..بل حضّري لهما ما تستطيعين من أمور الضيافة، واجلسي معهما لتضييق خناق الحديث..وإن فتح الموضوع مع زوجك بحضورك فغيّري الحديث، أو ارفعي صوت التلفاز..وإن لم يسكت والدك فقولي بهدوء: يا أبي أنتَ عيني اليمنى، وأمي عيني اليسرى، ولا أرضَ عليك، ولا أرضَ عليها، فلا تتحدث أمامنا أو أمام الناس عنها بشيء أبداً، واذرفي بعض الدموع.
5) استمرّي في كتمان حياة أهلك عن زوجك، وإن أتى لفتح هذا الموضوع معك فغيّري الموضوع، وإن كرّر فأظهري أنك مشغولة بشيء، وإن كرّر فقولي له بأدب: إذا سمحت تلك حياتهم، ودعنا أنا وأنت نعيش حياتنا يا حبيبي، وغيّري الحديث بذكاء الأنوثة.
6) ابدئي بنقل أحاديث جميلة بين والدك وبين والدتك، وهنا يجوز الكذب، وهو من الكذب المباح للإصلاح بين المتخاصمين.
مثلاً: قولي لوالدك إن أمي اليوم دعت لك، وذكرت كثيراً من أفضالك عليها، وعن الأيام الجميلة التي قضيتموها معاً.
ثم اذهبي لأمك، وقولي لها: والدي اليوم قال لنا عنك كلاماً حلواً عن صبرك عليه، وعن دينك، وعن نجاحك في حياتك الأسرية، وحفظك لبيتك وأولادك، وع لذة طبخك...وغيره.
7) بعد الخطوات السابقة أطرح عليكم هذا الاقتراح:
تذهبين أنتِ وكل إخوانك وأخواتك في موعد محدد سلفاً بينكم إلى والدكم، وتصنعون لكم حفلة صغيرة معه مع إحضار الكيك و العصيرات وخلافه...ثم قولوا له بعد مدحه وتعداد فضائله...يا والدنا: نحن طوع أمرك، وحياتُك أنت تديرها بالطريقة التي تعجبك، ونحن لا نفرض عليك رأينا، بل نحن من نستشيرك في أمورنا وحياتنا، وأنت والدنا، وأنت فوقنا، ونحن أسفل منك، ولدينا طلب منك ونعرف أنك الكريم الشهم الحنون الشاعري الحساس ولن تردّنا خائبين، وأنت رجل قد أكرمك الله من فضله، وأعطاك، ونسأل الله أن يزيدك...سيقول لكم: ماذا تريدون؟ قولوا له: اقبل قول والدتي بحكم العشرة التي لا تهون عليك أبداً، واجعل مسألة اختيار البيت الذي تعيش فيه من اختيارنا نحن أولادك وأولادها وليس من اختيارها هي ولا من اختيارك؛ حيث أننا نحن من سنختار، وأنتَ وأمي تنفذّون، وأعطونا الفرصة في هذه المرة، ولا تردّنا، ودعنا نثبت جدارتنا...ولا بأس من دموع البنات أمامه فلها مفعول أمام الآباء.
بعد موافقته
تذهبون لأمكم، وتصنعون لها كما صنعتم مع والدكم تماماً، وتقولون لها مثل هذا القول وأحسن، وتجعلونها تقبل بالعرض.
بعد موافقتها
يأتي الآن دوركم في اقتراح مكان البيت الجديد في المكان الذي ترونه مناسباً كحل وسط بين والدكم ووالدتكم، ولا تميلون للوالد، ولا تميلون للوالدة...وبعد اختياركم تطرحون الموضوع لهما ثم ترون ماذا تكون أجوبتهم.
8) إن لم ينفع الاقتراح رقم (7) فأشيرُ عليك بما يلي:
تذهبين أنتِ وأخوك الأكبر إلى عمكم الذي يثق فيه والدك بدون علم الوالد وبدون إخبار عمكم بزيارتكم، وإنما تكون مفاجئة...تجلسون مع عمكم...تمدحونه...ثم تقولون له: بالطبع يا عمنا الغالي أنت تعرف الأحداث الحاصلة في بيتنا هذه الأيام ولا تخفَ عليك أبداً...ونريد أن نسألك: هل ترضى على أبنائك التشتت بين البيوت؟ هل ترضى على أبنائك أن يقعوا في حيرة بينك وبين أمهم؟...ثم قولوا له: أرجو أن تتكرم بالحديث لوالدنا -بدون أن يعرف أننا نحن من قلنا لك-بشأن موضوع البيت، وبشأن الإصلاح من أمنا، ونحن لا نستغني عنك وعن آرائك الحكيمة...ثم اسمعوا رد عمكم.
ملاحظة: حاولي كسب عمك ففي يده مفاتيح شخصية والدكم، وهو المركز القوي في التأثير على الوالد.
9) أكثروا من الدعاء لوالديكما بالهداية والصلاح والتوفيق والاتفاق، والصدقة.

:::
هذا ما أراه لكم في الفترة الحالية.
وأسأل الله أن يجعل رأيي صواباً نافعاً لكم، ويجعله سبباً في الحفاظ على أسرتكم.
ولا تحرمينا من صالح دعائك.
وأخبرونا بالجديد والمستجدات.
رد مع اقتباس