منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تآلف مع النقد
الموضوع: تآلف مع النقد
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2004, 09:15 AM
  #2
zaglool
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 677
zaglool غير متصل  
كثيرا منا من يكره النقد، ويشعر بثقله على النفس عند سماعه .. ويكون جاهزا للدفاع عن نفسه عندما يواجه النقد ، وكأنه يواجه هجوما على شخصه أو ذاته،
-----------

ما شاء الله ..روعة يا لولو الصغيرة .. كلامك ما يحتاج الى نقد.. بارك الله فيك على هذه المعلومات ولكن
لي اضافة منقولة لتوضح بعض النقاط على الموضوع بعد اذنك يعني:


إن النقد الموجه للأفراد و ليس الى سلوكهم يترتب عليه أمور خطيره ، فهو يحد من قدرات الأشخاص و يحطم ما لديهم من قيم و قواعد أخلاقيه .

انظروا معي كيف أن سيدنا يعقوب عليه السلام عزا عدم ارتياحه في ذهاب يوسف عليه السلام مع اخوته الى الذئب و لم يصفهم باللامسؤولية أو التآمر عليه او غيرها من الألقاب التي توجه النقد الى ذواتهم .

قال ربنا عز و جل {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ }

و المعنى .. إن أباهم أخبرهم أنه ليحزن لغيبة يوسف عنه لفرط محبته له و خوفه عليه ..أن يأكله الذئب . قال يعقوب هذا تخوفاً عليه منهم ، فكنى عن ذلك بالذئب .

إنك حين توجه النقد لشخص الإنسان ، فإنك بذلك تهينه و تحط من كرامته ، و لن تجني من ذلك سوى الكراهية و الحقد .. بينما اذا حولت نقدك لسلوكه و بأسلوب لبق لا تجريح فيه و لا مهانه ، ستجد أنك قد كسبت محبته و احترامه ، مما يدفعه لتبديل سلوكه المذكور .

يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم في عشيرته {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } و لم يقل إني برئ منكم مراعاة لحق القرابة و لحمة النسب .

تأمل قول سيدنا يعقوب عليه السلام {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } إنه التطلف في القول ، و لم يصف أولاده بالكذب ، إنما قال {سَـوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ } ذات الوقع الأفضل و الأقل ضرراً على نفسية الأولاد .

و قوله {عَلَى مَا تَصِفُونَ } فلم يقل على كذبكم ، و كأنه عزا الكذب الى قولهم لا الى شخصهم ، و هذا في غاية البلاغة لأنه كان واثقاً بأنهم كاذبون في الصفة .. و ما يصفونه هو موته بأكل الذئب إياه ( أي يوسف عليه السلام).

هذا والله اعلم وبالله التوفيق

محبكم زغلول