سادساً: حسن الخلق
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ)) رواه مالك وأحمد واللفظ له وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع (1620).
قال أبو الطيب محمد شمس الدين آبادي رحمه الله تعالى: "وَإِنَّمَا أُعْطِيَ صَاحِب الْخُلُق الْحَسَن هَذَا الْفَضْل الْعَظِيم؛ لِأَنَّ الصَّائِم وَالْمُصَلِّي فِي اللَّيْل يُجَاهِدَانِ أَنْفُسهمَا فِي مُخَالَفَة حَظّهمَا، وَأَمَّا مَنْ يُحْسِن خُلُقه مَعَ النَّاس مَعَ تَبَايُن طَبَائِعهمْ وَأَخْلَاقهمْ، فَكَأَنَّهُ يُجَاهِد نُفُوسًا كَثِيرَة، فَأَدْرَكَ مَا أَدْرَكَهُ الصَّائِم الْقَائِم فَاسْتَوَيَا فِي الدَّرَجَة، بَلْ رُبَّمَا زَادَ"
وحسن الخلق يكون بتحسين المعاملة مع الناس وكف الأذى عنهم.
سابعاً: السعي في خدمة الأرملة والمسكين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ((السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ)) رواه أحمد والبخاري واللفظ له ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي.
ويمكن أن تكسب هذا الثواب الجزيل لو سعيت في خدمة فقير، فقدمت أوراقه لجمعية خيرية مثلا ليدرسوا حالته ويعطوه حاجته.
كما يمكن أن تكسب هذا الثواب العظيم لو سعيت في خدمة أرملة، وهي التي مات عنها زوجها، فتقضي حوائجها، وهذا ليس بالأمر العسير، لأنك لو فتشت في أهل قرابتك ستجد البعض ممن مات عنها زوجها من عمة أو خالة أو جدة، فبخدمتها وشراء حاجياتها تكسب ثواب الجهاد أو قيام الليل.
ثامناً: المحافظة على بعض آداب الجمعة
عن أوْس بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ؛ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا)) رواه أحمد والترمذي وأبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه والدارمي والحاكم وابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح الجامع (6405).
فخطوة واحدة إلى الجمعة ممن أدى هذه الآداب لا يعدل ثوابها قيام ليلة أو أسبوع أو شهر، وإنما يعدل سنة كاملة، فتأمل في عظم هذا الثواب. وهذه الآداب تتمثل في الاغتسال ليوم الجمعة والتبكير والمشي إليها، والدنو من الإمام، وعدم الابتعاد إلى الصفوف الأخيرة، وحسن الاستماع للخطبة، وعدم العبث واللغو.
تاسعاً: رباط يوم وليلة في سبيل الله عز وجل
روى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه، وأمِنَ الفتَّان)) رواه البخاري ومسلم واللفظ له والنسائي. والفتَّان هو فتنة القبر.
عاشراً: أن تنوي قيام الليل قبل النوم
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ حَتَّى أَصْبَحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ)) رواه النسائي وابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5941).
الحادي عشر: أن تُعلِّم غيرك الأعمال التي ثوابها كقيام الليل
فإن تعليمك الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام الليل، فالدال على الخير كفاعله، فكن داعية خير وانشر هذه المعلومات تكسب ثوابا بعدد من تعلم منك وعَمِلَ به.
والله من وراء القصد
|