منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - وقفة مع معنى اسم من اسمائه جل وعلا سبحانه
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2011, 10:54 PM
  #38
انثى ابكت القمر
عضو مميز
 الصورة الرمزية انثى ابكت القمر
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,795
انثى ابكت القمر غير متصل  
تلخيــــــــص اسم الله الرب منقول
نحن الآن نشرح اسم الرب و أول موطن له سـورة الفاتحة وأول صفة لازمة لاسـم الرب جاءت هي الرحمن الرحيم فالله يربينا برحمته قد يقول قائـل: هناك أقدار مؤلمة تنزل علينا، نقول: هذه الرحمة لرفع منزلتك ولإصلاحك وهذا لا يتأتى إليك مبـاشرة بل يأتيك لرفع منزلتك ولإصـلاحك وهذا لا يتأتى إليك مباشـرة بل تأتيــك بألطف ما يكـون. فالله رفع يوسف و بقى ذكره مع شدة محنتـه، جاءته الرحمة في هذه المحنـة بلطف بحيث أنه في نهاية المحنـة قال: إن ربي لطيف لما يشـاء. إذا أراد شيئا سبحانه هيأ له الأسبـاب وكانت هذه الأسباب مع أن صورتها ضِيـْق لكنها في الحقيقة رحمة وأيما رحمـة.
إذن: رب يلزم منه صفة الرحمن الرحيم إنه ذو الرحمة الواسـعة الواصلة كما تقدم معنا، ولكن لابد أن يعلم العبد أن رحمة الله فيها صفة اللطف يعني أنها تأتي بألطف ما يكون .
· كذلك فالرب يربي عباده باسمه (الخبيـر):
معنى الاسم: العلم وزيـادة فهو يعلم بواطن الأمـور ودقائقها.
الله عزوجل يربي عباده باسمه الخبيـر، فهو سبحانه وتعالى عندما يقرأ العبد أفعاله الواقعة يعلم أن ربه خبير بأحوال قلبه وأفعاله.
كل عبد مثلا يقول: لو جاءني مال سأفعل كذا وكذا – لو أنا في هذا الموقف لن أصبـر والخبيـر يقلبه يعلم أنه قادر على الصبـر و يعلم أن هذا لا يصلح له ليرتقي إلا البـلاء.
يعني هذا الشخص لو لم يأتيه بلاء يركن للدنـيا وتركه الله في الرخاء زمنًا. والإنسان ينسى نفسه فعندما كان في زمن الرخاء استرخى تعلقه بالله. ويقول: أنا لا أتحمل الشـدة وهو في الشـدة يتعلق بالله والله خبير بعباده يعلم أن هذا لا يصلح له إلا أن يقع عليه بلاء وشـدة وهما اللذان يصلحانه والله لا يكلف نفسـا إلا وسعها بمعنى: أنه مادمت ابتليت بهذا الابتـلاء تأكد أنك قادر على تحمله وما دمت ابتليت هذا البلاء إذن الاختـبار هو صبرك..وما دام بليت هذا البلاء، فاعلم أن الله يريد أن يصلحك، وإن لم يحسن التصرف في هذا البلاء سيربيه الله ببلاءات أخرى إلى أن يفعل ما يرضى الله ولا يفعل إلا ما يحب الله. الله يعطي العبد ما يصلحه ويمنع عنه ما يفسـده لأنه خبير سبحانه. شخص يقول: أنا أنفع للرئاسـة لو أعطوني المنصب، سأصلح المدرسة.. وهناك أناس كثيرين واثقين من أنفسهم وهذه مشكلة، فالله تعالى يقول: {ولا تــزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} طالما أن هذا لم يأتك المنصب أو الوظيفة أو ما شابه، فاعلم أن هذا من رحمة الله ولطفه بك، يقول العبد: أنا أعرف نفسي..نقول له: الله خبير يعلم حركات قلبك ومكنوناتك أكثر من علمك بنفسك، لذلك ننبه ونقول: ونحن سائرين في الحيــاة لا تميل أنفسنا إلى أنفسنا (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) لأنني أتصور لو كنت في الموقف كان فعلت كذا، ولما يأت الموقف تتغير ردة الفعل المتصـورة، في الحقيقة بعد أن تـمر علينا أزمات و نلتفت للخلف نقول: سبحان الله كيف استطعنا أن نصبر على كذا وكذا..لا ينزل البلاء إلا و ينزل معه الصبـر،و هذا الصبـر من تربية الله عزوجل لعبـاده. أنت الآن ابتليت هذا البلاء أو أعطيت هذا العطـاء فاعلم أن الله أعطاك ليصلحك و يرقيك. أنت بذاتك يناسبك هذا البـلاء سواء كان عظيما أو شديـدا لا تتصور أنك لا تستطيع التعامل معه وتحمــله. لما فقد يعقوب عليه السلام ابنه قال: {فصبـر جميــل والله المستعان}. أن الصبـر الجميـل هو الصبر الذي لا شكـوى فيه لغيـر الله {إنما أشكـوا بثي وحزني إلى الله} فالشكوى إلى الله لا تخالف الصـبر الجميـل، كونك تسجد وتتكلم عن حالك و تستشعر فقرك لخالقك هذا لا يخالف الصبـر الجميـل والشـاهد هنا: {والله المسـتعان} يعني جاءت مصيبة لا أقول: ما احتملها، أقــول: افعل ما يرضيـه عني وهو وحده المستعان الذي يعينني على فعل ما يرضيـه عني. فالصبــر الجميل ليس من حولي وقوتي بل المستعان عليه هو الله يأتيني به ويمدني به، عندما يأتيني البلاء أري الله من نفسي خيــرا، فأتصبر لأن المربي عندما يريد إصلاحي، يبتليني ويسددني و يعطيني مع البلاء صبر و حكمة و رضا، ويعطني مفتاح الفرج ويلهمني كيفية الخروج كل هذا بلطفه سبحانه، فهو رحمن رحيم لا يقدر على العبد من الأقدار إلا ما يصلحه، وهو خبير بحاله وحركات قلبــه، فلا يتصور العبد أن ربه يقدر عليه ما لا يستطيعه.
إذن كلما صلح العبد كلما رقاه ربه في البلاء, كلما قوي قلب العبـد كلما زاد بلاؤه وارتقى، كما علمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه)). والبلاء درجــات، فأشــد بلاء هم الأنبيـاء، لأن الله خبير بقلوبهم ولا يريد سبحانه إلا إصلاحهم.
إذا بما أن الله رب يربي عباده ليصلحهم وهو رحيم و لطيف، فيرزقهم رحمته بلطف وهو خبيـر بما في قلوبهم يعلم ما تحمله وما تستطيعه فيبتليهم على قدر إيمانهم)). لكن الناس تجاه البلاء درجات. الفتنة واقعة بالســراء والضـراء ((و ألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتهم فيـه)) حتى فتح البركات بعد الطاعات فتنـة. وهذا معنى جديد غير متـداول.
المعنى الأول: واضح في الأذهان وهو أن العبد إذا حلت عليه مصيبة واضح أنها اختبار و فتنة.
أما أن النعم فتنة و فتح باب الطاعات فتنة هذا غير واضح في الأذهان.
المطلوب من العبد أن يعلم أن كل هذا جاء من رب وصفه أنه رحمن رحيم لطيف خبيـر، يورث عباده معالي الأمـور بأقداره التي يقدرها عليهم –فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر- يورثهم الجنات العلى بما يقدر لهم ولأنه خبير بهم لا يقدر لهم إلا ما يستطيعونه. لكن المشكــلة في ردود أفعال الناس تجـاه أقدار الناس فهم يردون رحمة الله يردون لطف الله لا يعتنون بلطف الله ولا يعتنون بكونه سبحانه خبيــر يعلم ما في قلوبهم وبواطنهم. لكن نحن سنتكلم عن الخط المستقيم الصحيح الذي يجب أن يسير فيه العبـد. شخص يعلم أن الله ربه يربيه، يعتني به، يصلحه من أجل أن يكون صالحا ليس للآن للآخـرة في جنات عدن، الإصلاح ليس لتصلح لك الحيـاة الآن إنما للآخـرة.
أخبر الله تعالى في سورة الفجــر: أن الناس ينقسمون حال استقبال النعمة لقسمين: ربي أكرمن، وربي أهانني إذا قدر عليه رزقه. فبماذا يجيب الله عزوجل؟ يقول: كــلا، نعمـة: ربي أكرمني.
بــلاء: ربي أهانني، لا هـذا صحيح ولا هـذا صحيح. أيضا في أخر السـورة ينقسم الناس إلى قسمين، قسم يقول: يا ليتني قدمت لحياتي ليست هنا إنما في الآخـرة، النظرة هذه ناقصـة. عندما نقول: الله عزوجل يربي عبـاده، ويعتني بهم و يصلحهم ليس لهذه الحيـاة بل للحياة الحقيقة الأخروية، هذه الحياة التي نعيشها الآن اسمها دنيا سفلى دنيــة، ما هي التي يعتني الرب بك من أجلها إنما يعتني بك حتى لا تقول في الآخرة : يا ليتني قدمت لحياتي. هذا الذي تحسـر جاءته فرص كثيــرة ولم يغتنمها ليقدم لحياته وهذا من أعظم معاني المربي وصفاته أن يعلم العبد أن ربه يرقيه ويصلحه و يعتني به فإن أعرض، أعرض الله عنه وهذا هو المخيـف. و الإعراض يكون بعدم فــهم تربية الله. الآم العبـد التي يعيشها كلم نفسك وقل لها هذا أبذله الآن لأبني حياتي الحقيقية الآن بناء الدور في الدنيا شاق و يحتاج إلى مجهود كبير، يرتاح صاحبه بعده عندما يرى بناءه، وهذه نفس الصـورة مع الفارق الشاسع. أتعب في البلاء هذا التعب صورة بناء حتى لا يقول: يا ليتني قدمت لحياتي
__________________
[COLOR="Indigo]اللهم اجعل حبك وحب نبيك احب الي من نفسي واهلي والماء البارد يارب ارضى عني وارضني يارب* ارجوا من كل من اسأت اليه ان يسامحني بالنسبة لي مسامحة الجميع
[\COLOR]
رد مع اقتباس