ناس تجاهلهم المجتمــــع
الحياة مليئة بالافراح والمنغصات فلا يخلو أحداً من عثراتها ونكباتها وأن كان في بروج مشيده ، وهذا أمر مسلم به كوننا نؤمن بإن ما أصابك لن يخطئك وما أخطأك لن يصيبك ،لكننا نتوخا الحذر منه وعدم الوقوع فيه ، فهناك من الناس من جرفتهم أخطاءهم وأقدارهم بذنب أو بدون ليكونوا في أروقة السجون وفي دائرة أنعزالية عن العالم الخارجي وقد يكون البعض منهم خطأه لا يستحق النظرة السوداوية من المجتمع فيصبح من أصحاب السوابق بمجر الخروج من عتبة السجن فيخسر الكثير من سمعته وينبذه من حوله فلا زوجة ولا وظيفة ولا قريب أو بعيد يأخذ بيده وأن كان خرج من ذنبه كيوم ولدته أمه بعد أن حفظ القرآن وجوده وأصبح على خلق ودين يؤهله لممارسة حياته الطبيعية بشكلها الجديد والافضل ،الا إنه أيضاً رغم هذا كله يبقى غريب يتجرع مرارة وجوده في المجتمع ويتنكر له من كان يمجده في الماضي ويعده شراً لابد منه وعالة على غيره، فهل غيرنا النظرة تجاه هؤلاء وأخذنا بايديهم وأنتشالهم من أنتكاسة أخرى أشد وامر ،لقد عرفت الكثير ممن تراجع في التوبه وعاد الى السجن مره أخرى ليدس نفسه من نظرات الازدراء والتوبيخ المستمر وعدم تقبله وأعطاءه فرصة الاندماج في المجتمع وأثبات وجوده بعد أن تاب وأعترف بذنبه ،فيجب أن يتفهم المجتمع وضع هؤلاء وأنهم جزء لايتحزا منه وأن الخطأ وارد من الجميع وليس أحداً معصوم وأن كان في رغد من العيش والاستقامة ، فهل طمسنا الصورة المعتمة من أعين هؤلاء حتى يعيشوا بيننا بسلام .