خـلاص .. كـفـايـة تـجـسـس
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } الحجرات12
إن مما يلاحظ كثرته في هذه الأزمان
هو كثرة التجسس بين الزوجين
فقد يبدء عند أحدهم من باب الفضول أو التوقي والحذر
ولكن للأسف ينتهي بمشكلة كبيرة
تعصف بالحياة الزوجية يمنة ويسرة
ولربما تنتهي بالإنفصال .
والسؤال الذي يطرح نفسه بالبداية
لماذا يلجأ أحد الزوجين إلى التجسس
سواء في الهاتف المحمول أو اللابتوب أو الجهاز المكتبي أو حتى في الأوراق والمذكرات والرسائل الشخصية .. !!
إن أول سبب في وجهة نظري
هو إعتقاد أحد الزوجين أن له كامل الحرية في معرفة الطرف الآخر بجميع معلوماته وأحواله وأنه لاخصوصية بين الزوجين
والسبب الثاني : هو رغبة الزوجات بشكل خاص معرفة مايحتوي أجهزة أزواجهن من سجل محادثات أو صور أو رسائل
وذلك بقصد الإطمئنان على صحة سلوكهم .
وللأسف ..
تجد أن حياتهم كانت هادئة مطمئنة
لا ترى الزوجه من زوجها إلا كل خير
ولا يرى منها إلا كل خير .
ولكن بعد أن يحدث التجسس
تنقلب النفسيات
وتُفقد الثقة
ويدب الخوف من المستقبل
ويضعف الإحترام
وتكثر العصبية
وتزيد الزلات
وتشتعل القلوب
ولا يُنسى الماضي
ولربما يأتي أحدهم فيقول ..
أتريدنا أن نكون أغبياء
نعيش مضحوكاً علينا
لا نعرف ماذا يحصل من خلفنا .
فأقول ..
إن الأصل هو إحسان النية والصدق في القول والعمل
وعدم تتبع خصوصيات الآخرين إلا أن يأُذن لنا بذلك
ويجب أن يعرف كل طرف ماهي الحقوق الشرعية الواجبة التي له والتي عليه
فالرجل له حقوق له الحق في أن يطلبها ويعرفها من زوجتة
وللزوجة لها حقوق لها الحق أن تطلبها من زوجها
وكذلك ..
الثقة والإحترام عنصران أساسيان لبقاء حياة زوجية مستمرة
أخيراً
الهدف من الموضوع هو إيصال رسالة
لحكم شرعي نهانا الله سبحانه وتعالى عنه
وذلك لأنه مهلكة وشر لمن وقع فيه بدون مسوغ لذلك .
والله أعلم