وسيبقى ((التغرير )) هو عذر المذنب صغر ذنبه أو كبر إلى قيام الساعة
فهذا التبرير هو ذاته تبرير أهل النار ممن ضل السبيل فهل يدرك هؤلاء أنهم يتشبهون بأهل النار؟؟!!
أفلا يتدبرون القران وكيف أنه لم ينفع هذا التبرير أهل النار يوم القيامة!!
فال تعالى ( قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ( 38 )
والأيات التي تتحدث حول هذا الموضوع كثيرة في القران الكريم لمن يتدبره وقد ذكر الله طرفا من جدالهم وكيف يتبرأ بعضهم من بعض بل إن الشيطان برأسه يتبرأ منهم
فلو كان مؤمن بحق و لم يكن طاغيا مجرما ما استجاب ولو استجاب لأناب وعاد ولم يسمح للأخر أن يكون سببا في غوايته سواء شياطين الجن أو الأنس
قال تعالى "قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ - قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ - وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ -))
وقال تعالى ((وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ -
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ - و
َقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا
وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
وقال تعالى (( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي
وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [ إبراهيم : 22 ] .
ولا شك من يتسبب في وقوع الذنب لن يفلت من العقاب فالمرأة التي تدفع الرجل والرجل الذي يدفع المرأة للخيانة لن يفلت من العقاب
قال تعالى (( ليَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) سوره النحل
وعقاب المتسبب لن يخفف من عقاب المذنب ولن ينفعه أو يغني عنه شيئا فكلا منهم سيؤاخذ بذنبه ولن ينفعهم أنهم في العذاب مشتركون يوم القيامه إن لم يتوب من الذنب في الدنيا
فقد خلق الله لنا عقول وجعل لنا إرادة وذات وشخصية منفصلة عن غيرنا فلا يجب أن نسمح لأحد أن يدفعنا للمعصية أيا كانت
((فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ )) وقال تعالى ((وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ))
نسأل الله لنا ولكم ولجميع المسلمين السلامة والعافيه
موفق