نعم أنت محق يا أخي.محق كثيراً.أنا باردة جداً مع زوجي،و لا أجيد التصرف معه خصوصا عندما يكون صامتاً،شارد البال، أو متضايق.أشعر أنه لا يثق فيني كزوجة يمكن أن يلقي بأسراره،و مشاكله لديها.صارحته مرة بذلك،فأجاب: ربما لأنني كتوم،و ربما لأنني لا زلت أتذكر مشاكلنا القديمة،و كيف كنتِ فيها عنيدة،وحساسة.
على فكرة هذه هي المشكلة الثانية التي وددت بطرحها بعد مشكلة الرسمية مع أمي.لكن لأنها مشكلة متشعبة،لا أستطيع وصفها كما هي. المهم أنها تشعرني بالعجز،و العزلة.
زوجي إنسان صعب،يظهر القسوة بشكل مخيف،لا زلت أذكر المواقف التي صرخ فيها علي صراخ مرعب جعلني أبكي أيام متواصلة في السر، ومن أمامه كنت أبتسم.لكنه شعر بذلك فراح يتقرب مني. يريدني أن أعترف له بالذي يجول في صدري،و عن الاشياء التي تضايقني،و عندما أعلن عنها أراه ينكمش إلى الوراء،و يتضايق مني.يقول لي اعتبريني كلّ شيء،لكنني لا أعرف كيف أقوم بذلك.لأنني كما ذكرت قسوته علي حين يغضب وكيف هي جارحة جداً،تجعلني أشعر أني وحيدة في الدنيا،و حزينة جداً.
أنا لا أطالبه بالكثير،لكنه يراني غير قنوع،و أحب المادة،و أحب تقليد و محاكاة العصر.هو لا يحب أن أطلب منه شيء رغم تكراره الدائم: في حال احتجتِ شيء اخبريني،و أنا حاضر. عجزت هذا التناقض.في الفترة الأخيرة صرت أشعر بملله مني. قال أنني لا يعجبني العجب،و كثيرة التذمر و الشكوى،و كثيرة التطلب.
صدقني يا أخي أنا أتفهم وضعه المادي خصوصا نحن في بداية زواجنا. لكن أنا أيضاً أحتاج أرغب،أطمح، أفضفض.
هو يريدني دائماً قانعة،راضية،هادئة،بشوشة،هو يغضب و أنا أطبطب. هو يبتعد،و أنا أقترب.,هو لا يستطيع،و أنا لا أطالب.هو لا يحدثني عنه،و أنا أحدثه عني.هو يكتم،و أنا أفصح.
صرت أتعب عندما أقابله،و يبدو ذلك على وجهي.