سفاسف الأمور
مقدمة
أصحاب النفوس الدنيئة حرموا أنفسهم جنة قبل جنة الآخرة وهي انشراح الصدر والأنس والسعادة التي تحصل بالترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور فتعلوا هممهم عن الدوران في الوحل والحضيض فيعفوا عن الزلة فمثله كمثل القائل
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع
فصاحب النفس الدنيئة ترضيه الكلمة وتغضبه ،ويعجبه المدح ويسوءه ، فيحب من مدحه ويسوء لمن ذمه ويقطعه فكلمة سيئة بسببها تنقطع اواصل الحياة سواء الحياة الزوجية او الصداقة .
فكم من أسرة تشتت
من خطبة قد فسخت
وكم من محبة تحولت الى عداوة
وكم من شركة في عمل تشرذمت
السبب
بسبب تدني النفوس بسبب الوقوف لحض النفس يغضب الإنسان لأجلها ولا يقبل من احد ان يصدر تجاهه خلل ولا نقص وإذا حصل فلا عفوا ولا تسامح
السبب ركون الإنسان إلى أصل مادته فلإنسان من نفخة روح وقبضة من طين وإذا ركن الإنسان إلى أصل مادته الطين تدنى أخلاقه فيصدر منه مالا يليق وما تخجل منه النفس وإذا كسر الإنسان هذي القيود والأغلال حلق عالياً وارتفع وتسامى بأخلاقه فيتعامل مع الآخرين بصدر واسع ويتحمل منهم كل زلل فلا يحقد ولا ينتقم ولا يثأر.
مواقف
تصدقون ان رجل إذا خرج من البيت يغلق الكهرباء عن زوجته حتى تزهق فتطلب الطلاق فترجع له المهر الذي دفعه (وقد أفضى بعضهم إلى بعض)؟ أي دناءة نفس هذه وأي رجولة يتسما بها .
هل تعلمين
ان للمرأة وعاءين وعاء مثقوب ووعاء مغلق ومحكم فإذا سمعت من زوجها أي كلمة جميلة تضعها في الوعاء المثقوب ؟ وإذا سمعت من زوجها أي كلمة تسوئها تضعها في الوعاء المغلق .
ثم اذا حصل بينهم خلاف فتشت المرأة في الوعاءين فلم تجد غير الوعاء المغلق وما فيه غير الذكريات السيئة وأما الجميلة فقط سقطت من الوعاء المثقوب! عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (أُريت النار، فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط). متفق عليه
الخاتمة
أتمنى ان نتحلى بأخلاق القران قال تعالى (وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) يعي وما يعطى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا لله على المكاره ، والأمور الشاقة او ذو حظ عظيم
الكلام كثير ويطول ولكن يكفي من القلادة ما يحيط بالعنق
اسأل الله أن ينفع به
__________________
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( علِّموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت ) رواه الإمام أحمد