أختي الكريمة
بعدما كتبت ردي عليك رأيت موضوعك الثاني الذي فيه تعترفين أنك أنت تحتاجين الى اصلاح نفسك حيث أنك لا تصلي!!! فاستغربت كثيرا لماذا تتحدثين عن اصلاح زوجك دون ذكر اصلاح نفسك في هذا الموضوع لكني عندما رأيت موضوعك استشعرت أن نفسك بها روح الايمان لكنها تحتاج الى تركيز وعدم تشتت حيث أنك مشتته بين مشكلتك ومشكلة زوجك وغيرها من المشاكل،،،
عليك في البداية التركيز على علاقتك مع الله ليكون الله ناصرك ومعينك على مشاكل الحياة،،،
أختي الكريمة قلت
(ولقصتي مع الصلاة وتركها جذور .. فأنا منذ صغري بدأت الصلاة بنفسي دون توجيه من أهلي فلم يكونوا ملتزمين .. وأخذت ألتزم شيئًا فشيئًا وأتمسك بالدين حتى أصابني الوسواس القهري في الصلاة والوضوء والنافة والخ ..
بعدما مقاومة ومحاولة للاستمرار على الصلاة لمدة عام بعد اصابتي بالوسواس القهري بدأت اتركها للتخلص من الشعور القاسي الذي يخلقه الوسواس في نفسي.. وهكذا من وقتها اترك فترة واعود اترك فترة واعود حتى خف الوسواس من ثم ذهب عني نهائيًا ومع ذلك ما زلت اعود للصلاة وأترك ..)
أختي الكريمة هذه العبارة بها الشيء الكثير الذي منه نستطيع الاستنتاج ووضع الحلول لوضعك ان شاء الله...
1-البيئة التي تشأتي فيها غير ملتزمة لكن كان لديك روح الالتزام منذ الصغر فبادرتي للمواضبة على الصلاة والعبادات الاخرى حتى اصابك الوسواس القهري،،،أعتقد أن سبب الاصابة هو ليس الالتزام وانما هو عدم معرفة الضوابط الشرعية حيث أن البعض يصيبه الوسواس في الأمور الظاهرية للعبادات كالطهارة وطريقة لفظ الذكر لكن لا يصيبه الوسواس في النقود،،، وانت بحمد من الله شفيتي من الوسواس فعليك تعلم الصلاة وأحكامها بالطريقة الصحيحة،،، كما عليك أن تعرف الله لتعرفي كم نحن مقصرون وقاصرون عن شكر نعم الله المتوالية فهل نقابل هذه النعم بالجحود والعصيان،،،
2-أختي الكريمة أنت بحمد من الله واعية ومدركه لحجم المشكلة التي تواجهك ولديك الرغية الكبيرة لعلاجها،،، لكنك مشتتة الفكر ولا تعرفين أيها أولى نفسك أم زوجك أم الذي في أحشائك!!!
ابدئي بنفسك والتزمي بصلاتك وطاعتك لله،،، أصلحي حالك مع الله لتصلحي حال الآخرين، فالذي يقصر مع الله هو حتما مقصر مع المخلوقين،،، تذكري أنك اليوم موجودة وربما غدا راحلة عن هذه الدنيا لذا سارعي بالعودة الى الله وسيكون الله هو المعين لك كما أعان زوجة فرعون عندما آمنة بالله،،،
3-أنت لديك النفس الايماني لكنك تحتاجين الى همة عالية لتنفيذ ما تريدين،،، عليك الوثوق بنفسك وبقدرتك على التغيير فأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،،، فالذي يمتلك التغيير هو انت وحدك والآخرون مساعدين لك يشدون من عزمك ويدعونك لى المواصلة والمثابرة لكن النفس هي المحفز الرئيسي لك،،، وأنت تملكين ما لا يملكه الآخرون فالشعور الذي لديك يدل على قلب حي لم تقتله المعاصي والذنوب،،، ولا زال ضميرك حي يدعوك الى الله فهنيئا لك هذه النفس التواقة الى التغيير الراغبة في لقاء الله،،، نعم كثيرون شغلتهم الدنيا عن الله ولا زالوا تائهين ضائعين في سكرة الشهوة غارقين،،، أختي الكريمة هذه النعمة تستحق منك الوقوف بين يدي الله لشكره على حياة القلب،،، قفي وصلي ركعتين شكرا لله واطلبي منه العون والمدد والتوفيق، ولتكن دموع التوبة على خديك ليرحمك الله برحمته الواسعة، ولتكن هاتين الركعتين عهدا بينك وبين الله على عدم ترك الصلاة...
لدي حديث طويل لكني أكتفي بهذا المقدار ليكون لنا وقفة أخرى مع أي تطور يحدث،،،
أتمنى لك التوفيق
التعديل الأخير تم بواسطة خط الامام ; 19-11-2011 الساعة 01:30 PM