*توصلتُ إلى ذلك بتوفيق من الله سبحانه..ثم من خلال حروفك وردودك ومشاركاتك.
*ذاتك ستجدينها بكل تأكيد يوم ما إن أعانك الله ثم إن تأملتِ نفسك جيداً فعرفت مميزاتها وقدراتها وعرفت عيوبها ونقائصها، وتعاملت معها بناءً على هذا، وسعيت للأفضل بما يتناسب مع قدراتك ومواهبك الفطرية.
*أما الظروف القاسية فأنا أعلم قسوتها، وشدة وطأتها عليك كفتاة تتطلع إلى أمور عديدة..لكن ما رأيك وأنت الذكية المثقفة أن تحولين هذه الظروف القاسية إلى طريق ثانٍ فتولّدين إبداعاً في مجال ما يستهويك، وتطبّقين قاعدة "الإبداع يولد من رحم المعاناة" كما يقول أهل الأدب.
*اجلسي مع نفسك..وانظري ماذا تحبين..وابدئي فيه.
*واقرئي في قصص من تحدّوا إعاقاتهم، وكيف نجحوا وتقدموا وانطلقوا بحكم إيمانهم القوي في ذواتهم مع ثقة كبيرة نمّوها داخلهم وقبله فضل الله سبحانه عليهم..وسأضرب لك الأمثلة مبتدئاً بباب الأدب والشعر بحكم ميلي الكبير له فأقول لك:
الشاعر العربي اليمني الكبير عبدالله البردوني أعمى، وقبله الشاعر المعري كان أعمى لا يرى، وطه حسين أعمى، ومصطفى صادق الرافعي أصم لا يسمع... ومفتي البلاد لدينا الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أعمى، والشيخ العلامة عبدالرحمن البراك أعمى، وقبلهم ابن باز أعمى...وعطاء ابن رباح كان أسوداً أشلاً أفطساً ثم عمي آخر حياته وهو مفتي الحجاز والمناسك كما سموه..وعندك الأحنف بن قيس كان ناتيء الوجنتين أحنف الساقين متراكب الأسنان لكنه سيد قومه حلماً وكرماً وعقلاً..وعندك عمرو بن الجموح الصحابي الأعرج الشهيد الذي دخل الجنة..وابن الأثير المقعد وغيرهم الكثير الكثير.
*هل استوعبتِ الآن أنك لست وحدك من تعاني من إعاقة، وإنما مثلك الكثير، والفرق فيمن يتعامل معها، ويوجه نفسه لما فيه نفعه.