تابع مقتطفات من : فقه السيرة
الدعوة السرية
.
بدأ الرسول دعوته سرا , وكان من الطبيعي أن يتحدث مع ألصق الناس به
من أهله وأصدقائه
ومن يتوسم فيهم الخير ,معتمدا طريق الأصطفاء والإختيار فيمن يتحدث معه
فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم أفراد في مقدمتهم :
خديجة بنت خويلد , ورقة بن نوفل , ابو بكر الصديق , علي بن ابي طالب
زيد بن حارثة .
وقد نشط هؤلاء السابقون في الدعوة إلى سرا , فقد أسلم على يد ابي بكر
الصديق جمع من الصحابة .
وكان يجتمع بهم الرسول متخفيا يتلو عليهم ما ينزل عليه من الوحي ويرشدهم الى الدين .
ونلحظ أن أول من وجهت له الدعوة الإسلامية هو إمراه , وهي خدسجة رضي الله عنها
ثم كانت أول من أستجاب لهذا الدين ودخل في الإسلام وهذا يعني أن أول من دخل في
الإسلام إمرأه .
هذا الشرف العظيم شرف البدء بتوجيه الدعوة وشرف السبق في الإستجابة أراد الله تعالى
أن يكون من نصيب المرأه , ثم يتبع هذا الشرف العظيم شرف آخر , وهو شرف
نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأول من نصر الرسول هو خديجه رضي الله عنها
عندما بشرته وطمأنته وهونت ما جرى عليه في الغار وأخذته إلى ابن عمها ورقة بالإضافة الى
الشرف العظيم شرف رابع لا يقل عنه أهمية , وهو شرف الموت في سبيل الله فأول من
مات في سبيل هذا الدين هي سمية بنت خياط أم عمار رضي الله عنها . التي آمنت
فعذبت . لأجل إيمانها , حتى قتلها عدو الله أبو جهل . فكانت أول شهيدة في الإسلام.
ماذا بقي للرجال بعد ذلك ؛؟
أيقال : أن هذا الدين لا يقيم للمرأة إعتبار وهي أول من دعيت إليه ..!!
أليس البدء بالمرأه تشريفا لها ..؟!
أليس سبقها في الإستجابة أيضا تأكيد لهذا التشريف , وإثباتا أنها جديرة به ,
وأن المرأة كما أنها كانت مستحقة للسبق في الخطاب , فهي أيضا تثبت جدارتها
بكونها أول مستجيب , ثم كونها أول نصير للرسول صلى الله عليه وسلم ,
ثم بعد ذلك شرفت بكونها أول من يلقى الله سبحانه وتعالى لأجل هذا الدين , يكفي هذا برهانا
قاطعا على أن للمرأة المكان الرفيع الكريم في هذا الدين الإسلامي , ويكفي فيه ردا
على من يقول : إن الإسلام أنتقص المرأه وحط من مكانتها
.
يتبع ~
__________________
حين نُقرّر أن نكون سعداء
فَـ لن تستطيع الرّياح العكسيّة أن تمحو قرارنا . . مهما كانت حدّتها !
لنتخذ القرار ولنستمتع في الدفاع عنه =)