ابنتي الكريمة :
أسأل الله الذي ملأ قلبك بنور الهدى أن يتمه عليك ويعصمك من نفسك الأمارة بالسوء ومن كل شر
التحليل :
1- أهنيكي على القدرات الرائعة لديكِ في التوازن في حاجتك العاطفية والجسدية بين قلبك وعقلك وعدم الرضوخ لردود الأفعال الحادة المعاكسة للاتجاه ولعل هذا من نشأتك في بيت علم أو طاعة واعية كما أتوقع.
2- أنعم الله عليكِ عند محنة الخيانة من الزوج باللجوء إليه سبحانه ولم تكوني كذلك مثل ذلك قبلها وهنا الجانب المشرق في الموضوع عليك شخصياً والمشرق على زوجك بأنه وجد أن زوجته قابلت سواده بمزيد من البياض وهذا يعمق السواد ليتضح أكثر فتظهر له أمور كثيرة فيها خير لكما ومشرق على الأبناء بالتبعية لهذا الجو من الأم اللآجئة لله.
3- نشأت بوارثة الشخصية العاطفية الحالمة وتم إشباعك ( من أفلام أو قص أو خيال أو غيرها من مصادر معلوماتك) بفكرة أن الزواج كالأفلام وتلك النظرات الآتية من الجنة بين الزوجين عند نهاية الفلم.
4- بدأت بالدوران على هذا المحور وبرمجتي كل شؤونك على هذا وهو خلاف الواقع وبدأت تلونين كل مظاهر حياتك بهذا اللون الرومنسي الحالم الخيالي.
5- ما نسجتيه من عالم خيالي عن الزواج يتميز بالآتي :
5-1- زوج من الملائكة مشبع بالحب لا يخضع لشيطان ولا نفس أمارة بالسوء ولا هوى ولا رفقة سوء ولا غيرها من الفتن ولا يرى إلا زوجته حبيبة قلبه.
5-2- زوجة حالمة عاشقة أحضرت سلة ووضعت فيها قلبها وجسدها ومشاعرها الحالمة وقدمتها لزوجها الملائكي على طبق من خيالها.
5-3- حياة زوجية بينهما في كوكب مستقل لا يوجد فيه غيرهما ولا يتواصلان مع أي سكان من الكواكب الآخر ويقابلها بورده ويخاصمها بقبلة.
6- الواقع الذي عشتيهع بعد الزواج يتميز بالآتي :
6-1- زوج بشر مسلم مكلف بالطاعة والبعد عن المعصية ومسلط عليه إبليس ونفسه الأمارة بالسوء والصحبة الفاسدة وغيرها وجعل الله له التوبة والاستغفار من كل ذنب يأتيه فيذنب ويستغفر فيغفر الله له.
6-2- أنت زوجة مسلمة بخيال عميق رسم صورة يجد أنها هي اللتي يجب أن تكون ولكن بنظر زوجك أنت زوجة لها كل الحقوق ولا مبرر لخيانته ولكنه يظل كباقي الرجال والبشر وتظلين كباقي النساء من البشر.
6-3- الواقع أن إبليس كما قلتي يسعى للتفريق بأي شكل وقد قال العلماء أنه يدخل على كل إنسان مع ما يحب ليوقعه فيما يكره وأنظري دعوته لك للنظر للرجال لعلاج خيانة زوجك أي تبيحين لنفسك ما جرمتيه في حق زوجك وهذا من تلاعب الشيطان.
7- عمق الخيال الرومنسي لديكِ عن طهارة العلاقة الزوجية جعل الخروج عن النص فيها جريمة لا تغتفر ولكن الواقع بخلاف ذلك ولا تنتظري من نفسك أنت شخصياً ومن زوجك السير في الحياة على نمط الصورة المرسومة بدليل اضطرارك للخروج عنهاأو القرب من ذلك وخوفك منه فعندك حاجة تدعوك للإشباع إذا نحن بشر ولأن خالقنا هو اللطيف الخبير وضع لنا خطوط رجعة للسراط المستقيم.
8- ذكر الله في القرآن ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) أنظري يقاتلون بعضهم ووصفهم الله بالإيمان وتذكري أن الله يغفر الذنوب لئلا يخرج المسلم عن الإسلام ولكن صورتك الحالة ليس في قاموسها المغفرة ولا قبول التوبة.
9- لا شك أن الخيانة أليمة وتلسع جدار القلب ولكن الاستمرار بالوقوف عند هذه اللسعة والبكاء طول العمر يحرمك من خير كثير ويفتح عليك أبواب الشر ويجعل حياتك تدور على محور ضيق جداً.
10 - عدم مصارحة الزوج بمشاعرك وعدم الحديث عن الموضوع رفع حجم ملفات هذا الموضوع إلى أكبر مما يطيق قلبك فاضطرك للطب النفسي.
11- معاشرة الزوج في الحياة والحاجة إليه بالبعد عنه تدل على وجود جمرة الحب متقدة ولكنها خامدة برماد ضغط المشاعر المتضخمة من عمق التصور الحالم عن الرومنسية الزوجية.
12- كلمة نزوة وعيبه بجيبه وهذه الخرافات المجتمعية لا تمت إلى الله بصلة ولا قيمة لها ولا لقائلها فالخائن في العلاقة خائن لله أولاً ثم لنفسه ثم للمسلمين ثم لأهله.
13- أنظري دروسي عن العلاقة الزوجية في موضوع الاخت الكريمة (بيتا) مفضلة الفرمته النفسية وفهرس عيادة رجل الرجال) لترى المنهج الرباني في العلاقة وليس المنهج الإنساني وستحول حياتك من ما هو كائن إلى ما يجب أن يكون.
14- أتوقع وقد لا أكون مصيباً أنك تعانين من ضغط الحاجة الجسدية وهذا يؤثر على علاقتك بزوجك في الحب والكره وفي حاجتك للحب بشكل عام؟.
النصيحة :
1- مهما كان قاسيا لا بد من إخراج مشاعرك تجاه زوجك بالكتابة بخط يدك أو الحديث عن الموضوع وبكامل التفاصيل وكل المشاعر مهما كانت مؤذية مع ثقة.
2- عندما تركزين على نقطة معينة لا تري المنظر من بعيد (كمن ينظر لقذارة في حديقة الزهور) لذلك أنظري لحياتك بشكل أعمق بكتابة الايجابيات في زوجك وسلبياتك لتستعيدي التوازن ثم اكتبي العكس لتحصلي على صورة واضحة ومنطقية.
3- أكتبي نعم الله عليك في علاقتك الزوجية ومنها زوجك بما فعل وقارنيها بمن هم أقل منك حطاً في هذه النعم لترضي بما قسم الله لك وتدفعي وسوسة الشيطان فهناك أزواج ( قصصهم بهذا المنتدى) أحضروا الخمور والعاهرات لبيوت الزوجية ويضربون الزوجات وهم في حالة سكر وتمسكت الزوجة ببيتها حتى عاد زوجهعا إلى ربه وأهله ولا أبرر لزوجك ولكن يحجب إبليس عنا نعم الله بالنظر للنقص الذي عندنا.
نواصل بإذن الله بعد أدائك لما طلب
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
التعديل الأخير تم بواسطة رجل الرجال ; 07-02-2012 الساعة 10:18 AM