أختي الكريمة :
أسأل الله العلي القدير أن يطيل عمرك على طاعته ويحفظك لذريتك وزوجك ويحفظه لكم ويجمعكم على طاعته وفيما يرضيه وجميع المسلمين.
الدرس :
سنبدأ من تأسيس نظامك النفسي:
1- الهدف من وجودك هو عبادة الله وفق ما شرع لك سبحانه ورزقك العقل والدين والصحة والزوج والذرية وهذه النعم حرم الله منها أناساً كثيرين وحرم أكثر بعضاً منها.
2- هذا الهدف وهو تحقيق عبادة الله سبحانه هو هدف أخروي وتهيئة للقاء الله وفق مرضاته فيما لو جاء الموت فجأة فتكونين على اليقين بإذن الله.
3- الهدف القريب هو تحقيق أفضل وضع بالدنيا على ما تحبين بأفضل أوجه العيش.
4- وجود والدك الحنون نهاراً القاسي ليلاً ثم زوجك ووالدته ومن حولك وما يصدر عنهم من تصرفاتٍ سلبية حادة لا تمت للإسلام بصلة كل هذه الأمور أحداث وقعت وانتهت.
5- عقلك الواعي وذكاءك الحاد وقدراتك الأخرى رفضت هذه الأشياء ولم يصدر منك ردود أفعال قوية تمنع هذه الأحداث السلبية في حينها فتراكمت ملفات القهر والقلق والضيق من كل ناحية وبقيت هذه التراكمات تحترق في نار ضغطك عليها كذكريات أليمة أي ليست أحداث فالأحداث وقعت وأنتهت.
6- كان ميزانك أن المتصرف خطأً في حقك هو قوي وأنت ضعيفة وتنتظرين أن يتوقف وينصف والحقيقة أنهم ضعفاء محرومون من السلوك القويم والأخلاق الحسنة وما يصدر عنهم هو ناتج عن هذه النفسيات المريضة مرضاً أقوى من مرض البدن ومال ينتج عن ذلك من ذنوب تتراكم في موازينهم وسيحاسب الله كل واحد على ما فعل إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
7- قدرتك على إظهار القوة والتحمل وإبقاء صورتك الظاهرة للناس سليمة من الخدش جعل بركان المشاعر يغلي في الداخل حتى تصدع جبل شخصيتك من التفاعل النفسي بينك وبين نفسك.
التحليل:
1- والدك رجل يهرب من ضغط الحياة والمسؤولية أو برفقة السوء إلى الشراب فيفقد عقله ويؤذي أحب الناس إليه
ثم يستعيد عقله ليندم على ما فعل ثم يعيد الكرة إذا هو مريض وضعيف أمام هذا الشيء وبحاجة لك لرعايته وإعادته للجادة في حينها.
2- والدة زوجك إمرأة مريضة بغيرة حب التملك وحرمها الله من حنان الأم وآذت ابنها قبل أن تؤذيك حيث حرمته من الاستماع بإمرأة ذاقة أول جمرة للحب معه في أي من سمح قلبها لاقتحام حصنها حلالاً ورغم أنها زوجة ورغم أن المتأذي إبنها إلا أنها تصر على حرمانك منه وحرمانه منك فهي مريضة أخرى ومحرومة أخرى من نعم كثيرة خصك الله بها من حسن الخلق وحسن المعاشرة فهي أيضاَ بحاجة لمن يعيدها للصواب ويرحمها من أذية نفسها بهذه الذنوب.
3- زوجك المسكين وقع بين نارين حبك وأمه المريضة وكبرياءه كرجل منكسر بينكما فإرضاءك يغضب أمه
وأمه تغلط ولا يستطيع منعها خوفاً من العقوق وكأي رجل يوازن بين الأمور بطريقة عقلانية ويبحث عن مخرج والرجل عندما ينشغل عقله يصمت ليفكر بعمق عكس المرأة التي تفضل التفكير بالصوت والصورة مع نساء.
4- عندما خرج زوجك وأحس أنه فعل ما يغضب أمه وأنه كان يجب أن يكون لك بأفضل من ذلك من زمنٍ بعيد أحس بأنه ناقص وأن رجولته ضاعت بين سب أمه وعتب زوجته فأحب الثأر لرجولته على الجانب الذي يمكن أن يتحمله وهو أنت فبدأ باللوم والسب وتغطية نفص نفسيته بهذا الجانب.
5- أنت مع نفسك غير منصفة ورغم قوتك وذكائك إلا أن شخصيتك مهزوزة ولو تتمكني من الوقوف بأي منهم حال الخطأ فبحثتي عمن تفرغين فيه ما فيك من ضيق فلم تجدي إلا نفسك لتلومها ولن ترد نفسك غضبك فمارستي الاحتراق الذاتي وجلد الذات.
6- فقدتِ طعم البنت وطعم الزوجة وبقية غريزة الأمومة تجاهد أن تقع تحت ضغط جلدك لذاتك فجاءك النداء بأن تريدين البقاء فقط لأبنائك.
7- الحقيقة أن بقاءك ليس لأبنائك ولا لزوجك ولا لنفسك بل بقاؤك لربك الذي خلقك لعبادته فأشغلك هدف الدنيا عن هدف الآخرة ولتقريب الصورة ما رأيك لو كنتي أسعد زوجة في العالم ولكن لا تصلى لا أنت ولا زوجك؟.
8- أولادك ضغطهم بحاجتهم إليك جعل قراراتك وتفكيرك يدور على محورهم مما همش حياتك الزوجية والشخصية.
إقرئي هذا الرد بهدوء وبصوت مسموع ثلاث مرات ثم أكتبي رداً عليه إن شئتٍ
وبعد تعليقك نبدأ بالتمرين بإذن الله.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.