ابنتي الكريمة :
الحمد لله الذي بادرتي بالحديث عن الموضوع وإخراجه من تلقاء نفسك وسأوضح لك في الفقرات التالية الموضوع بشكل أوضح:
1- من وقت التحرش إلى قبيل وفاته رحمه الله كنت ناقمة أشد النقمة عليه وكنتي تتمنين أن ينتقم الله لك منه بسبب ألمك مما فعل.
2- عندما توفي حصل لك شعورين متناقضين الأول راحة نفسية بما حصل لها كعقوبة وحزن شديد لفقده وطغى الحزن على مشاعر أثر التحرش.
3- بعد الحزن عليه عشتي صراع رهيب بين الرغبة في إنكار ما فعل وبين التعبير عن حبه وبقدر رغبتك في إخراج مشاعر الغضب عليه تثور لديكِ مشاعر حبه والحزن عليه.
4- بعد الزواج وحصول المعاشرة الزوجية أصبحت المشاعر تتجدد من الأثر السلبي للتحرش والشعور بالذنب لمعاملة زوجك بسلبية ثم نشأ عندك بحث عن المسؤول عما يحصل لك فلم تجدي فأخاك رحمه الله متوفى وزوجك لمك يفعل سوء فوجدتي نفسك ملومة فعدت إليها بحرمانها من كل لذة طبيعية مع زوجك وإحراقها بالعادة السرية لمسح ملفات الألم المصاحبة للتحرش والمتصارعة مع عواطفك كأخت للمتحرش.
5- لا تهتمي للرؤى والأحلام التي ترينها في نومك عن أخيك فلا دخل له بها ولا يتحكم هو فيها من قبره بل هي من جراء ضغط الموضوع عليك نفسيا في النهار ويكمل عقلك التعامل مع هذا الموضوع بالليل وأنت نائمة.
6- موقفك المتسامح والمتفهم غطاء كمسكن نفسي لصراع مشاعرك بين كرهه كمتحرش وحبه كأخ مفقود والأولى الفصل بين تلك المشاعر.
النصيحة :
سأطلب منك تمرين صعب جداً وقاسٍ عليك ولكن بإذن الله سيخرجك من هذه الدوائر المتداخله للخط المستقيم والعقل المتوازن والنفسية المرتاحة التي تعيشين بعد الله بها بشكب طبيعي كأي زوجة مع زوجها.
فأرجو الضغط على نفسك وتنفيذ التمرين ثم العودة بالنتائج:
1- أكتبي رسالة إلى أخيك المتحرش (رحمه الله) وكأنه حي تعاتبينه على ما فعل بأخته الصغيرة وأخرجي في هذه الرسالة كل مشاعر الغضب عليه وأبعدي عنك أنه الآن متوفى.
2- أكتبي رسالة لأخيك كمتوفي وضمنيها كل مشاعرك تجاهه كأخ مفقود ولن يعود.
3- أكتبي رسالة لنفسك تذكرينا بكل ما فعلت وما يجب أن تفعل وأنها غير ملومة على ما حصل وأنها ضحية من أخيك وقت التحرش وضحية لنفسها بعد أن مات الفاعل.
4- أكتبي رسالة إلى زوجك تعبرين له فيها عن مشاعرك تجاهه بما حصل منك.
5- أكتبي رسالة استغفار لله سبحانه من هذا الذنب العظيم وأنه ولله الحمد زال سبب وجوده ورغبتك في التقرب إلى الله.
بعد كتابة الرسائل إقرئيها بصوت مسموع لوحدك.
ثم بعد يومين أكتبي لي هنا نتيجة ذلك على نفسيتك.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.