أختي الكريمة
سوف أذكر لك قصتين لتستفيدي منها :
1- في يوم من الأيام قرأت كتاب كيف تحاور نصراني للمؤلف أنس القوز
وكان هذا الكتاب على طريقة الأسئلة المعجزة والمحيرة لكل نصراني
والهدف منه إظهار عجز أي نصراني أمامك وإفحامه بالجواب
فحفظت بعض الأسئلة الموجودة في الكتاب .
وشاء الله أن أسافر إلى أمريكا
وعند تنقلي بأحد القطارات .. رأيت رجل منفرد يمسك كتاب وباين عليه أنه مثقف
فما أدري كيف خطرت لي فكرة أن أتحدث معه وألقي عليه الأسئلة التي كنت أحفظها .. من أجل أن أشككه في دينه
وفعلاً طرحت عليه الأسئلة ولم يستطيع أن يجاوب على أي منها
بل أحسست فعلاً أني أثرت عليه .. ولا أعلم بعد ذلك ماذا حصل له .
2 - القصة الثانية
أخبرني أحد الزملاء ممن يقربون للشيخ مانع الجهني رحمه الله تعالى ( الأمين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي ) السابق .
قصته هو والداعية الكويتي والداعية الليبي .. عندما كانوا يدرسون في أمريكا ..
يقول الشيخ رحمه الله ..
كنا نشيطين جداً في الدعوة إلى الله .. حيث نذهب إلى الجامعات .. والحدائق .. والمؤتمرات .. والمجالس .. وكل مكان يمكن أن نوصل إليه .. وفي ولايات متعددة
وكان هناك رجل نصراني شاب قسيس .. يتبعنا في كل مكان ويطلب مناظرتنا في كل وقت
وكان كثير من الأحيان ما يأتي بشبهه نحتار فيها ونصمت عنها
وفي الحقيقة كان نشبة في حلوقنا لمدة ثلاث سنوات وهو يتبعنا
وكنا ندعي الله دائماً أن يكفينا شره .
وفي يوم من الأيام
يقول الشيخ مانع ..
إتصل بي الداعية الكويتي في وقت متأخر من الليل .. وقال لي
عندي لك مفاجأة ..
فقلت ماهي ..
قال .. فلان القسيس موجود عندي الآن ويريد أن نجمتع كلنا أنا وأنت والداعيه الليبي
فقلت له لماذا .. هل يريد أيضاً أن يناظرنا في بيوتنا
قال .. بل يريد أنا يسلم
فقال الشيخ منع .. لم أصدق .. ومر أمامي شريط ذكريات ثلاث سنوات من التعب مع هذا الرجل
وعندما أجتمعنا .. وأسلم أمامنا ونطق الشهادتين
قلنا له .. لماذا أسلمت .. وقد كنت عنيد جداً وقد آذيتنا كثيراً
قال : الليلة وكالعادة وأنا أُحضّر لكم بعض الأسئلة المحرجة التي أنتقيها من مصادركم .. والتي غالباً تكون فيها خلاف أو غير مشهورة عند الجميع أو تحتمل عدة معاني
وقع في يدي حديث قدسي : يقول ( ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) رواه مسلم .
يقول عندها قد إهتززت من الداخل وبكيت لاشعورياً
وقلت من هذا الرب الذي يحرم على نفسه ويلزم نفسه بأمور .. وهو رب لا يستطيع أحد أن يلزمه بشئ . إنتهى
أختي الكريمة
أنصحك أولاً : أن تكثري من الإستعاذة من الشيطان الرجيم .. وإذا أحسستي بأي تفكير غريب .. قولي آمنت بالله وملائكته ورسله .
كذلك أنصحك بحذف إيميل الرجل فوراً .. أو حتى تغير إيميلك حتى لا تجرك نفسك إلى رأيته مرة أخرى
كذلك أكثري من قراءة القرآن وتدبري عظمة الله
كذلك لا تتكلمي كثير عن هذه الأمور سواء مع نفسك أو غيرك أو حتى تناقشيها مع أحد غير متخصص تعلمي أنه سيفيدك .
اسأل الله أن يهدي قلبك ويزيل عنك أوهام الشيطان الرجيم ويحفظ لك دينك .