أبي الحنون رجل الرجال
أشكر لك كل دقيقة منحتني إياها من وقتك الثمين
كنت بحاجة لقسوتك لتنهمر دموعي لتغسل روحي في استعراض سريع لأحداث حياتي البائسة
استرجعت طفولتي فلم أجد سوى طفلة بريئة تهوى التغريد بأغنيات الطفولة .. قد استغل خالها برائتها و سذاجتها و غياب والدتها المتكرر للتحرش بها عدة مرات ..
كانت أخاااااف خوفاً شديداً .. فتتجمد أطرافي و ينعقد لساني فلا أستطيع الصراخ و لا أستطيع الغناء !
استمر تحرشه بي مستغلاً ضعفي حتى بلغت الصف الثالث متوسط و أمي كالعادة غائبة عن المنزل لينفرد بي و يشد تلابيبي .. لأنهره على غير العادة و أهدده بالصراخ و الفضيحة ،،*
هرب من أمامي كما يهرب الحيوان من انبعاث نيران حارقة ،، فقد وجد ان الطفلة الغبية قد كبرت و استبسلت .. فآثر الهروب ..*
خالي الآن يبلغ من العمر تقريبا 28 سنة .. فشل في دراسته الثانوية فتوجه مؤخراً لدراسة العلم الشرعي .. و له مؤلفات دينية*
نجح في بنيان كيانه على أنقاض طفولتي
و هو لا يعلم ان الفرصة لو تواتيني .. أقسم لقتلته*
فكرت مرات عديدة وانا بالمتوسطة و الثانوية في قتله انتقاماً .. ولكن خوفي منعني .. لأتوجه محاولةً قتل نفسي مرتين ..*
انا و اختي الكبرى تحملنا المسؤلية باكرا جداً .. فمذ كنت بالابتدائية الصف السادس ،، و اختي بداية المتوسط .. وجدنا نفسينا مسؤولتان عن ثلاثة صبية ..
كنا في مراحل المراهقة المختلفة .. نصطدم ببعضنا ، فأنا تعرضت للتحرش ، و ذاك يدخن ، و ذاك يشاهد الافلام و الصور الاباحية التي يتناقلها الطلاب سراً في مدرسته**
كنا انا و اختي نحاول تقويم شذوذهم ،، نجتمع أنا و هي لنبكي قليلاً ثم نفكر ما نفعل ،،!
فنهدد هذا بإبلاغ والدي ، و نصادر المواد الاباحية من غرفة الآخر .. و نمنع اصحاب الأول من دخول المنزل و نطردهم ......
كنا صغيرااااات لدرجة أننا لم نجد التوعية بأمور كثيرة و أورد مثلا الدورة الشهرية .. أذكر أنني بكيت رعباً ، و لم أخبر أحدا حتى أرسل الله لي خالتي لتحس بأوجاعي و تتوقع السبب ، تخيل أنني كنت أصلي و أنا حائض ليس لعدم معرفة و لكن خوفاً و خجلاً و إنكارا.. استمر ذلك فترة طويلة*
في هذه الأثناء كانت أمي تمارس لعبة إثبات الذات ، و تحقيق الطموح ، فكانت تعمل معلمة في منطقة بعييييدة بحيث انها لا تأتي إلا اسبوعيا ..*
و تريد ان يستتب الأمن في يومي الخميس و الجمعة بغض النظر عن الفياضانات طوال الاسبوع .. و كنا نحن نمثل الأمان و السعادة حتى لا تتكدر و تحزن
أبي انسان متفتح لكنه سلبي .. يدعم أمي كثيراً في لعبتها و يؤمن بأنه من حق المرأة ان تحصل على كامل حقوقها في الدراسة و العمل .. و لكنه في المقابل ليته يتولى حمايتنا في غياب أمي المسموح به من قبله ..
كان يقول لأمي .. ( روووحي ما عليك لا تحااااتيييين ) ، لتذهب و يذهب هو ايضاً !
يعتقد أن جل الرعاية الواجب عليه تقديمها هو ملء الثلاجة بما لذ و طاب من الأطعمة*
يعود من العمل متأخراً ، ينام طويلاً ، يصحو بعدما ينام الجميع و يخرج لتلبية طلباتنا المدرسية و الغذائية .. و ربما ضرب أحد اخوتي في محاولة بدائية لتأديبه
اذكر موقفاً مضحكاً،، *أننا ارتبنا _ أنا و أختي _ من غياب ابي المستمر ، و توقعنا انه قد تزوج على أمي .. لنجلس معه جلسة حادة ارتفعت فيها الأصوات بين أب لا مبالي و طفلتين*
كنا نمارس حماية أمي .. في حين أنها لم تحمينا ..*
أمي الآن عادت للديار معلمة كما تتمنى ، و لا زالت تغيب عن المنزل بحكم موهبتها الشعرية و حضور الامسيات الشعرية و معارض الكتاب و توقيع العقود لطباعة دواوين الشعر ..*
هي تعتقد الآن بجمالية تلك الفترة العصيبة اللتي مررنا بها طوال سبع سنوات ، حيث آتت أكلها شهياً .. و هي لا تعلم كم الدموع التي انهمرت ، و الاعراض التي هتكت !*
اصبحت أنانية ، مثل أمي تماماً ، لا تهمني مشاعر الآخرين بقدر مصلحتي و أخوتي ..*
وجدت في الشاب الذي تعرفت عليه كل ما احتاجه .. وجدني بعدما كنت تائهة .. فكك عقد شخصيتي _ لا يعلم بأمر التحرش_ ،، كان لي أخ أكثر من كونه حبيب
رغم اني لم اتعرف اليه إلا في أواخر سنواتي الجامعية ..*
لذلك أنا ارتبط به كثيرا .. حتى الآن
الى الآن لا اجد ما يربط بين كل تاريخ حياتي المتضعضع ،، و مشاكلي مع زوجي .. سوى غروري و أنفتي*
غياب أمي و اهمال أبي ورثني رجلاً بملامح فتاة .. قاسية ، متكبرة ، حادة*
زوجي كان دوماً يقول لي أثناء اختلافنا و شجارنا .. انه يشعر أنه في مواجهة مع رجل يريد التحدي*
و كذلك كنت أنا اشعر ..*
أخجل من الحب ، و العاطفة ،، رغم أنني انشدهما و لا أنفك أبحث عنهما
فكرت ليلة أمس جدياً في أمر الانفصال عن زوجي .. فمظهري كثيييير على مظهره ،، و مظهره لا يرضي غروري ..*
المظهر الجميل ، الغرور ، الحدة ،، أقنعة ألبسها تباعاً لأخفي ضعفي و انكساري ،، اعلم ذلك و ارفض مواجهته ، بل افضل الهروب
اعلم انهوبطلاقي سيتأثر ابني كثيراااا و هو صاحب الأربعة اشهر.. لكن ارضاء ذاتي مقدم على مصلحته ،،، و حقيقة لا أعلم ان كانت سترضى بعد الطلاق
اعتقد انني بحاجة فعلا لمعالج نفسي عله يستطيع اصلاح القليل من عطب روحي*
راسلت أحدهم عن طريق النت ، فأنا لا أجرؤ على فعل ذلك في الواقع*
حلل شخصيتي و سماها Bipolar*
بث في روحي بعض الكلمات اليائسة .. و طلب مني مراجعته في عيادته لإكمال العلاج فهو لا يستطيع المواصلة عن طريق الانترنت .. فطلب مني الحضور للعلاج و وصف لي دواء مضاد للاكتئاب*
أبي الفاضل رجل الرجال ،، أعلم انني استرسلت في تفاصيل كثيرة ، قد لا تعنيك
و لكن دموعي التي انهمرت أبت إلا ان تسطر ما كان من أمر طفولتي المنهارة*
أرجوك أبي ..*
ان كنت تستطيع مساعدتي .. خذ بيدي !