سبب البلاء
ونظراً لخطورة الأمر وعواقبه الوخيمة على صيانة أعراض المسلمين وما يمثله هذا التبرج والسفور من خطوة جريئة لتفتيت الحجاب الشرعي ونزعه تدريجياً وخروجاً به عن مقاصد الشرع الرشيد فقد قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله حول خطورة التبرج والسفور وعواقبه الوخيمة ما نصه:
( فلا يخفى ما عمت به البلوى في كثير من البلدان من تبرج الكثير من النساء وسفورهن وعدم تحجبهن من الرجال وابداء كثير من زينتهن التي حرم الله عليهن ابداءها، ولا شك أن ذلك من المنكرات العظيمة والمعاصي الظاهرة ومن أعظم أسباب حلول العقوبات ونزول النقمات لما يترتب على التبرج والسفور من ظهور الفواحش وارتكاب الجرائم وقلة الحياء وعموم الفساد) ,أ,ه.
أسباب انتشار ظاهرة التبرج
لا شك إنّ أبرز أسباب التبرج والسفور مشيرة إلى هشاشة البنية التربوية التي قامت عليها المرأة المسلمة، فإذا كان الحجاب عادة والحشمة تقاليد والستر أعراف فإنه بالقدر الذي تسمح به العادات والتقاليد والأعراف من التبرج سوف يحدث ويتوسع لأنه عادة والعادات تتغير، أما عندما يكون أصلاً ثابتاً غرس في القلب منذ نعومة الأظفار ديناً وحياء وعفة لا للتبرج,, نعم للحشمة ، فإنه يحصل التسليم لحكم الله تعالى والاستجابة لشرعه ليس للعادات والتقاليد، كما أنّه يجب علينا التأكيد على الدواعي النفسية وذلك إن صح التعبير، فإن هناك من خلجات النفس ودواعيها ما قد جرأ أحياناً إلى التبرج ومنها على سبيل المثال لا الحصر: طلب الجمال وحب الظهور، فالتجمل جبلة خلق الله المرأة عليها فقد قال الله تعالى أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين وكثير من الدعوات تخاطب المرأة باسم الجمال فيضرب على هذا الوتر الحساس من حياة المرأة مما سيدفع أحياناً إلى اختلاط المفاهيم الصحيحة مع تيارات من هدم الفضيلة والقيم الرفيعة وإلا فما وجه التعارض بين الجمال والستر والعفاف؟
بل العكس هو الصحيح فالتبرج قدح في زينة المرأة المعنوية وإساءة لها وإهدار لكرامتها والستر جمال معنوي، فمن منا التي ترضى بأن تكون كسلعة تعرض في فترينا مكشوفة وأين هو موضع الجمال هنا؟! التطور والموضة
كما أنه يجب ان يتنبه الجميع إلى جانب آخر يدفع الكثير من النساء إلى مظاهر مختلفة من التبرج في لباسهن وحجابهن وهو الانجراف وراء ما يسمى بالتطور والرقي الموضة ولعله يحسن هنا أن نحدد مفهوم التطور ومعنى الرقي الذي أصبح في أذهان الكثير مرادفاً لمعنى الانسلاخ من هويتنا والتخلي عن مقومات وجودنا، ولنا أن نتساءل: هل التطور هو التغير المستمر في صفة الحجاب؟ وهل الرقي هو التفنن في مزيد من الاختراعات والتقدم في رسم أزياء مختلفة وصور متنوعة لمزيد من تبرج وضياع للمرأة المسلمة؟! إن كان ثمة تطور نرجوه في وقتنا الحاضر فهو سمو الروح وعلو الهمة وحسن التربية واستعلاء المؤمنة والمحافظة على الغيرة والاعتزاز بالفضيلة.
الاقتصار على رجال تهذيب .
لا شك أنّ غياب الرعاية الإسلامية الملتزمة للبيت من قبل الآباء والأمهات، وتضييع الأمانة التي استرعاهم الله عليها،
وكذلك من الأسباب اقتصار المناصحة بين المسلمين في هذه الظاهرة على رجال الحسبة، واعتقاد الكثير من المتبرجات ان الحجاب عادة وليست عبادة، مضيفاً كذلك سبباً رئيساً وهو استيراد التجار للملابس السافرة وعرضها في الأسواق والدعاية لها بغية الكسب المادي متناسين عظم المسؤولية المترتبة على انتشار مثل هذه الملابس في أوساط المجتمع المسلم، إلى جانب انتشار العباءات المطرزة والمزركشة وتخصيص مصانع لانتاج العباءات بمختلف الأشكال المخالفة لحجاب المرأة الشرعي، فأصبحت العباءة زينة في ذاتها وفقدت الحكمة في لبسها، اضافة إلى مساهمة بعض وسائل الإعلام المختلفة في انتشار هذه الظاهرة، كالمحطات الفضائية والمجلات الهابطة والتقليد الأعمى للغرب الكافر في اللباس والموضات المختلفة.