الأدب النبوي مع الجاهل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الآولين والآخرين رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
1- عند الحديث عن مقام الرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن نخشع ونتعلم ونستمتع بمنهج رباني ممن لا ينطق عن الهوى وممن كان خلقه القرآن و( وإنك لعلى خلقٍ عظيم).
2- بعث الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة وبعثه وسط أمة أمية تعييش بين الجبال والصحراء وعدم العلم وفرضت عليها قسوة الصحراء الجفاء والغلضة ولين الله قلوب الناس له فألف الله بين قلوبهم وممن تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم عدد من الناس صدر عنهم أمور هي في نظرهم تصرف طبيعي ولم يخطئوا وتصرفوا على سجيتهم ومن ذلك الأعرابي الذي بال في المسجد والأعرابي الذي جبذ قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم حنتى أثر على صفحة عنقه الشريفة وقال أعطني يا محمد من مال الله الذي عندك.
3- من حضر من الصحابة رضوان الله عليهم تلك الحادثتين يعلمون بخلاف الفاعل مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانته في نفوسهم من مكانته عند الله لما تعلموه من القرآن ومنه عليه الصلاة والسلام فبادروا للإنكار حفظاً لمقام النبوية وشعائر الدين.
4- عندما يتم الإنكار على الجاهل بقوة وعنف وهو يظن أنه على حق وتصرف تصرفاً لا يدعو للغضب والإنكار فسيبادر لحماية نفسه ورأيه وتصرفه ويبادر للرد بالعنف وبقوة وبكل جرأة لظنه أنه يدافع عن نفسه ممن اعتدوا عليه.
5- والجاهل ليس سيء النية في الرد على من ينكر عليه ولا يبحث عن السوء ولكنه لم يعلم ما علمه المنكرون عليه فظن أنهم على خطأ وهو على صواب.
6- عند التدقيق بما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هذين الجاهلين نجد قمة الأخلاق وحسن التعليم حيث تصرف عملياً بأدبٍ جم مع الجاهل بردود فعل سمحة لينة تكسب قلب الجاهل أولاً فيرى التعاطف معه فيستجيب للتعليم والتاديب ففي حادثة الأعرابي الذي بال في المسجد قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة أتركوه وهنا أحب الأعرابي الوحيد الذي وقف معه ضد إنكار الصحابة وهو الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد أن انتهى الرسول من تصحيح ما وقع الأعرابي فيه من خطأ وضح له وعلمه ما يجب تجحاه المسجد وهنا ردة فعل الأعرابي تجاه من أنكروال عليه وتجاه من تقبله وعلمه فقال (اللهم أغفر لي ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا أبدا) وهنا وضح الرسول صلى الله عليه وسلم مما يراه من ردة فعل هذا الرجل البسيط وقال له لقد حجرت واسعاً يا أخا العرب.
7- في الحادثة الثانية تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم من جبذ الأعرابي لقميصه ولم يثأر لنفسه ولم يقل أي كلمة أو يصدر منه أي فعل يثير غضب الأعرابي وحق للرسول صلى الله عليه وسلم تأديبه ولكن لجهله بما فعل وتعاملة بخشونة الصحراء مع أفضل الخلق ورغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تعليمه وتأديبه وتحبيبه للإسلام لبم يثأر لنفسه ولم يبادر له بسوء.
8- القدوة الحسنة في الحلم على الجاهل والصبر على ما يصدر منه جهلاً منه والبشر في وجهة وحسن استقباله وتعليمه الصواب والصبر على سوء فهمه تجعل الجاهل المقابل يرى الفرق بين ما فعل وردة فعل المقابل فيرى الخلل ويكون مناسباً لاستقبال التعليم.
9- نلاحظ أن الخلل بين الجاهل والعالم هو في فهم الفرق بينهما حال تصرف الجاهل وعلم العالم بما يفعل الجاهل وأنه بدون سوء نية ولا حقد ولا غضب وأن الجاهل يحمل قلباً طيبا وعقلا مناسباً للتعليم ويجب استثماره من قبل العالم في التعليم ليبعد الجهل عن الجاهل ليرى ما لم يكن يراه حال الجهل.
10- تكون ردود فعل الجاهل مبنية على قدر علمه وما يدركه من الموضوع الذي أمامه وببساطة فهمه يرى أنه على حق وله الحق في القول والرد ولا يدرك أنه يجهل ما يعلمه الآخرون والمبادرة بالانكار عليه ووصفه بالجهل تحرف المسار من التوجيه والتعليم إلى سب شخص الجاهل فيثأر لنفسه بكل قوة وهنا يفقد من يتواصل مع الجاهل قلب وعقل الجاهل.
11- لأن الجاهل بسيط في إدراكه وفهمه ولم يحصل له من الرفق والاستقبال ما يجحعله يقبل على البحث عن العلم والحق ليدرك المطلوب فيتمسك برأيه ويدافع عن قوله بكل قوة لأنه تم وصفه بالجهل وإذا جهل العالم على الجاهل ولم يحلم عليه ويصبر على ما يبدر منه فهو أكبر خطأ من الجاهل ويحتاج للتعليم.
النتيجة :
نتأدب من حسن تعليم وتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجاهل ما يلي :
1- نحسن الظن بالجاهل.
2- نحتمل ما يصدر منه.
3- لا نبادر للإنكار عليه ولا وصفه بالجهل.
4- لا نبني أي حكم سابق حتى نستوضح منه الموضوع.
5- لا نثأر لأنفسنا بأي شيء صددر منه.
6- نشعره بكل روابط الحب بيننا من تكريمه والدعاء له حتى نفتح قلبه وعقله لنا.
7- نبادر بعد هذا لتعليمه ومتابعة تعليمه حتى يتبين له الحق.
8- نتأدب من التعامل مع الجاهل بالبحث عما استفدناه من التعامل معه مما لدينا من الجهل .
نجعل التعامل مع الجاهل تدريب لنا للحلم والتعلم والتعليم.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فإن وفقت فمن الله وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان.
ولا تنسوني من صالح دعائكم.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
التعديل الأخير تم بواسطة رجل الرجال ; 22-04-2012 الساعة 10:45 AM