رد : الفاضل (رجل الرجال) وفقه الله
بداية .. أشكرك على دعائك وجميل كلامك .. ويعلم الله كم رفع من معنوياتي
جزاك الله خيرا .. وبارك فيك
أستاذي الفاضل ..وأنا أكتب ماطلبته مني تذكرت متابعتي عند الأخصائية النفسية وتذكرت ماكانت تطلبه مني من تمارين وإفراغ ما أحسه على الورق ثم تمزيقه ، ووقتها لم أحس بتغير يذكر ، ربما لأني ذهبت فقط لعلاج الرهاب ولم أرغب التغيير الكلي ، والآن أتساءل هل ياترى ستكون النتيجة كالسابق ؟!
رغم أني أرغب في التغيير وأرغب بأن أحس بالراحة والهدوء بداخلي.
ويعلم الله كم عانيت حتى قررت الكتابة لك هنا في المنتدى ، بعد تفكير كثير واستخارة
لأني فعلاً متعبة وكل سنة يزداد تعبني عن السابق
وما يساعدني هو احساسي بوجود مشكلة ، والذي سيساعدني بإذن الله في حلها بمساعدتك حفظك الله
:::
وإليك - بارك الله فيك ووفقك - مايؤرقني ويؤلمني:
- قلقي وخوفي من المستقبل وكثرة التفكير بالغد ، كيف سأعيش وحيدة وكيف سأصرف على نفسي ، وكيف وكيف وكيف، رغم علمي بأن كل شئ بأمر الله ، وربما أموت قبل أمي ولكن الخوف أتعبني كثيراً.
- تأثري بموقف أخي وكثرة ضربه لي ومحاولته قتلي ، وتذكري للموقف بكل تفاصيله – بعض المرات - وتألمي عند رؤية (السكين الكبيرة) والتقطيع بها ، حتى أني (أكره الجاتوه) ، فما أن أرى منظره حتى لو كان جميلاً إلا وأتذكر الموقف فأحزن ، وكلما قطعت كيك أو جاتوه لا بد أن أتذكر الموقف فأحزن كثيراً ، حتى في عيد الأضحى مع الذبح والدم والتقطيع اتذكر الموقف.
- أتألم من علاقتي بأخي الرسمية وخوفي منه ومن غضبه ، لأنه إما سيهينني بكلامه أوسيضربني أو سيغضب ويقاطع.
- اتضايق من عدم احترام اخواني لي خاصة أخي الكبير ، أريده أن يتقبلني كما أنا ، وليس كما يريد هو.
- سلبيتي وعدم مبالاتي وعدم مطالبتي بأقل متطلباتي ، وكمثال عندما أريد الذهاب للسوق لشراء احتياجاتي الخاصة ولا أجد من يأخذني فأسكت ولا أكرر طلبي ثانية.
- لا أحب خجلي الزائد وقلة كلامي وعدم تعبيري عن مشاعري والكبت الذي أعيشه ، ولا أحب معاملة الناس لي بشكل رسمي نوعاً ما رغم حبهم واحترامهم لي ، أريد أن أكون اجتماعية ، آخذ وأعطي معهم في الحديث بدون تردد ، وبدون أن أعمل حساب لكل كلمة ستخرج مني.
- عدم اهتمام اخوتي بي وسؤالهم عني ، وفي المقابل إن أرادوا مني خدمة تذكروني واتصلوا ، وإن أردت منهم مشوار يؤجل لأشهر وفي المقابل إن أراد أبناءهم وزوجاتهم نفس المشوار ينفذ فوراً ، وأنا لا ألومهم على تنفيذ متطلبات أبناءهم وزوجاتهم بل إن هذا حق لهم ولكن من الذوق والواجب أن تعامل أمك وأختك كما تعامل زوجتك وأبناءك خاصة فيما يتعلق بالمتطلبات التي تحتاج تواجدهم.
- مفهوم (تقدير الذات) معدوم في حياتي ، رغم انجازاتي ومهاراتي إلا أني لا أعطي نفسي قيمتها ولاقدرها ولا أقدر ما أقوم به.
- أريد حقي في الحياة ، أريد أن أعيش بكرامة دون إهانات من تأنيب وضرب ، أريد أن تلبى احتياجاتي الأساسية ، أريد أن يحس أهلي بي حتى لا أحتاج لغيرهم، لأني مؤخراً أصبحت أوصي الآخرين بإحضار ما احتاجه بمقابل مادي.
- أتألم كثيراً من سلبية أمي وعدم اتخاذها موقف لأي حدث وعدم اهتمامها بكل أموري ، حتى أنها عند ضرب أخي لي لا تتكلم ولا تنهره ، أعلم بأنها تتأثر وتأكل في نفسها ولكن يهمني موقفها وأمومتها ، وأتضايق كثيراً من حبها للأولاد أكثر من البنات ، فهي دائماً تدعو لهم وتهتم لأمرهم ونحن البنات تتجاهلنا تماماً إلا ماندر.
- كثرة بقائي في البيت وملازمتي لأمي جعلني انطوائية لدرجة أني إذا أردت الذهاب لأحد أصاب بضيق وقلق ، وأصبحت أحب الوحدة وأستمتع كثيراً ببقائي وحيدة خاصة في الليل ، واتضايق بعض المرات إن جاء اخواتي بأبناءهم وناموا عندنا، لأني أفقد الهدوء والإستقلالية.
- أتألم كثيراً إذا سمعت الآخرين يدعون لي بالتوفيق وبالزواج ، لأني لا أسمعها من أهلي مطلقاً ، فأنا أحتاجها من أهلي لأن تأثيرها سيكون مختلف ، وما أجمل دعاء الأم لابنتها.
- تعبت من طيبتي الزائدة والتنازل عن أكثر حقوقي ، والرضا بأقل شئ ، وعدم مقدرتي على قول (لا) عندما يتوجب قولها، وأعطيك مثالاً: لو طلب مني في عملي عمل زائد ويستلزم وقت وجهد لا أمانع ولا أبين مقدار الجهد والوقت الذي سيأخذه مني بل أقبل بصمت ، ومثال آخر: لو سبني أخي وضربني وجاء أبناءه بعدها بفتره ومعهم واجباتهم فلا أمانع من تعليمهم ومساعدتهم معللة باحتسابي الأجر من الله تعالى ، وفي قرارة نفسي أحس بأني مغفلة ومستغله منهم.
- عدم ثقتي بنفسي رغم أني اتمتع بنعم كثيرة من الله تعالى ولكن ظروفي أحبطتني ( تجاهل أهلي – ضرب أخي - خجلي – انطوائيتي – عدم زواجي – عدم تقديري لذاتي)
- ترددي وعدم قدرتي على اتخاذ قرار ، فأنا دائماً خائفة ومتوترة ومترددة.
- أصبحت أكره نظرات الرحمة والشفقة في عيون الآخرين ، بل وحتى تصريحاتهم لي ، واذكر إحدى قريباتي كانت تدعو لي بالتوفيق والزواج ثم أخذت تبكي لأنها مشفقة علي فاستغربت ، ألهذه الدرجة ينظر لي الآخرون ، إلى هذه الدرجة وصل بي الحال!! و أصبحت أرفض أي مساعدة تقدم لي حتى لا أكون ضعيفة في نظرهم.
- أتألم كثيراً إذا رأيت الناس من حولي في أحداث وتغيرات حياتية جميلة من خطبة وزواج ، حمل وولادة ، تخرج ووظيفة – أسأل الله لهم دوام التوفيق والنجاح - وأنا كما أنا لا تغير يذكر ، وما يزيد ألمي عدم مبالاة أهلي بأمري.
- أتألم إذا رفض أخي أي خاطب يتقدم لأي سبب ، والآخرون يتجاهلون الأمر ولا يبالون ، وأتساءل كيف يعيشون هانئون وبنعم الله يتمتعون من زوجة وأبناء وبيت واستقلال ، وأختهم في هم وألم لا يعلمه إلا الله.
- أصبحت أتلذذ بأحزاني وأعيش معها لحظات جميلة ، فربما تولد قصيدة أو خاطرة فكل كتاباتي في الحزن والألم.
- أفتقد والدي كثيراً وأشتاق إليه كثيراً ، فقد كان رحمه الله يحبني ويثق بي كثيراً أكثر من كل اخوتي، حتى أني بعض المرات أشم رائحته في اليقظه ، وأراه في منامي كثيراً ، وأترجم شوقي له شعراً كلما رجعت وقرأته بكيته.
- أحتاج أن أُحِب وأن أُحَب ، وأن أحس بأنوثتي.
- أتألم كثيراً عندما أحس بالخوف يسري داخلي والقلق يبعثرني ولا أجد من يحتضنني ، أحتاج لحضن دافئ أحس معه بالأمان ، وكم تمنيت حضن أمي الذي لا أذكر يوماً أنها احتضنتني.
- في قرارة نفسي اتخذت قراراً إن تزوجت فلن أنجب ،لأنه أصبح لدي قناعة بأن الأبناء بعد أن تربيهم وتتعب معهم ، يتركوا أهلهم ويخدموا زوجاتهم وأهل زوجاتهم.
نقاط أحب أن أوضحها:
- أحب أهلي وأحترمهم ولكني لا أحب تصرفاتهم ، ويعلم الله بأني دائماً أدعو لهم ولا أذكرهم إلا بخير.
- رغم عدم تلبيتهم لإحتياجاتي وتجاهلهم لي في الغالب إلا أني افرح عندما يحتاجون لي ويطلبون مني خدمة.
- سلبية أهلي معي جعلتني سلبية معهم وهذه مشكلتي وأعرفها تماماً ، ولكن لا استطيع تغيير نفسي.
- البعض يستشيرني في أموره الخاصة ، وأشير عليهم وأنصحم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم ويشكروني على ذلك ، وفي المقابل أقف عاجزة عن مساعدة نفسي.
- من فضل الله علي أن المحنة التي أعيشها زادتني قرباً لله تعالى وتعلقاً وثقة به وهذه نعمة كبيرة أحمد الله عليها.
انتظر توجيهك .. أثابك الله وأجزل لك الأجر
__________________
كم غـرَّ صبركَ وابتسامُـكَ صاحباً
لمَّـا رآكَ،وفي الحشا ما لا يُــرى!