وصلني إلى بريدي الإلكتروني هذا العنوان من احد الأصدقاء... وعندما قرأته أصابني الذهول أيعقل أن يصل الجفاء إلى هذه النقطة أم أن هناك سبب أخر...
أترككم مع قرائة محتوى الرسالة ولي عودة إن شاء الله:
يقول الدكتور خالد المنيف
مستشار العلاقات الزوجية
في إحدى الدورات الرجالية... تجرأت وطلبت من الحضور أن يخرجوا جوالاتهم ويكتبوا كلمة (أحبك) ويرسلوها لزوجاتهم
تفاعل البعض منهم وليس جميعهم
وبعد أقل من دقيقة وإذا بالقاعة تضج برنات الجوالات، حيث سيل من الردود من الزوجات
ومن الردود قول إحداهن
أول مره تقول لي هذه الكلمة - لذا سأحيا بكلمة أحبك ما تبقى من عمري
وأخرى ردت: صاير لك شي علمني ؟؟؟
وأخرى: فيك شي، انت تعبان بالمستشفى؟؟؟
وانبهر البعض من الردود
وأطرف الرسائل كانت من احداهن وقد استغربت من الأمر - فأرسلت مستنكرة قائلة
ابو محمد - انسرق جوالك <<<< يعني شاكه الجول إنسرق وباعثه لأبو محمد
ترى مرات الصدمة تفعل أكثر
المهم ماعلينا
أصحيح وصل الجفاء في بعض العلاقات الزوجية إلى أن كلمة أحبك مستحيل تسمعها من... أم أن هناك شيء أخر...
عندما تقول الزوجة اني سأحيا بهذه الكلمة ما تبقى من عمري.. هذا معناه الكثير... هل يمكن أن الزوج لا يقدر أن زوجته تحتاج لهذه الكلمة؟؟؟.... أم ان الزوجة كل هذه المدة لم تقدر أن توضح للزوج ما تحتاجه منه؟؟؟؟... أهي صعبة أن يقول لها كلمة تشبع عواطفها... أسئلة كثيرة دارت في ذهني وبحث لها عن إجابة ...
أم هل المشكل برمته أنه ليس هناك تفهم لحقيقة الطرف...
أريد ان أطرح إشكالية ربما تقرب معنى ما أصبو إليه.... يقال في علم النفس ان الزوجين يبحثان عن التقدير والإحترام ولكن لكل منهما تفسير خاص للتقدير والإحترام من وجهة نظره...قبل توضيح الفارق أريد أن أطرح سؤال
هل تعرفين أيتها الزوجة ما معني التقدير والاحترام من نظر الزوج؟
وهل تعرف ايها الزوج معنى التقدير والإحترام من نظرة الزوجة؟
بالنسبة للرجل (فإنه يحتاج أن يشعر أن زوجته تقدر ما يبذله من أجلها، وما يقدمه لإسعادها، وعندما تقدره المرأة يدرك أن جهوده لا تذهب سدى، ويسعى لتقديم المزيد.
وبالنسبة للمرأة، فإنها تحتاج أن تدرك أن زوجها يحترمها عندما يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتها وأمانها، وذلك من خلال تذكر المناسبات الهامة لها، والقيام بالأعمال المادية التي تُظهر اهتمامه بها، كالهدية أو تقديم باقة ورد.... فهي لها وقع أقوى من أن يشتري بيت للعائلة أو سيارة وما إلى ذلك من متطلبات الحياة...
والعلاقة بين التقدير والاحترام علاقة طردية، وهذا معناه أن تقدير المرأة للرجل يؤدي للمزيد من احترام الرجل للمرأة
فلو عدنا للمثال السابق... بمجرد أن طرح المحاظر الفكرة.... بادر إليها بعض الأزواج... بمعنى أن بعض الأزواج سهل لديه أن يقول كلمة أحبك لزوجته لاكن الحقيقة انه لايعرف مفعولها عند الزوجة... أو بالأحرى أنه يفهمها من منظوره الخاص فيعبر عنها بطريقة عملية...والزوجة كذلك لاتقدر تعب زوجها وحرصه على توفير راحتها... وإنما تنتظر منه كلمة طيبة وإن لم تأتي تضرب تعبه عرض الحائط... وهذا ما يوسع الرابط بين الزوجين ويزيد بتقدم سنوات الزواج....
في إحدى حلقات الشيخ العريفي في برنامج ضع بصمتك قال أن نسبة الطلاق في ماليزيا كانت بنسب تتراوح قرابة الأربعين بالمئة... حالها حال الدول العربية...
فما كان من الدولة إلا فرضت على المقبلين للزواج أن يقومو بدورة تدريبية تعلم كيفية التعامل مع الطرف الأخر وفهم نفسيته.... والتخرج برخصة مثل شهادة السياقة مثلا.... فكان نتائج هذا العمل مبهرة إذ إنخفضت نسبة الطلاق إلى أقل من 10% ... أي طلاق للحالات الشاذه إن جاز التعبير....فما أحوجنا لهذه الدورات...
لذى طلبي الأخير من الأزواج أن يحاولوا تثقيف أنفسهم وفهم الطرف الأخر قبل ان تحدث المشاكل,,, فتسهل حلها... بدل ما هي مملوءة منتدياتنا بمشاكل لا حصر لها.....
وهناك العديد من الدورات تملأ الأنترنت ... ومن مقامي هذا أنصح الازواج بمشاهدة حلقات النفس والحياة للبروفيسور طارق الحبيب في فهم الحياة الزوجية بطريقة صحيحة... وهي متوفرة بكثرة على اليوتيب...
أعتذر عن الإطالة وأسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق