سبحان الله..

تم - في نظري - الخلط بين العاطفة في مسألة الخيانة الزوجية و بين نظام الإسلام إزاء الخيانة و نظره إليها.

و النظر إليها من عين العاطفة يختلف من شخص لأخر بحسب التجربة أو عدمها و بحسب قوة العاطفة أو غيرها بالنسبة لمن لم يُبتلى بالخيانة في عرضه.

أما النظر إليها من جهة الشرع . فمعلوم تهجين الإسلام لها و كراهيتها و توارد الكثير من الصور البشعة عن حال صاحبها يوم القيامة.

و اجتماع النظر العاطفي بالشرع في هذه النقطة لا يعني تحقير فاعل الخيانة إلى درجة لعن المعين المرتكب لها. و هذا معلوم من الشرع في كثير من هذه الأفعال مستهجنة في الأسلام كشارب الخمر .. و هناك نموذج لشارب خمر في عهد نبي الله صلى الله عليه و اله و سلم حين سبه أحد الصحابة و قال (قاتله الله ما أكثر ما يؤتى به) فقال لهم النبي صلى الله عليه و اسله و سلم ( لاتسبوه فإني علمته يحب الله و رسوله ).. و معلوم أن الخمر أم الخبائث و يصدر عنه كل شر و بلاء
حتى أن ابن القيم في كتابه الماتع (إعلام الموقعين عن رب العالمين ) استدل بهذا الحديث على أن طغيان المعصية غالبا ما يصاحبه حب الله و رسوله عكسا لطغيان الطاعة الذي غالبا ما يصاحبه الكفر و الكبر و الخيلاء.

و أتمنى ممن لا يعلم شيئا من هذه الأمور أن لا يستعجل في ردها و التشنيع عليها لكونه عرفها أو قرأها ممن لم يرتض به .. و عليه أن يتأكد من صحتها بنفسه من خلال قنوات العلم و المعرفة المتاحة لديه .