رد : بغير حساب
و جملة (و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) التي في الحديث أعلاه. فيها فوائد -حسب تأملي للحديث-:
الأولى: أن سيئات المحبوب تنقلب حسنات ... و مثله مع فارق التشبيه و لله المثل الأعلى:
و عين الرضا عن كل عيب كليلة ......و لكن عين السخط تبدي المساويا.
و رائحة الفم أثناء الصيام تكون كريهة ، لخلو المعدة و تصاعد الأبخرة منها.
و لما كانت ناتجة عن امتثال الأمر السماوي .. كانت عند الله اطيب من ريح المسك. و مثله دم الشهيد عند الله .
و بالتأكيد لا يحمل هذا المعنى إثبات أي صفة لله تتعلق بالصفات الذاتية ... بل هو استطياب أثر العبادة لأنه قال ( أطيب من ريح المسك ) و لم يقل يشمها أطيب من ريح المسك. لأن صفة خلوف فم الصائم حقيقة في القبح و لكنها حميدة في الأجر .
الثانية: قوله (لخلوف) .. الللام واقعة موقع القسم.. و فيه جواز الحلف بالله في ما لا يستدعي الحلف. إنما من باب التأكيد.
الثالثة: و فيه أن (خلوف فم الصائم) محبوب إلى الله دون غيره... فلا يعني هذا أن يًستدل بهذا الحديث على ترك رائحة الفم على أنها يجب أن تكون محبوبة لله ،. بحيث يستدل به على عدم الإهتمام بالسواك أو التطيب .
الرابعة: ليس كل ما هو محبوب إلى الله يلزم أن يكون محبوبا إلى الخلق.
الخامسة: قوله (أطيب من ريح المسك) فيه القوة البلاغية حيث ضرب الأمثال لغرض تقريب المعاني ... و التحفيز على فعل الخير بأجمل الأمثال و الأوصاف. و هذا ما يجب أن يكون عليه الدعاة .. لان الدعوة على جناحي الترغيب و الترهيب.
التعديل الأخير تم بواسطة صاخب جدا ; 25-07-2012 الساعة 06:48 AM