رد : مواقف بسيطة هي عند الله عز وجل كبيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعنا متجدد عن مواقف نمر بها جميعنا ونعتقد انها بسيطة لكن حكمها ليس كذلك ،، والموضوع للجميع لكل من يرغب بإضافة موقف نقوم به دون معرفة حكمه :
من تلك المواقف :
{ الكذب على الأطفال } وسن الطفولة حتى عمر الاثنى عشر عاما وقد يزيد مثل الوعود التي نعد بها اطفالنا مهما كانت بسيطة مثل سأشتري لك كذا او سآخذك للمكان الفلاني او سأعطيك كذا وبالطبع كل ذلك مشروط بطاعته لنا وفي النهاية لا نفي بوعودنا بإعتباره طفل صغير ، فما حكم هذا الموقف :
اقتباس:
السؤال
هل يجوز الكذب على الأطفال حتى لا ألبي بعض مطالبهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالكذب على الأطفال محرم كالكذب على الكبار، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال صبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة ، وصححه الأرناؤوط وقال: على شرط الشيخين.
وفي الكذب على الأطفال من المضار ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك:
- تعويد الأطفال على الكذب إن هم علموا بذلك.
- فقد ثقة الطفل في أبويه حينما يجرب عليهما الكذب.
وغير ذلك من المضار، لكن بوجه عام إذا اضطر المرء إلى الكذب، وكان في كذبه مصلحة محققة مع عدم الإضرار بالغير، فقد أباح العلماء له ذلك قال الإمام البخاري رحمه الله: باب المعاريض مندوحة عن الكذب. ا.هـ
ومعنى المعاريض: أن يتكلم بكلام يقصد منه شيئاً، وظاهر لفظه يدل على غير ما قصد، كما كان يقول أبو بكر حينما سئل وهو مهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا معك؟ فكان يقول: هادٍ يهديني رواه أحمد وغيره، وهو صحيح.
فيفهم السامع أنه يقصد بالهادي الدليل الذي يدل على الطريق، وهو يقصد الهادي الذي يهدي إلى الله تعالى، وذلك لئلا يعلموا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيؤذوه.
فما كان من باب تحصيل المصلحة دون الإضرار بأحد جاز فيه الكذب على الأطفال وغيرهم، والمعاريض في هذه الحالة أفضل، وما لم تكن فيه مصلحة فلا يجوز الكذب فيه بحال، وراجع الفتوى رقم: 26391، والله أعلم.
|
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++
الموقف الآخر { الأمانة } : كثير منا يعتقد أن الأمانة ان تحتفظ بشئ جعله احدهم أمانة لديك حتى يأتي لأخذه كما هو ، ولكن باب الأمانة كبير هناك أشياء كثيرة تدخل في نطاقه منها ما نعلمه ومنها ما نجهله ، مثل ان يحدثك شخص بحديث ويختمه بقوله بيني وبينك هنا أصبح هذا الحديث أمانة واخباره خيانة لها وكشف لسر لا ينبغي لك ان تكشفه عدا ان نقل الكلام نميمة ، وهذا نص الفتوى :
اقتباس:
السؤال
أخبرتني قريبة لي عن أمر يخصها وقالت لي: أمانة لا يطلع عليه أحد ـ وأيضا قالت لا تخبري أحدا ، وبعد مدة من الزمن أخبرت أشخاصا بالأمر، فهل علي إثم بذلك؟ وهل قولها: أمانة لا يطلع لأحد ـ يعتبر من الأمانة التي عجزت عن حملها السموات والأرض؟ وهل يجوز قول أمانة عند الإخبار بالسر؟ أرجو إفادتي جزاكم الله كل خير، وعذرا على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلا شك أنك قد أخطأت في إفشاء سر قريبتك، فإن من استؤمن على حفظ سر لا يجوز له إفشاؤه، جاء في الجامع الكبير للسيوطي: عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أن يفشى على صاحبه ما يكره.
وفي سنن أبي داود مرفوعا: إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت، فهي أمانة.
وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك. ولذلك، فإن عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ونرجو أن يقبل الله تعالى توبتك ويغفر ذنبك، والتكاليف الشرعية كلها ـ ومنها حفظ السر ـ من الأمانة التي عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبت حملها، كما قال أهل التفسير، والأمانة المذكورة هنا هي التكاليف التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب.
قال القرطبي: والأمانة تعم جميع وصائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور.
والله أعلم.
|
وفي السنة نجد موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تعرض له من كشف سره مع زوجاته حيث أسر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وحفصة بحديث وائتمنهما عليه ، فأظهرتا سره صلى الله عليه وسلم ، فعاتبهما الله تعالى على ذلك .
قال تعالى : { وإذ أسرَّ النبي إلى بعض أزوجه حديثا فلمَّا نبأت به وأظهره الله عليه عرَّف بعضه وأعرض عن بعض فلمَّا نبأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير } التحريم / 3 .
ثم قال تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير }التحريم / 4 ،
فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه شهرا من أجل الحديث الذي أفشته حفصة لعائشة البخاري 5191
قال ابن حجر رحمه الله عن هذا الحديث : وَفِيهِ الْمُعَاقَبَة عَلَى إِفْشَاء السِّرّ بِمَا يَلِيق بِمَنْ أَفْشَاهُ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سرّه أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث ، وليؤد أمانته إذا ائتمن ) رواه البيهقي وحسنه الألباني .
يقول العلماء : وليس من شرط الأمانة أن يخبر المتكلمُ السامعَ بأن هذا الكلام سرٌّ لا تخبر به أحدا ، بل يكفي أن تدلَّ القرينة على ذلك كما لو أخذه بعيدا عن الناس ليحدِّثه ، أو جعل يحدثه وهو يتلفَّت خوفا من أن يسمع الناس حديثه ، فمما لا شك فيه ان نشر السر خيانة للأمانة وإخلافا للعهد قال تعالى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا ) الإسراء / 34
جعلنا الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبيك محمد
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 01-08-2012 الساعة 04:37 PM