حياك الله أستاذ رؤوف جزاك الله خيراً
أسئلتك مهمة جداً وسأبدأ بالسؤال الثاني :
[SIZE=3]الإسلام دين { العقل والمنطق } أنت لا تعرف الحكم الشرعي في موقف هذا الرجل ولكن العقل يقول ان لا يخبرها لأن الأسباب معروفة ، وكذلك ديننا الحنيف ، فالأصل في الكذب كـله التحريم إلا ان الشرع رخص الكذب في ثلاث أحوال : الإصلاح والحرب وحديث الرجل امرأته وحديثها له
كما ثبت في صحيح مسلم عن أم كلثوم قالت: ( لم أسمعه – أي رسول الله صلى الله عليه وسلم – يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث : الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها ).
فالإسلام يحافظ على عمار البيوت واستمرار الأسر في ترابطها ويسعى لعدم هدم البيت وتفريق الازواج وتشتت الابناء ومن اجل ذلك كان الكذب بين الزوجين مباح لتجنب الغضب أو لتفادي المشاكل الكبيرة لأن المصلحة حينئذ راجحة على مفسدة الكذب فلا يباح الكذب في غير هذه الأحوال والضابط في إباحته أن يكون الكذب محققا لمصلحة الود والمحبة وتقارب القلوب والقضاء على النزاع والخصومة في الأمور التي يحصل بها تطييب الخاطر وسرور النفس والرضا على الطرف الآخر
بشرط أن ألا يكون في ذلك ضرر على أحد الزوجين أو غيرهما وألا يكون فيه امتناع عن أداء واجب أو غصب لحق شريطة أن لا يسقط حق أحدهما أو أن يؤخذ أحدهما حق صاحبه.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (وأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به في إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك، فأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها، أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (الكذب الذي يجوز بين الزوجين مشروط بأن لا يسقط حقاً عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها).
أي لا يستعمل أحد الزوجين الكذب وسيلة للتعدي على حق الآخر من مال ومنفعة أو في إسقاط حق من حقوقه فهذا محرم ولا يجوز مطلقا لأنه مناف لمقصود الشارع والمفسدة فيه راجحة وقد نص الفقهاء على ذلك.
فكذب االرجل على زوجته في مدحها وإطرائها وإظهار الفرح بها ونحو ذلك مما يحصل به التآلف والمحبة لأن المرأة يعجبها ذلك وتحب سماع الكلام الحسن من زوجها . وكذلك الزوجة تكذب على زوجها في إظهار الكمال فيه ومدحها وثنائها عليه ونحو ذلك ولو كان ليس به مما يجبر خاطر الزوج ويرغبه في عشرتها ويحببها إليه. ولهذا ورد في حديث أسماء بنت يزيد عند أحمد: ( يحدث الرجل امرأته ليرضيها ).
يروى أن رجلاً سأل امرأته: أتبغضيني؟ فقالت: نعم. فقال لها عمر رضي الله عنه: ما حملك على ما قلت؟ فقالت: استحلفني فكرهت أن أكذب، فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأنساب والإسلام. رواه ابن جرير،
الخلاصة
الكذب الذي يجوز بين الزوجين هو الكذب الذي يؤدي إلى إظهار الود واستمرار وتثبيت العلاقة الزوجية، ويجوز الكذب لتجنب الغضب بين الأزواج ولتفادي المشاكل الكبيرة، وأما الكذب لإسقاط الحقوق أو أخذها بغير وجه شرعي فلا يجوز بين الزوجين، والله أعلم.
ولــــكن هذا لا يسقط عقاب هذا الزوج الذي يقابل إمرأة غير زوجته او اي فعل محرم لا يصدق فيه مع زوجته فالأصل في المسلم أن يخاف الله ولا يخاف البشر مهما كانوا لأن الله معه اينما كان وهذا المهم ان يستشعر الإنسان مراقبة الله له وليس مراقبة الزوجة او الزوج الأب او ولي الامر فإن غاب فعلوا ما نهى عنه الله ورسوله ثم اخفوه وغطوه بالكذب حتى لا يهدم البيت قال صلى الله عليه وسلم: (وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) والرجل هنا يقصد بها الرجل والمرأة .
قيل لرسول الله أيكون المؤمن جباناً ؟ قال : نعم . قيل : أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال : نعم . قيل أيكون المؤمن كذاباً ؟ قال : ( لا ) لأن الكاذب سيفعل اي شئ وسيخفيه بالكذب فإن كان صادقا فلن يفعل شيئ يخجل منه او يخاف ان يظهره ويكشفه أمام الآخرين
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبيك المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++
بالنسبة لسؤالك الأول فالإسلام اعتنى ببناء شخصية الطفل في عدة امور اهمها عدم زرع بذرة الكذب في هذه الأمانة الغالية التي استأمننا الله عليها في ابسط المواقف قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يولد الابن على الفطره وابواه اما يهودانه واما ينصرانه)
عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة" رواه أحمد وأبو داوود.
وعلى الأهل ان يعدوا ابنائهم بما يستطيعوا القيام به دون تحديد مثلا لو سمعت الكلام وكنت ولداً عاقلاً سأحضر لك شيئ جميل أو سآخذك لمكان جميل تلعب فيه او سأحضر لك كتاب قصص ملون { هنا الاختيارات مفتوحة ولا يوجد تحديد يثقل كاهل الاهل ويظهرهم بمظهر من يوعد ويخلف فيحبط الطفل }عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال:" إياكم والروايا روايا الكذب فإن الكذب لا يصلح بالجد والهزل. ولا يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجز له ".
فكثير من الاهل لا يعرفون ان هذا كذب فإن فات الاهل هذا الجانب المهم في تربيتهم لابنائهم دون ان يسئلوا ويتحروا الأنفع لهم فوجب ان يعوضوا ذلك مع الاحفاد او اطفال الاسرة او اطفال الاصدقاء فعندما يرى الجد ابنته او ابنه يعد طفله بشيئ كذباً وجب ان ينبه الجد اولاده الاباء ان ينتهوا عن هذا الامر فلولا انه يؤثر في الطفل ويعلم في شخصيته سلباً ولو بشيئ بسيط لما نهى وشدد عليه الاسلام
وصلي اللهم وسلم وبارك على نبيك محمد
,,,
التعديل الأخير تم بواسطة ابو عقيل الهاشمي ; 08-11-2012 الساعة 07:47 AM