منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اذا اصبت بمرض افقدني القدرة على الحركة ساقتل نفسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-2012, 02:15 AM
  #3
الحب المستشار
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 215
الحب المستشار غير متصل  
رد : اذا اصبت بمرض افقدني القدرة على الحركة ساقتل نفسي

عيب و الله هذا الشيء ..

هذا يُعتبر خَرَقاً و أنانيةً في عَدَمِ القُدْرَةِ على تَوْسِعَةِ نِطَاقِ الشُّعُورِ بحيثُ يألمُ الإنسانُ لأخيه الإنسان وقت مُصابه.

في نظري أن يُقال لصاحب الإبتلاء – أسأل ربي أن يعافي كلَّ مُبْتَلىَ- (بطريقة بسيطة و غير متكلفة ، و بنفس لهجته و اسلوبه الذي يتعاطاه عادةً ، حتى لا يشعر أنه تكلُّف في الوعظ و التصبير ، و أنك تحشد له المواساة بطريقة وعظية جافة :

1-ربنا يحبك ، و لا يبتلي الله إلا من يحب له التطهير و رفع الدرجات.

و ما سمعنا عن ابتلاءاتٍ قويةٍ إلا لأحبِّ الناسِ إلى اللهِ كـ نبي الله أيوب عليه الصلاة و السلام ، و امثاله من الكبار العمالقة في تاريخ البشرية.

2-هذا الشي مقدر عليك قبل أن يخلق الله الدنيا و من عليها ... فارض بما قدَّره الله و كتبه عليك . (قل لن يصيبنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا)...

أتتسخَّط ُ مما كتبه الرحمن الرحيم عليك لحكمةٍ هو يعلمها؟

3-ألا تعلم ان الله أرحم بك من أمك؟ أمك لن تتسبب -عمداً- في ضررك أبدا ، و إذا عملت شيئاً يظهر لك – بسبب قصور معرفتك بما فعلتْ ، و ظهر لك - أنه ضرر .

فهي لها مقصدٌ جميل و مفيد لك لن تعرفه إلا لاحقا .

فالأم تضرب إبنها ، و في ضربها له تأديب سينفعه مستقبلا في كل حياته .

الأم تجرِّع إبنها الدواء المُرَّ الكريه ، و هو يتأفف و يتقيأ من شدة كراهيته للدواء ، و هي تعاني من الألم أكثر مما يعاني وليدها .

و لكنها تعلم أن في مرارة الدواء منفعة لإبنها ، و إن كان يظهر له أنها قاسية. فما بالك بمن هو أرحم بك من امك و أبيك ؟!!

4-إذا رضيتَ بما كتبه الله عليك ؛ أحبكَ اللهُ ، و كافأكَ و عوَّضكَ بما لم يتوقعه عقلك .

و إن تسخَّطتَ فلن تغيِّر شيئا في ما أصابك ، بل زدْتَ نفسك قهراً و ألماً بكثرة التذمر و الحزن .

و جعلتَ أجْهِزَتَكَ الداخليةَ تتفاعلُ مع هذا الألمِ فتسبَّبتَ في مضاعفاتٍ أخرى لم تكنْ ضمنَ مرضك الأصلي الذي نتج عنه كل هذا الكدر و الهم و الحزن.

5-أنت في ضيافة الله ، و أنت عند الله ... لم لا ترضى بضيافة الرحمن الرحيم و هو أكرم الأكرين ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ... يَا ابْنَ آدَمَ ! مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ ، فَلَوْ كُنْتَ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ، أَوْ وَجَدْتَنِي عِنْدَهُ " و في رواية : (لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ).

أنظر إلى هذا التعبير الرائع (مرضتُ...الخ) ألا تصبر و تفرح بهذا الشرف في التعبير عنك كـ(مريض) ؟؟؟!!!

6-المرض ، تكفير للذنوب ، و الصبر عليه رفع في الدرجات.

7-وقال ابن القيم رحمه الله ( ... الصبر على المصائب واجب بإجماع الأمة ، وهو نصف الإيمان ، فإن الإيمان نصفان ، نصف صبر ونصف شكر … (ثم قال) : والصبر يتحقق بثلاثة أمور : حبس النفس عن الجزع والسخط . وحبس اللسان عن الشكوى للخلق . وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر .)

و قال أن العبد لا يعرف مصلحته و أن(...ربه تعالى يريد مصلحته ، ويسوق إليه أسبابها . ومن أعظم أسبابها : ما يكرهه العبد ، فإن مصلحته فيما يكره أضعاف أضعاف مصلحته فيما يحب .

قال الله تعالى : كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون . وقال تعالى : فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )

8-المفترضُ أن مرضك يجعلك تقترب من الله أكثر ، و التَّسخُّط أو التفكير بقتل النفس مناقض لكل هذا ، قل (الحمد لله على كل حال ) .

فغيرُك الكثيرُ ممن لم يبْتليهم ربهم بشيء من المصائب هم بعيدون عن الله ، لا يذكرون الله إلا قليلا ، و لكنك تقترب منه أكثر و أكثر ، و تذكره إما بالشكوى إليه و مناجاته و ببث الضُّرِّ إليهِ ،و إما بالتضرع إليه و استجداءه أن يُنزِلَ قدره بشفائك ، و إما بالتفكير في قدره و قضائه عليك بالمرض ، و في كلٍ خير.

هنا رابط لطريقة التعامل مع الإبتلاء وكيفية إقناع النفس و تنمية عبادة الرضا بالله و عن الله عند الإبتلاءات:
http://www.66n.com/forums/showthread...=238553&page=3


أسأل الله أن يرفع عنه(ـــا) البلاء ، و ان يعوضها خيرا.

التعديل الأخير تم بواسطة الحب المستشار ; 13-08-2012 الساعة 02:21 AM
رد مع اقتباس