مِنْ مَوْطِنِي اْلحُرِّ أُهْدِيِ كُلَّ أشْعَارِي
إِلَى الأَحِبَّةِ من : عضوٍ و من قاري
مِنَ الرَّوَابِيْ الَّتِي قَدْ أَنْعَشَتْ قَلَمِي
عَرْفاً كأنَّ بِحِبْرِي بيتْ عطَّارِ
لوَ كُنْتُ أمْلِكُ من نجَمِ السُّهَا قَلَمَاً
لَمَا كَتَبْتُ سوى بالكوكب الساري
(عِيْداً ) أزُفُّ إِلَيْكُمْ عُرْسَهَ كَلِماً
كَأَنَّهَا مِنْ لَيَالِيْ الأُنْسِ كَالْنَّارِ
هَذِيْ حُروُفيِ - وَ قَدْ سَالَتْ عَلَىَ كَلِمِي-
كَأَنَّهَا اْنْبَجَسَتْ مِنْ دَنِّ خَمَّارِ
دَعْنِي أُحَبِّرُهَا لِلصَّحْبِ ضَاحِكَةً
مِنَ السُّرُوُرِ ، فَتَغْشَىَ كُلَّ زُوَّاَرِيِ
مِنْ هَا هُنَا سَوْفَ أُزْجِيْهَا و أَمْزُجُهَا
بِكُلِّ مَعْنَىً مِن الوُجْدَانِ فوَّارِ
عِيْشُوُا أَحِبَّةَ قَلْبِي يَوْمَكُمْ فَرَحاً
فَمَا عَلىَ مثلِكُمْ فِي السَّعْدِ منْ عَارِ
فَكَمْ سَأَلْتُ دَيَاجِيْ اللَّيلِ مِنْ عَجَبِي
عنْكُمْ فَجَاوَبَنِي الصَّوَّامٌ و القَارِيْ
حَتَّىَ الَمَنَاراتُ مَا اْنْفَكَّتْ صَوَادِحُهَا
مِنَ الْمُنَاجَاةِ و الشَّكْوَىَ إِلَىَ البَارِي
لا لَسْتُ أَحْزَنَ إلَّا عَنْكَ يَا وَطَنِي
كَيْفَ اْتَّسَعْتَ لِنَهَّابٍ و جَزَّاَرِ
يَا دَمْعُ لا تَتَّئِدْ وَ اْسْكُبْ عَلَىَ وَجَنِي
دَمَاً ؛ فَلَسْتَ بِأَغْلَىَ مِنْ بَنِي دَارِيِ
وَ كَمْ أُرَقْرِقُ مِنْ دَمْعِي لِبَاسِمَةٍ
في (الشَّاَمِ)لمَ تَتَّشِحْ إِلَّا بِأَخْطَارِ
يَاَ وَيْحَ قَلْبِيْ فَكَمْ فيَ اْلشَّامِ مِنْ حَزَنٍ
وَ كَمْ بِـ (حِمْصَ) مِنَ الآلاَمِ و العَارِ
لَا تَفْرَحِي يَا قَوَافيِ الشِّعْرِ و اْتَّشِحِي
فِي لَيْلَةِ العِيِدِ بِاْلأَحْزَانِ و القَارِ
وَ كَيْفَ يَضْحَكُ طِفْلِي أَوْ بَنِي بَلَدِي
وَ دَمْعَةُ (الشَّامِ) تَجْرِي بَيْنَ أَغْوَارِي
تَعْسَاً لِكُلِّ حَقُوُدٍ غَاشِمٍ سَدَرَتْ
كَرِيِهَةَ الرِّيحِ كَفٌ بِالْضَّرَىَ اْلضَّارِي
يَا طِفْلَةَ (الشَّامِ) لا تَبْكِي فَلَا أَحَدٌ
مِنَّا سَيَنْفَعُ إلا قُدْرَةُ البَارِي