هكذا حواء ... و هكذا أدم عليهما الصلاة و السلام
قبل الكلام على هذا الموضوع :
1- من أجل بقاء الود بين الجميع ؛ الردود –إن وُجِدتْ- يحسُنُ أن تظل في دائرة (و قولوا للناس حُسناً) ؛ فلا تصل إلى مثل : ( سفسطة ، فكر ذكوري ، تسلُّط ، تخلُّفٌ ، رجعيَّةٌ ، فكر عقيم .. الخ) ، و أرجو ممن لا يستطيع الإلتزام بهذا الخُلق أن يأخذ بـ ( من كان يؤمن بالله و اليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت).
2- من أجل أن يكون الحوار ناجحاً ، و مُفيداً ، سواء للكاتب أو القارئ و المشارك معاً ؛ يحسُنُ الابتعاد عن التهويل الذي يقتل الكلمة ، و يقضي على العدل بها مثل : (هذا سُلَّمٌ للعلمانيين ، طعن في الدين ، شبهٌ واهية ، مصادرة للحريات و العقليات ، فلسفة لا طائل من ورائها ..الخ ) ، و أرجو ممن لا يستطيع الالتزام بهذا الخُلق أن يأخذ بـ ( من كان يؤمن بالله و اليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت).
3- الموضوع من أساسه غير مُهمٍ إلا من زاوية واحدة و هي: أن التصور المطروح من كاتب الموضوع له علاقة من بعيد بالنسبة للتعامل بين الجنسين ؛ لأن التعامل مبنيٌ على تصور قيمة و أهمية الأخر.
4- السعادة و الوئام و السلام بين الجنسين تخضع لقوة رغبة الاثنين في تحصيلها و هذا سببٌ قويٌ جداً في إعادة تصور الجنسين لموضوع الكاتب من زاويتهما التي تلبس نظارة أجمل و أرق من التأصيل أو التنظير . فلا يُعكِّرُ صفو حياتهما التي اراداها جميلة و مبنية على كل الود و الاحترام بينهما. فكم من تنظير و تأصيل علمي لا يسري مفعوله عند الرغبات البشرية ، و السماحات الأخلاقية ، فالتعامل التجاري مثلا مبنيٌ على المشاحَّة ، و الالتزام بين الطرفين ، و لكن طبيعة التعامل بين أكثرهم تأخذ جانباً ودياً بحتاً.
5- لن أضع حكما لخلاصة الموضوع ؛ بل سأورد ما أعلمه من الأدلة و التحليلات حول هذا الموضوع و أبين في بعض ما أستطيع و جهة نظري ، القابلة للنقاش و الحوار و التصويب. (كلٌ يؤخذ من قوله و يُترك إلا صاحب ذاك القبر. صلى الله عليه و اله و أصحابه و سلم) ، و سيكون بشكل مختصر جداً ، من غير الالتزام بتخريج أو ذكر الدليل كاملاً ، و لن أعزو إلى أي مرجع أو مصدر للأدلة ، بل أكتفي بالإشارة ، و حين غلطي في ذلك ، أتمنى التنبيه.
الموضوع: نصوص و احكام الجنسين : الذكر و الأنثى ، و خصائص و مهام كل منهما:
1- المرأة رقيقة ، فجنس النساء (قوارير) ، و قد أمرنا بالرفق بهن. و هذا يعني ضعفها بلا شك ؛ فلا يؤمرُ بالرفق بشيءٍ إلا لأنه ضعيف و لأن المأمور بالرفق أقوى من المأمور بالرفق به. و القوة أو الضعف مسألة طويلة ، و تكاد تكون معروفة لدى الجميع . و من دلائل ضعفها التالي:
2- المرأة مكلفٌ في الحياة تكليفاً ناقصاً (ناقصات.. دين) ، بدليل سقوط الكثير من الواجبات و الالتزامات عنها ، و بدليل أنها لم تُكلَّف بالشقاء و الكد في الدنيا مثل الرجل كما في خطاب الله تعالى لأدم محذراً له من سوء العقاب حين المخالفة لأكل الشجرة المنهيان عنها : (فتشقىَ).
3- و هذه بعض العبادات التي تحضرني الان و هي ممنوعة منها إلا بشروط : زيارة القبور –على خلاف- ، الحج إلا بمحرم لحمايتها و توفير احتياجاتها ، و حتى السفر إلا بمحرم ، المناوشة تحت ظلال السيوف ؛ إلا ما جاء عن بعض السلف أنها كانت تحضر لمعالجة الجرحى ، في نطاق محدود محروس مضبوط المكان و الزمان بشكل آمن و غير مفتوح و هذا يلزم فيه إذن زوجها أو وليها ، شهود الجُمَعِ و الجماعات إلا بإذن زوجها أو وليها ، صيام النوافل إلا بإذن زوجها أو ليها ..الخ
4- المرأة فرع من أصل ؛ فهي جزءٌ من جزءٍ من آدم عليه الصلاة و السلام (من ضِلَع أعوج ). فهي مع أنها مخلوقة من جزء إلا أنها أخذت سمات أصلها و هو الضلع الأعوج . فأمرنا بالاستمتاع بهن على عوجهن (خُلِقْنَ من ضِلَعٍ أعوج فاستمتعوا بهن على عوج).
5- (خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها) .. فاللام واقعةٌ موقع العلة الغائية كما هو معلوم . فأنظر إلى هذه الآية الكريمة ، كيف جاء سياقها : خاطب الرجال ليظهر عظيم امتنانه عليهم فقال (خلق لكم ) ... فهي نعمة من الله ليحصل لنا بها السكن و الأُنس بعد عناء الحياة و الشقاء و الكد ، فنسكن إليها ، و نستمتع بها (على أنها ذاتُ عِوَجٍ).
6- و جعلها من متاع الدنيا فقال : ( الدنيا متاع ، و خير متاعها الزوجة الصالحة) ، و لا شك أن دخولها تحت جنس المتاع –كما هو منصوص – يدعم مسألة العلة الغائية المذكورة أعلاه ، فهي مخلوقة للمتاع و للسكن ، و لإسعاد الرجل ، و سيأتي الكلام على واجبات الرجل تجاهها.
7- (حُبِبَ إليَّ من دنياكم النساء و الطيب ...الحديث) فهذا ما يساعد على الاستدلال أعلاه من أنها متاع ، فقد جعلها من متاع الدنيا و قرنها بالطيب ، مما يعني أنها مع كونها متعة فهي طيبة و محببة إلى الرجل بالفطرة بلا شك.
8- (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) و تعبيره عنها بأداة غير العاقل (ما) بدلا عن (من ) فيه إشارة بعد الغرض الأكبر من النكاح و الزواج (بقاء النسل البشري و عمارة الأرض و الخلافة) إلى أن النكاح يحقق للرجل الغرض الأصغر و هي المتعة و الطيب و الحسن الذي يدخل عليه البهجة و السرور و يريحه من عناء الكد و الشقاء في الدنيا.
9- (... فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ..) لاحظ التعبير و السياق ، فقد عبَّر ب (استمتعم بهن) حتى أنه لا تكاد توجد أية أو حديث يعطيها هذه الخصيصة كان يقول ( فما استمتعن بهم ) أو ما شابه .. فأنظر أين هي من هذه الخطابات الموجهة إلى الرجل فحسب.
10- و جعل الرجل مفضلا عليها كثيرا كثيرا ، فلو دعاها إلى فراشه لقضاء وطره و حاجته فأبت فإنها تلعنها الملائكة حتى تصبح .. و جعل الرجل جنتها و نارها (أنظري أين أنتِ منه ؛ فإنما هو جنتك و نارك ) و لم يعطها هذا الخطاب ابدا، فلم يقل له (أنظر أين أنت منها فإنما هي جنتك و نارك) .
11- (ذا صلت خمسها و أطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي ابواب الجنة الثمانية شئتِ). قرن طاعة الزوج بالصلاة لتدخل الجنة ، و لم يجعل العكس في أي نص من النصوص ، بل جعلها أسيرة و ضعيفة و (هشة) قارورة ، (استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عوان عندكم) يعني أسيرات ، و الظاهر أن وصف (عوان) سببه ملك الرجل للعصمة . التي منحه الله إياها لحكمة يعلمها . و ظني أنها لو كانت العصمة بيدها على الإطلاق لبطل الامتنان على الرجل (لتسكنوا ) (فاستمتعوا بهن) و لصار امتنانا ناقصا لان الامتنان لا يكون إلا بما يكمل الاستمتاع به ، و ملكها للعصمة مع نقص عقلها كما في الحديث يكدر هذه المتعة ، لأنها بسبب نقص عقلها قد تجعله يفقد المتعة و السكن. مما يجتمع على الرجل عناء الحياة (فتشقى) و فقد المتعة المواسية للرجل .
12- ( اعلمي أيتها المرأة، وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ) ، فهنا يستخدم معها اسلوب الترغيب لتستنفذ طاقتها و قدرتها في التبعل و التزين و إغراء الزوج لينال منها وطره في أروع الصور و أحسنها رقة و رغبة. حتى أنه جعل تبعلها لزوجها يساوي مناوشة نقع السيوف و حوافر الخيل ، بل جعل غنجها و دلالها عبادة تساوي الجهاد في سبيل الله.
13- (لو كنتُ أمراً أحدً أن يسجد لأحد ؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ).
14- (من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له حجاباً من النار) فجعل جنس الإناث ابتلاء للرجل لما فيهن من نقص العقل ، و لعظيم حاجتهن إلى راعٍ أمين ، و مربٍ مخلص ، حتى يوصلها إلى مثواها عند زوجها. و رتب على الصبر على الابتلاء بهن الجنة ، ترغيبا و تحفيزا على الصبر و حسن التربية و المحافظة عليهن .
15- شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل ، و ميراثها اقل منه لعدم حاجتها لأنها في الأساس تنتقل إلى بيت الزوجية ، و لا عبرة بالشواذ ممن هن حالات استثنائية .
16- الخطابات في الأنكحة أغلبها تضع التصدير للرجل و تجعل الأنثى في مكان السلب في الخطاب ( تُنكح المرأة..) و لم يقل (يُنكح الرجل ) ، (فانكحوهن بإذن أهلهن) . و هذا فيه شرف أو تكليف للرجل ، لان التكليف لا يكون إلا للشريف ، و نقص التكليف يُنقص التشريف ، فالكبار و الأنبياء حُمِّلوا الكثير نظرا لعظيم شرفهم و قدرهم .
17- (لعن من خبب امرأة على زوجها ) فجعلها هشة التدبير و الترجيح بين مصالحها ، لدرجة أنها سهلة التخبيب ، و لم يصف الرجل بذلك. مما يزيد في قوة معاني ضعف عقلها. ، و لعن الرجل المتسبب بذلك ، لأنه أخل بالعلة الغائية (المتعة ، السكن ، الأنس) لخلق المرأة في هذه الحالة المصغرة.
18- (قولي له يغير عتبه داره) .. و لم نسمع بهذه الحرية في التغيير و التبديل إلا نادرا جدا في حالات الخلع التي مبناها الضرر البالغ بشروط معروفة في كتب الفقه ، فالرجل مالك للعصمة ، و مخول له مع اشتراط العدل التعدد حتى يصحل رغباته و نزواته الفطرية. بل سمح له التسري ، و هو اتخاذ ذات ملك اليمين ليستمتع ، من غير عدد معين ، و لم يعطها هذا الحق ، لعلمه سبحانه و تعالى أنها لا تحتاج إليه قطعا . و لو كانت تحتاج إليه لسمح لها بالتعدد لأنه ( يعلم من خلق).
19- (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) فجنس الرجل مفضل على جنس المرأة تفضيلا غير الإنفاق ، فقد قال (.. و بما أنفقوا ) و الواو عاطفة على سبب التفضيل ، فالتفضيل كذا و بكذا . ، فلو فُقد كذا ، لبقي كذا ، و هكذا. (و ليس الذكر كالأنثى و إني سميتها مريم )
20- (..وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (.. لاحظ (تخافون) أما الناشزة فأمرها كبير و جرمها عظيم ، فهنا جعل الرجل يتدرج في إصلاحها بقدر الإمكان و بأحسن الطرق إلا حين تمردها ، فقد خول لها أن يضربها ، و لم تُعط المرأة هذا الخيار ابدا ، مما يعني أنها مخلوق ناقص ، و مخلوق يحتاج إلى الرعاية و التأديب حتى يتسنى للرجل الاستمتاع بها و مصاحبتها في الدنيا .
21- جعلها موضع الفتنة لأنها مخلوقة اساسا لتفتن و تتبعل للرجل لتغريه و تحتويه حتى يأنس بها و يسكن إليها ، و مما يدل على هذا أنه منع لمس الأجنبية ، و أمر بغضر البصر ، و منع الخلوة بالمرأة المحرمة الأجنبية . و قال (ما رأيت من ناقصات عقل و دين.. أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فهي حين تجانب غرض الفتنة و الإغراء للرجل خرجت عن كونها أنثى ، و انتقلت إلى معنى المسترجلة ، و رتب على هذا السلوك اللعن و الطرد من رحمة الله. و لا ننس أنها إذا خرجت مستعطرة فإنها زانية ، و لم يقل ذلك للرجل ، لأنها فتنة و ممتعة بالنسبة للرجل.
22- رغبها في الصلاة في بيتها حتى لا تتسبب في فتنة الناس ؛ فجعل صلاتها في مخدعها (مكان الجماع ) يساوي الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم في مسجده. ( و قرن في بيوتكن و لا تبرجن) و لم يقل ذلك للرجل. ( المرأة عورة) و لم يجعل الرجل كذلك.
23- (لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن).. فهل الرجل مشروط أن لا يتزوج إلا بولي أمره ؟
24- كل التعاملات البشرية بين اثنين مبنية على قاعدة ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) و رأي الزوج يحسم النزاع في المسائل الخلافية لانه الأحق بأهل بيته. فلو هناك مسالة خلافية ، و يكون الزوج يأمرها بعكس ما أداها إليها اجتهادها فإن رغبته و رايه يحسم بالنسبة لها النزاع و يتوجب عليها طاعته.
25- مع كونها ملكة في بيتها ، إلا أنها كذلك ملكة تحت ملك ، فلا تدخل أحد بيته إلا بإذنه كما هو معروف.
26- و لكل ما سبق قال الله تعالي (و عاشروهن بالمعروف).. ( استوصوا بالنساء خيرا).. (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر)
27- كل أنواع الخطاب في الدين موجهة للجنسين فيما يخص الأخلاق و الدين و الشرع ( المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات) (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ) ، و هذا بالنسبة للتكاليف الشرعية ، إلا ما خص الله منها جنس المرأة دون الرجل من بعض الإستثناءات أعلاه و غيره مما لم يحضرني الان؟
و مع كل ذلك ، فإن الرجل يتعامل مع أنثى ضعيفة ، و بشر رقيق ، يحتاج إلى الرفق به لنأخذ منها ما نريد ، و لنتصاحب في الدنيا من غير مشاكسة.
(ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع منه إلا شانه) ..
هذا اختصار شديد جدا جداً لبحث أعددتُه حول هذه الفوارق.
و اعلم أن الكثير من الأخوات في الله لن يعجبهن ما قلته ، و ربما تتجنَّ بعضهم ، و لكن قد هيئت ظهري 
التعديل الأخير تم بواسطة صفاء ; 01-09-2012 الساعة 12:59 PM