رد : الاخت ( استأنس غربتي )
جئتك أخيتي وكلي شوق أن أرمي ل ما بقلبي من أحمال..
ولا أنسى أخبرك أختي الكريمة أني كنت في السابق أحمل الكثير على أهلي في جوانب كثيرة للاهمال والتفرقة , ولكني لي فترة طويلة وصلت لمرحلة الصلح مع ذاتي ومعهم وتناسيت كثير مما مر بي في طفولتي ..
دعيني أحكي لك مواقف الطفولة التي أثرت بي :
- كنت اشعر بالالم الكبير في يوم الامهات , اهيم والعب واكابر وحيدة مع صديقاتي واتحاشى النظر الى الطالبات وامهاتهن , كانت تسألني بعض المعلمات لماذا لا تأتي أمكِ , فكنت دائما اتعذر لها باعذار كثيرة ومكررة وواهية ..
لا اخفيك نسيت الكثير من تلك المواقف لاني اعلم قلبي منذ فترة التسامح ..
- من أشد المواقف التي مرت بي في طفولتي أن هناك فتاة تعرفت علي في مرحلة الابتدائي وهي من سعت لذلك , كانت أكبر من عمرها , ولها ام ملتزمة ومتشددة جدا , بعد فترة من تعارفنا بدأ البعض ينقل لوالدتها كلام عني , وأني سيئة وأهلي سيئين , والتي كانت تنقل الكلام هي احدى المعلمات من احدى الدول العربية لانها كانت تتمنى ان تحظى ابنتها بصداقة صديقتي , عانيت جدا من هذا الموضوع وكنت اشعر بالنقص بسبب رفض امها لي , مع العلم اني فتاة هادئة مرحة وخجولة ومؤدبة جدا , لم تعودنا أمي على رفع الصوت على الاخرين , والدمعة سابقة عندنا للكلمة ...
تعلقت بها أكثر ولعل سبب تعلقي بها هو رفضهم لي , تمسكت هي فيني فترة ثم سرعان ما ملت لانها اصلا فتاة لعوب , وقد كانت امها تمنعها مني مع ان الفساد موجود في قعر دارها وهو من عماتها اخوات ابوها فهم يسكنون معهم في نفس البيت ..
وقالت لي مرة اختها على سبيل الخطأ أن صديقتي كانت تتكلم في الهاتف ساعات متاخرة في الليل مع شاب من عمرها فلما تكشفها امها تقول هذه فاكهة
دخلنا المرحلة الاعدادية وزاد انكساري والمي , حيث اذكر مرة من المرات استدعتنا الاخصائية انا وهي , حيث جاءت المصادفة ان دخلنا نفس الصف , وبدات تطلب مني الاخصائية ان ابتعد عنها ووووو , كل هذا لان امها معروفة ودائمة التردد على المدرسة والحرص , كانوا يبنون شخصيتها على حساب شخصيتي وانكساري , حتى وصل الامر مرة ان جاءت امها لتكلمني ,
فقالت لي بعينين دامعتين ابتعدي عن ابنتي
فنظرت لها بدموع وانزلت راسي وهززته بالموافقة , صعقت جدا من ردة فعلي فقد بالغوا في وصفي واتهموا طفولتي باشياء انا بريئة منها حتى قالت لابنتها لم اتوقع ان تكون فاكهة بهذه الصورة , كانت تظن اني قوية فاجرة في القول والفعل ولكني كنت عكس ذلك تماما...
بقي جرح عميق في صدري خلف عندي اهتزاز الثقة بالنفس والوحدة والعزلة , داويت نفسي من الكثير من هذه الصفات والحمدلله , كبرنا انا وهي وجاء يوم ان التقت بي امها وطلبت مني السماح والعفو , فقد عرفت بعد سنين لما كبرنا انا وابنتها من التي صدقت ومن التي كشفت حقيقتها ...
رددت عليها بنفس ردة الفعل بعينين دامعتين وقلت لها مسموحة خالتي انا لا احمل في قلبي عليكِ شي
- كان هجوم الادارايات والمدرسات ضدي للوقوف بصفها افقدني الثقة بنفسي واني يمكن ان اقدم شيئا , ويمكن ان اكون فتاة ناجحة
- هذا ما اذكره في الوقت الحالي من ذكريات الطفولة التي كسرتني وىلمتني واكيد انها وضعتني في قالب الاحباط والانكسار ..
- كانت المدرسة بالنسبة لي مكان مخيف احب التردد عليه لوجود الصديقات , ولكني اكره التواجد فيه لوجود اداريات ظالمات مجاملات ..
تحياتي
__________________
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
