رد : هل الانتصار للذات أم للمصلحة المشتركه ؟
-مرحباً بالغائب الكبير أبي حكيم..
كيف حالك يا رجل؟ وأين أنت؟
لقد افتقدتك والله.. وظننت أنك لن تعود.. وظننت أن لديك بعض الظروف الحائلة لتواجدك.. فعسى المانع خيراً.. فمثلك يُفتقد ويُسأل ويُبحث عنه.
-إن اللغة يا سيدي في حقيقتهاتعتبر ناقل لما بدواخلنا وهي إحدى أدوات الاتصال الفعالة، وكثيراً ما تكون هذه اللغة قاصرة عن إيصال المعنى.. والحاذق الفطن يعرف كيف ينتقي كلماته حتى مع زوجته ومع الناس.. فكم من كلمة أصلحت وكم من كلمة أفسدت (رب كلمة تقول لصاحبها دعني).
-نعم! يتجه الحوار إلى مسار آخر ويأخذ طرقاً أخرى بلا شك حين يبدأ الشيطان بالحضور بين الزوجين وتتم مع هذا توجيه سهام النقد الشخصي لكل طرف مما يدفع هذا الطرف الموضوع في قفص الاتهام للدفاع عن نفسه بكل طاقته للخروج من هذه المأزق كما يرى فلا يجد سوى التوجه للنقد والتجريح الشخصي..
وبالطبع كثيراً ما يدخل الانتصار للذات في الحوارات الزوجية وفي غيرها.. هذا الأمر يحتاج إلى نفسٍ سامية تعرف كيف تتعامل مع هذا الأمر فتردع نفسها وتلجمها قدر الإمكان.. وأستحضر في هذا قصة أمير المؤمنين الشجاع البطل علي بن ابي طالب رضي الله عندما بارز أحدهم في غزوة الخندق وهمّ به ليقتله فقام ذاك بالبصق على وجه أمير المؤمنين فكفّ عن قتاله وانصرف عنه وعندما سُئل عن هذا فقال فيما معناه: لما هممت به أن اقتله بصق في وجهي , فخشيت أن اقتله غضبا لنفسي لا غضبا لله" ...
-الحوار الإيجابي بشروطه مطلوب دوماً.
-كم أكره لغة التعميم في كثير من حالاتي ولا أحبها وأتجنبها ما استطعت ذلك..
وهذه النقاشات التي ذكرتها في المنتدى لا أحب -عادة- الدخول فيها؛ لأني أراها نقاشات جدلية بيزنطية لا تقودنا لحل أو اقتراح جيد.. إنما تجعل الكل يتراشق بالألفاظ والتهم بلا فائدة.. وإنما هي تؤخذ من باب الدعابة لو افترضناها على محمل حسن
..
الاعتراف بالخطأ سمة من سمات الشخصية الطيبة الواعية المنصفة.. لكن النفس البشرية تأنف منه بعض الأحيان من وسوسة شيطانها كي لا ترى نفسها في موقف الحرج.