من تأملاتي في بعض آيات سورة النور
{يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم}
سورة النور اية رقم (121).
خاطب المؤمنين و نهاهم عن اتباع خطوات الشيطان.
يقول عبد الله بن مسعود: إذا سمعت الله يقول : يا أيها الذين امنوا ؛ فارعها سمعك فإنما هو خيرٌ تؤمر به أو شرٌ تنهى عنه.
فصفة الإيمان هي الحكومة و الشرطة الذاتية فناسب الإتيان بها في هذا المقام.
و تعبيره عن الذي يتبع خطوات الشيطان بالإسم الموصول الذي هو (مَنْ) . إشارة إلى أن المؤمنين أو غيرهم يشتركون في هذه النتيجة . لأنها نتيجة طبيعية للبشر فلا يختلف فيها المؤمن عن غيره.
قال: (يأمر بالفحشاء و المنكر) :
الإتباع للخطوات أولا يعني : التكرر و الكثرة و الترصُّد و إلا فلا يسمى اتباعاً ، و لا يسمى الشخص مُتَّبعا في هذه الحالة.
لأن وصف الشخص باسم الفاعل يستدعي من خلال المعنى اللغوي الكثرة و التعدد . و مثله المبتدع و الفاسق . فليس كل من عمل بدعة أو معصية يسمى مبتدعا و فاسقا باسم الفاعل .
و من الفائدة هنا : أن الممارسة المتكررة للشيء تفضي إلى اعتياده و الدعوة إليه فهو تطوير لطوية الشر في الإنسان بحيث يصبح داعياً و صادحا بالفحشاء ، و (الفحشاء) إسم جنس لكل شيء قبيحٍ من الشهوات و الغرائز..
و (المنكر) .إسم جنس كذلك لكل شيء يستقبحه العقل السوي و العرف النظيف.
باختصار: (يأمر بالفحشاء و المنكر) تعني:
المنكر : ما يناقض العقل من الأخلاق العقلية و الفكرية .
الفحشاء : ما يناقض الحشمة و الأدب من الأخلاق الفطرية .
فهي آية قد جمعت بين نوعي الأخلاق:
الفكر و الغريزة
(تأملات من سورة النور بعد وفاة والدي ب 4 أيام رحمه الله رحمة الأبرار )
الكريم لا تثقله دعوة لوالدي بالرحمة.
التعديل الأخير تم بواسطة شكوى حبيب ; 20-09-2012 الساعة 10:35 PM