منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - لكما يدٌ عندي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2012, 09:45 PM
  #1
شكوى حبيب
موقوف
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 212
شكوى حبيب غير متصل  
لكما يدٌ عندي ...

قالوا : مُشاغلةُ النفس عن الأسى بما تألف ، و يخدم أساها ينُسْيِها ألمَها ... و يُهوِنُ مُصابَها ، و ينقلُها إلى عالَمٍ آخرَ فتعيشُه و تلهو به عن واقعها.


و أنا ممن لجأ إلى الحروف و الكَلِمَاتْ عِوَضاً عن صُحبةِ الحال و الكَلَمَاتْ.


فقلتُ شيئاً مِن القصيدِ في والدي (رحمه الله) الذي لم يزلْ حُزني عليه طَرِيَّا ، و شوقي إليه نوَّاحاً شجيا. فقلت:



من بحر "الكامل "



نَصَّبْتَ جَفْنَكَ لِلْمَدَاَمِعِ مِنْبَرَاَ
وَ أَثَرْتَ حُزْنَكَ ... فَانْبَرَىَ فِيِ مَنْ بَرَاَ


وَ طَفِقْتَ تَنْثُرُ فِي دُجَاَكَ مَوَاعِظَاً
أَتُرُىَ يَتُوُبُ النَّجْمُ أَوْ يَغْفُوُ السُّرَىَ؟


كَفْكِفْ دُمُوُعَكَ مَاَ إِخَالَكَ نَافَعِاً
مَنْ لَاَ يُجِيِبُ وَ لَا يَحُسُّ وَ لَا يَرَىَ


يَا رَاَحِلَاً عَنِّيِ وَ ذِكْرُكَ لَمْ يَزَلْ
يَجْرِيِ بِأَوْرِدَتِيِ مَعَ مَا قَدْ جَرَىَ


نَفْسِي الْفِدَاَءُ و لَوْ لِتُرْبِ نِعَالِهِ
وَ لَكُنْتُ أَرْخَصَ فِي الْفِدَاءِ وَ أَحْقَرَا


ضَمَّتْنِيَ الدُّنْيَا بِهِ فَتَغَيَّرْتْ
لِتَضُمَّ أَعْظُمَهُ مَعَ لَحْدِ الثَّرِىِ


لَوْ كَانَ يَدْرِي الَّلحْدُ مَنْ قَدْ جَاءَهُ
لَغَدَا مُنِيِفَا وَ اَكْتَسَى وَ تَعَطّرَا


سَأَظَلُّ أَكْتُبُ فِيِكَ فَيْضَ مَدَاَمِعِيِ
حَزَنَاً عَلَيْكَ الدَّهْرَ حَتَّى أُقْبَرَاَ


أَتُرَىَ يَعُوُدُ لِيَ الزَّمَانُ كَمَا مَضَىَ
بِكَ أَوْ يَعُوُدَ بِيَ الزَّمَانُ إِلَىَ الْوَرَاَ ؟!


يَاَ لَيْتَ أَنِّي مَاَ عَرَفْتُ شَبِيِبَتِيِ
و أبتْ عليَّ طفولتي أن أكبُراَ


وَاَ حَسْرَتِيِ إِنْ طَاَلَ عُمْرِيَ هَاَهُنَاَ
وَحْدِيِ أَذُوُبُ مَضَاَضَةً وَ تَحَسُّرَاَ


أَوَ يَاَ تُرَىَ أَلْقىَ الْأَحِبَّةَ بَعْدَمَا
خَطَفَتْهُمُ الْأَقْدَاَرُ مِنْ بَيْنِ الْوَرَىَ ؟


سَأَظَلُّ أَنْتَظِرُ اللِّقَاءَ وَ إِنْ نَأَىَ
مَهْمَاَ جَرَىَ مَهْمَاَ جَرَىَ مَهْمَاَ جَرَىَ


وَ أُهَدْهِدُ الْعَزَمَاتِ مِنْ وُكُنَاتِهَا
وَ أُعَلِّلُ الْأَشْوَاَقَ كَيْ تَتَصَبَّرَا


فَغَدَاً سَيَأْتَلِفُ الْأَحِبَّةُ كُلُّهُمْ
وَ تَزُوُلُ هَاتِيِكَ الْهُمُوُمُ بِلَا امْتِرَاَ


كَمْ هَوَّنَتْ ثِقَتِيِ بِقُرْبِ وِصَالِهِمْ
كَرْبِيِ وَ كَمْ جَعَلَتْ يَقِيِنِيِ أَكْثَرَاَ


لَا تَجْزَعِي يا نَفْسُ و احْتَسِبِي فَقَدْ
وَقَعَ الَّذِي تَخْشَيْنَهُ و تَقَدَّرَا


يَا صَاحِبَيَّ تَرَفَّقَا بِيَ وَ ابْكِيَاَ
مَعِيَ الَّذِيِ أَبْكِيِهِ حَتَّىَ تُعْذَرَاَ


أَوْ فَاتْرُكَانِي مِنْ مَلَاَمِكُمَاَ فَمَاَ
لَكُمَاَ يَدٌ عِنْدِيِ تُثَاَبَ وَ تُشْكَرَا


صَلَّىَ وَ سَلَّمَ مَا تَقَاطَرَتِ السَّمَا
رَبِّيِ عَلَيْكَ وَ كُلُّ مَا بَرْقٌ شَرَىَ


الكريم -عندي- من يستحضرُ ربه ثم يدعو لوالدي بدعوة صالحة. و لا يشترط كتابتها أو التعقيب لأجلها .