رد : متفرقات حول المرأة - 2
لم أكن راغبا في التعليق ... و لكنه ينبغي ذلك.
أولا: الأصل (و هي قاعدة مهمة جداً من قواعد الإستدلال و النظر ) حمل النصوص على ظاهرها من غير تأويل ولا تحريف إلا عند:
1- معارضتها لنصِّ اقوى ثبوتا -في حالة كون النَّصِ حديثا- أو أظهر منها دلالة.
2- معارضتها للعقل الصريح. في حين كونها من المعقولات لا من الغيبيات
3- في حال عدم إمكان الجمع بينهما. فالقاعد الفقهية و الأصولية تقول : إعمال الدليلين خير من أهمال أحدهما.
4- في حالة كون النص منسوخ المحتوى ، فيلزم حينئذ معرفة المتقدم و المتأخر.
ثانيا: حديث المعراج في صحيح مسلم (...الذي أوتي شطر الحُسْنِ...الخ).
ثالثا: لا يوجد ما يهزُّ دلالة الحديث أعلاه من الأدلة إلا ما ورد عن الصحابة في وصف النبي محمد صلى الله عليه و اله و سلم في أنه أحسن الناس وجها.
و هو وصف مبنيٌ على الأمثال و الأشباه في ذلك العصر .
و أيضا ليس بحجة حتى يُرد به النصوص الثابتة .
و كذلك هو محمول على ما قلتُه من أن وصفهم له أنه أحسن الناس وجها مبني على من يعرفون أو شاهدوه من الناس.
و في قصة يوسف التي في السورة المسماة باسمه دليل أقوى على أنه مميز في الحسن بما يوافق وصف نبي الله له أنه أوتي شطر الحسن.
• و اسمح لي أخي الوراق أنتقدك على قولك (ولا شك انه لم يكن قبيح الشكل ،) فهي عبارة قاصرة جدا عن مقام نبي الله يوسف .
دائما نفي العيوب لا يكون إلا عن الشيء الذي اتهم بالنقص لا عن الموصوف بكمال الحسن. و نفي الوصف القبيح لا يكون مدحا بل ذما.
و لم يرد في كتاب الله تعالى في صفات ربنا سبحانه و تعالى نفي إلا ما كان دفعا لتوهمٍ أو نفياُ لادعاء (لم يلد و لم يولد) (و ما ربك بظلام للعبيد ) 99.9% من الصفات الربانية أتت على هيئة الإثبات لا النفي .
فهي قاعدة عامة أخلاقية و دينية و أدبية .
توضيح ذلك : ألا ترى أنك لو قلت عن الله جل و تعالى : ليس أعمى و ليس أبكم أنه لا يساوي ( إنني معكما أسمع و أرى) ؟؟
الا ترى أنني لو قلت عنك مثلا –مع تقديري لك- : أنك لستَ سيئاً و لست ظالما و لست جائراً و لست جاهلا .. ألا تشعر بالحزن ؟ و ستفرح لو قلت : أنت عادل و أنت مميزا ، و أنت عالما.
أما قولك انه لو كان أوتي شطر الحسن لعرفه إخوانه فيمكن أن يجاب عليه بأن حكمة الله أقتضت أن تخفي يوسف عليه السلام عنهم إلى أجل مسمى ، و لله القدرة الكاملة على جعلهم لا يرونه كذلك .. كما حدث لبني إسرائيل حين ضرب الله عليهم التيه في الأرض اربعين سنة. و هم اصحاب أبصار و قلوب و أفكار.
و عند وجود هذا الإحتمال فلا يُشغَّبُ على الحديث الصحيح إطلاقا.
و أكبر من هذا (قطعن أيديهن و قلن ..) و فيه تأملات:
1- (فلما راينه أكبرنه).. يعني استعظمنه ... فإكبار الشيء في النفس حيتن مشاهدته هو النظر إليه بأنه أكبر قدراً مما تسمع و لم يحدث ها الوصف إلا عند الرؤية. مما يدل على تميزه بما يبهر العيون لا العقول.
2- (و قطعن أيديهن) ... أكثر دلالة على المراد ، مما يعني أنه مذهلٌ و أنه لم يسبق لهن مشاهدة أمثاله و ليس السماع عن صفاته الأخلاقية .. لانك مهما سمعت عن ذي أخلاق فلا يمكن أن يأخذ عقلك حتى تجرح نفسك و يدك.
3- (و قلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم) من هول المشاهدة نفين عنه مع التلفظ بالتحشيم له عن مساواته أو مشابهته للبشر (حاش لله) ثم أثبتن فقلن(إن هذا إلا ملَكٌ كريم).
و لجوئهن إلى صفة الملائيكة لعدم مشاهدتهن في الدنيا ما يماثله جمالا .. فكانت الملائكة الروحانية المميز هي الوصف الذي تبادر في أذهانهن.
و العفو من الجميع على الإطالة
اللهم اكتب لي بها أجرا. و لوالدي رحمه الله
التعديل الأخير تم بواسطة شكوى حبيب ; 25-09-2012 الساعة 02:03 AM