منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - أصلح بيتك الأول بالزواج من زوجة أخرى.
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2012, 08:37 AM
  #1
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
أصلح بيتك الأول بالزواج من زوجة أخرى.

الحياة الزوجية بين أي طرفين لها عوامل عديدة تتحكم بها كالعوامل النفسية والشخصية والدينية والاجتماعية وغيرها. وهذه الحياة لها أسباب نجاح عديدة كما أنّ لها أسباب فشل عديدة. ومن منظوري الخاص أرى أنّ التوفيق الإلهي هو أهم عامل لنجاحها واستمراريتها مهما قيل ويُقال.
الحياة الزوجية في بعض الأحيان تقع في مآزق ومطبّات وحفر تختلف في درجات تأثيرها وعلاجها. وفي هذه الحالة لا بد من السعي حثيثاً لإصلاح الأمور وإعادة قيادة دفّة هذه الحياة على الطريق الصحيح. ومع هذا كله تجد أنّ أحد الأطراف لا يريد أن يُصلح من حاله ووضعه، ولا يريد أن ينتبه لمكامن القصور والخلل لديه ليتداركها ويصلحها مع معرفتنا جميعاً بأنه لا يخلو أي إنسان على ظهر البسيطة من العيوب.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى مخرجاً ومندوحةً للرجل في حالة استنفاذه لطاقته وجهوده في الإصلاح والنصح والوعظ أن يتزوج بثانية وثالثة ورابعة؛ لأنه من ظلم النفس وإجبارها على القهر اليومي أن ترى زوجة أمامك لا تستجيب ولا تريد أن تستجيب لمحاولات الإصلاح معها. وفي مثل هذا لا بد من زواج آخر يعدّل موازين الأمور.
وبحكم اطّلاعي على العديد من التجارب رأيتُ أنّ الزواج الثاني يُصلح الزوجة الأولى ويعيدها إلى صوابها في الغالب، وهذه إحدى حِكَم التشريع في التعدد بلا شك. وأعتقد أنّ مردّ هذا يعود إلى أنّ الإنسان –وهي الزوجة في هذه الحالة- لا يعرف قيمة النعمة إلا بعد افتقادها، وكذلك هناك نوعية من الناس لا تستيقظ من سباتها الشتوي ومنامها العميق إلا بصفعة مؤلمة مدوّية فيعود إليها رشدها وصوابها، إضافة إلى الغيرة الفطرية وحب المرأة للتملّك ورغبتها أن تكون الأفضل فإن هذه الأشياء جميعها تدفعها دفعاً إجبارياً للأمام لإصلاح الوضع.
وسأضرب بعض الأمثلة:
-دكتور في إحدى الجامعات تزوج بامرأة ثانية ولديه من الزوجة الأولى عدداً من ألأبناء، وأنجب أيضاً من الثانية يقول لأخيه، وأخوه نقل لي هذا القول لي: (يا فلان.. لم يصلح بيتي الأول إلا بعد زواجي بالثانية).
-معلم فاضل في إحدى المدارس عانى مع زوجته لمدة 4 سنوات وهي لم ترد التغير، وكل أسبوع تفتعل مشكلة وتدّعي المرض (هذه تسمى الزوجة الأنّانة)، وتدّعي أنها مسحورة، وتذهب لبيت أهلها ويتدخل أهل الفضل للإصلاح لكن سرعان ما تعود حليمة لعادتها القديمة. وقرر بعدها الرجل أن يتزوج بأخرى فعادت الأولى لبيتها ولم تخرج منه حتى الآن، وذهبت كل ادعاءاتها مع الريح.
-موظف عانى مع زوجته لمدة 8 سنوات فهي تفضحه في المجالس وبين النساء وفي كل مكان، وقد بذل كل الجهود في إصلاحها، وكثيراً ما تذهب لبيت أهلها وترفض العودة. تزوج بزوجة ثانية قبل سنة ونصف فطلبت منه الزوجة الأولى بعد زواجه بستة اشهر أن تعود لبيتها. وإلى الآن ما سمعنا عنها شيئاً مما سمعناه من قبل، واستقرت حياته مع الاثنتيْن.
وبالرغم من هذا فإني أطلب من معشر الرجال أن يتزوج وهو يحمل في داخله نية سليمة، ولا يتزوج الأخرى لفترة مؤقتة حتى تتأدب الأولى ويعود لها فهذا لا أراه عملاً صحيحاً مشرّفاً يليق بالرجال الحقيقيين.

:::
أقول قولي هذا.. وأستغفر الله لي ولكم.
أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد
مدينة الرياض
الأربعاء 17/11/1433 هـ