أختي قلوب حائرة أسئل الله أن يرزقك السعادة من أوسع أبوابها وأن يحنن قلب زوجك عليك... ويرحمك في الغربة التي تعيشينها.....

واضح جدا أنك جديدة عهد بالزواج أضف إلى ذلك الغربة ومحاولة التعامل مع زوج جديد في حياتك... بمعنى مجموعة من الضغوط اتت مع بعض حولت قلوب الهادئة إلى قلوب العصبية..... هكذا لخصت كلامك....

حقيقة كلام الأخ المتفائل رائع جدا وارى أن لك تقبلا كبيرا له....
لكن انا لي وجهة نظر مختلفة..... أنا من نوع الأشخاص الذي لايسمح لمشاعره السلبية أن تسيطر على مجرى حياته.... مهما كانت الحالة التي أعيشها... ولا أحب أن أرى شخصا ضيعيف إتجاه مشكلة يمكن له حلها لو تحلى بقليل من الواقعية ورباطة الجأش....
إسمحيلي كلامي لن يكون لطيفا مثل كلام أخي المتفائل بل سيكون جافا قليلا... لكن عله يفيدك....

أول مشكل بعد العصبية هو زوجك.... انت تحاولين أن تحمليه جزء من عصبيتك رغم أني ما قرأته من كلامك... يدل على ان لك زوج هادئ كثيرا ويراعي حالتك... لكن المشكل لديك أنت... انت تريدين منه أشياء في حين تعبرين عن أشياء أخرى... فعجبا لأمرك....
تريدين حنانا وأنت تدفعين الرجل للعصبية... تريدين أن يسمعك... وأنت تلومينه.... تريدين أن يفهمك في حين أنك لم تفهمي نفسك.... ببساطة تظهرين عكس ما تريدين.... تظهرين عصبية وتريدين حنانا.... هذا ملخص حالتك....

أول نقطة لتتخلصي من حالتك... أن تلومي نفسك فقط دون أي مأثر خارجي... أنت تحاولين التخفيف عن نفسك بلوم زوجك... في حين أن زوجك يتعامل معك بإيجابية بنسبة كبيرة جدا... أما السلبية كلها تخرج من عندك لتعود لك فتعدبك أكثر وأكثر.....

الحياة الزوجية أخذ وعطاء... قدمي حنانا تأخذي حنانا... قدمي عصبية تأخذي عصبية....
أولا لحل مشكلة... أخرجي زوجك من دائرة المشكلة.... انت الأن تريدين القضاء على عصبيتك.... فما الحل....

عن نفسي كنت أعاني من هذه المشكلة... وهي العصبية وعدم التحكم في كلامي عند الغضب.... فأبدء في لوم الطرف الثاني... فأستشيط غضبا بدل ما أني أبحث عن طريقة لأهدأ نفسي.....
بحكم أني باحث أحب القراءة والتثقف.... أو كلمة هزتني... قول إبراهيم الفقي: ألا يعلم العصبي عند غضبه أنه نصف مجنون...وإن واصل على هذا المنوال أن النصف الثاني سيذهب ويصبح مجنونا كاملا....

حقيقة كلمة هزتني... فبدأت أسمع محاضرات وأقرأ كتب عن التحكم في الاعصاب والغضب... وبالتدريج أصبحت.... أتحكم في نفسي بدرجة لاتصدق... وبحكم وظيفتي كأستاذ جامعي أتعرض في كثير من الاحيان لبعض المدايقات من طلبتي... فاواجها بكل إبتسامة....

لكن الحل لن ياتي في ليلة وضحاها... بل بالتدريب والتدريج....
أول شيء أعترفي لزوجك باخطائك.... عبري له عن ما كنت تتمنين أن يقوله لك... زوجك واضح انه إنسان متفهم... فهو تجاهلك في غضبك.... وبالتالي متقبل حالتك النفسية ويحاول تجاوزها... لكن بطريقته هو وليس بمثل ما تردين... فإن أردتي أن يعاملك بمثل ما تريدين فعلميه كيف يعاملك....

إبحثي عن كتب إبراهيم الفقي ودروسه في الأنترنت.... عالجي نفسك بنفسك... لكن ثقي انك قادرة على التغيير للاحسن... أو بالأحرى.... تعودين قلوب البشوشة.....

حاولي تقبل واقعك... كوني مرنة... إخلقي اشياء مسلية تبعد عن التفكير كثيرا أنك في غربة....
عقل الإنسان مبدع إلى أبعد الحدود متى ما أردتي ان تغييري في نفسك ستجدين الطريقة لامحالة....
لا تنتظري التغيير من الخارج... محيطك هو هو لن يتغير... إفهمي طبع زوجك وتعاملي معه على حسب شخصيته... ولا تنتظري ان يتعامل معك على حسب تغيراتك....

ملاحظة أخيرة: ما حالك مع الإستغفار في حالة الغضب.... حقيقة أتعجب لشخص يغضب ولا يستغفر الله.... صدقيني....
لو أنك بعد كل حالة غضب تذهبين للتوء والإستغفار كثيرا.... لن تدخلي في أي مشاحنة مع زوجك... ولن تحتاجي إلى أن تفضفضي لزوجك أو لغيره... ستشعرين بماء بارد سكب على قلبك... وزال غضبك...
نصيحة لاتغفلي عن الإستغفار وذكر الله...
موفقه إن شاء الله....