مرحبا..
استشفيت من السياق أنك ضد الفكرة .. وأنك ترى في النت وسيلة إفساد أكثر منها وسيلة انتفاع!
طيب .. هي وجهة نظر في النهاية .... ولكن يا أخي لا يجوز التعميم.
مواقع الزواج موجودة وكثيرة بالفعل.
وصحيح هناك من يعتقد أنها باب للدخول لعالم الرذيلة .. ولا مجال لإنكار ذلك.
لماذا؟؟
لأن ضعاف النفوس موجودون في كل مكان .. وهم يتفننون في إساءة استخدام كل وسيلة تكنولوجية كان الهدف الأساسي منها هو تحقيق النفع في المقام الأول.
لكن التعميم مرفوض يا أخي .. وايضاً غير واقعي.
اعتقادك بأن كل شخص يدخل هذه المواقع يحرص على تقديم بيانات خاطئة عن نفسه .. أو بمعنى أدق مثالية عن نفسه .. هو للأسف اعتقاد خاطئ .. على الأقل ليس عاماً.
الحقيقة أنني دخلت بعض هذه المواقع .. وقرأت بعض ما جاء فيها سواء على لسان الفتيات أو الرجال .... والحق أنني كنت أقرأ بعض المبالغات التي تصل إلى درجة السخافة خاصة من قبل بعض الفتيات اللاتي يظهرن أنفسهن بمظهر غير لائق .. وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الرجال.
ولكن للأمانة فقد كان هناك بعضٌ آخر عقلاني وسويّ فيما يكتب ويقول عن نفسه أو عما يتوقعه من الطرف الآخر.
إذاً لا نستطيع التعميم فنقول إن تلك المواقع كلها فاسدة أو كلها نافعة .... فالمقياس هو الفرد نفسه وماذا يريد بالضبط .. ولا نستطيع بالطبع أن ندعي أننا نعرف ما في قلوب ونفوس كل هؤلاء.
أما قولك: (هل فعلاً وصل الحال ببناتنا وأولادنا إلى هذا الحد وهذا القدر من التفكير للاقتران)
ففي قولك دلالة على استيائكَ من هذه الطريقة .. وربما تكون بالفعل طريقة غير اعتيادية للاقتران.
ولكن..
ألا تعتقد أنها قد تكون الطريقة الوحيدة للبعض؟!
لا أتحدث عن المتلاعبين .. ولكنني أتحدث عن فئة أخرى من الرجال والفتيات الذين قد لا تمنحهم الظروف فرصاً تقليدية للارتباط .. لذلك يضطرون للجوء لطرق قد تكون غير تقليدية لإكمال نصف دينهم.
طبعاً الأمر له جانبه الديني الذي يحكمه .. وبالطبع لن أفتي تحريماً أو تحليلاً .. فذلك له أهله .. ولكن ما أعرفه هو أنه ما دام الإنسان جاداً في هدفه .. ملتزماً في سلوكه .. فإنه سيستخدم هذه الطريقة بالشكل الصحيح.
وأخيراً ..
تقول يا أخي:
(بخصوص المرأة الكبيره في السن نعم اختي لايمكن ان يستغني الرجل عن المرأة والعكس صحيح وهاذي سنة الحياة ولكن من المفترض في هذا العمر تكون في تقرب اكبر واكثر مع الله عزوجل.
اذا اربعين سنه ويبدأ الانسان او يحس انه يجب ان يرجع الى الله عزوجل فمابلك بي سنه 58)
والحقيقة أدهشني تعليقكَ هذا كثيراً .. وبحثت عن وجه التعارض بين الزواج والتقرب إلى الله فلم أجد!!!!!
يعني هل المفترض أن من يتقرب من الله لا يتزوج؟
هل من المفترض أن من يتقرب من الله أن يدفن حاجته للرفيق؟
ألا يمكن أن يكون بحاجة لمن يعينه أصلاً على التقرب من الله؟
صحيح الزهد فضيلة سامية .. إلا أنها يا أخي ليست فرضاً بحيث يؤثم من لا ينتهجها في حياته.
ومع احترامي الشديد لك يا أخي .. ولكنني لم أجد في تعليقك هذا إلا تفسيراً واحداً وهو أن الزواج لدى البعض لا يعدو كونه علاقة غريزية فقط .. والحقيقة أن الزواج علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة جنسية.
لذلك فصاحبة الـ 58 قد لا تحتاج الغريزة بقدر حاجتها لأمور معنوية كالصحبة والأنس والشعور بأن هناك من يهتم بها ويرعاها في ذلك العمر ... فهل تكون أخطأت عندما بحثت عن ذلك ضمن الإطار الشرعي الوحيد الذي سيسمح لها بذلك؟!!!!
ومنك السموحة.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.