منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - دعوة لمدارسة أسماء الله وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-2012, 03:10 PM
  #18
فدى أمي
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية فدى أمي
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 1,143
فدى أمي غير متصل  
رد : دعوة لمدارسة أسماء الله وصفاته




اسمي الله تعالى: الرحمن الرحيـــــم

من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى: الرحمن الرحيــــم .. فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع خلقه سبحـــانه وتعالى،

{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] .. والرحمن من الأسماء الخاصة به سبحانه ولا يجوز أن

تُنسب لغيره .. قال تعالى {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ..} [الإسراء: 110]







معنى الاسمين في حق الله تعالى

الرحمن والرحيـــم اسمان مشتقان من الرحمة، والرحمة في

اللغة
: هي الرقة والتعطُّف ..


و(رحمن) أشد مبالغة من (رحيـــم) .. ولكن ما الفرق بينهما؟


الرحمن: هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة .. أي:

إن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة .. قال تعالى

{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، فذكر

الاستواء باسمه (الرحمن) ليعم جميع خلقه برحمته.


الرحيـــــم: هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، كما في قوله تعالى {..

وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43] .. فخص

برحمته عباده المؤمنين.


يقول ابن القيم "الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف

والثاني للفعل. فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله:

{.. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 43]، { .. إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] .. ولم يجيء قط رحمن بهم فعُلِم أن

الرحمن: هو الموصوف بالرحمة، ورحيم: هو الراحم برحمته
" [بدائع الفوائد (2:34)]


فالرحمنُ الذي الرَّحْمَةُ وَصْفُهُ، والرحيمُ الراحمُ لِعِبَادِهِ،،






حظ المؤمن من اسمي الله الرحمن الرحيــــم



فالرحمة بمثابة الوقود الذي سيدفعك للعمل والحركة، فلابد أن تأخذ بتلك الأسبــاب التي

توجب الرحمة وتعتمد على الله وحده ليوفقك للعمل الصالح .. ومن موجبـــات الرحمة:


1) رحمة النــــاس ..


الرحمة من الأخلاق العظيمة التي حضَّ الله سبحـانه عباده على التخلُّق بها .. ومدح بها أشرف رسله ، فقال جلَّ

وعلا {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] ... ومن

أسمائه : "نبي الرحمة" [حسنه الألباني، مختصر الشمائل (316)]


ومدح النبي أفضل أصحابه من بعده بهذه الصفة، فقال "أرحم أمتي بأمتي : أبو بكر .." [رواه الترمذي وصححه

الألباني]
.. فكأن من يتصف بالرحمة ينال درجة الصديقين، وهي أعلى الدرجـــات عند الله تعالى.


وبيَّن أن الرحمة تنــال عبــاده الرحمــاء .. كما قال "فإنما يرحم الله من عباده الرحماء" [متفق عليه] ..

والشقي هو الذي نزعت من قلبه الرحمة .. قال "من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله" [متفق عليه] .. وعن عائشة

قالت: جاء أعرابي إلى النبي فقال: أتقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم! . فقال النبي "أو أملك لك أن نزع الله من

قلبك الرحمة
" [متفق عليه]






2) القرآن ..


قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا

خَسَارًا
} [الإسراء: 82]

فقراءة القرآن رحمة، وتدبُّر القرآن رحمة، وكل تعلَّقٌ للمؤمن بكتـــاب الله جلَّ وعلا مستوجبٌ لنزول الرحمة.



3) صلاة أربع ركعــات قبل العصر ..

قال رسول الله "رَحِم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا" [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني] .. وهي ليست من

السُنن المؤكدة، لكن تُستنزل بها الرحمــات.


4) المكوث في المسجد ..


قال رسول الله "لا يزال

أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في المسجد: اللهم اغفر له اللهم

ارحمه، ما لم يُحدِث
" [رواه الترمذي وصححه الألباني]



5) عيـــادة المرضى ..


عن جابر قال: قال رسول الله "من عاد مريضًا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها" [رواه

مالك وأحمد وصححه الألباني]


6) طاعة الله ورسوله ..

فهي من أعظم أسبــاب الرحمة .. وكلما كان العبد أطوَّع لله، كان أكثر استحقاقًا لاستنزال الرحمة به .. قال تعالى

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [آل عمران: 132]



7) الإحســـان ..


فالإحســـان يبدأ من الإتقان وتجويد العمل، ويصل إلى المنزلة العظمى من منازل الإيمان وهي: أن تعبد الله كإنك تراه

.. كما جاء في حديث جبريل حينما سأل النبي

عن الإحسان، فقال "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه

يراك
" [رواه مسلم] .. وهذه المنزلة العظمى تقتضي مراقبة الله جلَّ وعلا
في السر والعلن.


فإن كنت تريد أن تتنزل عليك الرحمة: راقب قلبـــك وحالك في الخلوات ..

فإن كنت مستقيم الحال في خلوتك، فاعلم أن هذا من أعظم أسبـــاب استنزال الرحمة عليك .. يقول تعالى {..إِنَّ

رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
} [الأعراف: 56]
__________________
و ما إنعكاس روحي في طيفك
إلا ظلاً يفر من صاحبه
رد مع اقتباس