منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - "وصف الصديقات ونقل أسرارهن إلى الزوج".. دروس مستفادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-2012, 06:39 PM
  #1
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
"وصف الصديقات ونقل أسرارهن إلى الزوج".. دروس مستفادة

•جاءنا ونحن جلوس نتبادل أطراف الحديث.. فسلّم علينا.. فقلتُ له: ما هي أخبارك؟ كيف حال فلان وفلان وفلان؟.. فأجابني أنهم بخير.. ثم قال: زوجتي تقول أنّ فلانة زوجة فلان قالت لها أنّ زوجها يفعل كذا وكذا (شيء يُسْتحى من قوله).. قلتُ له: عيب.. رجاءً لا تنقل لنا أخبار الناس وأسرارهم.. انتهى.
•الدروس المستفادة:
1) هناك خطأ يقع فيه كثير من الزوجات –هداهنّ الله- يتمثّل بوصف بعض الصديقات للزوج كقولهن: فلانة طويلة، فلانة بيضاء، فلانة سمراء، فلانة جميلة... أو تقوم بنقل بعض أسرار صديقاتها اللاتي قمنَ بائتمانها عليها إلى زوجها.
هذا الخطأ الشائع الخطير فيه أمور:
أ‌- نهي وتحذير شرعي منه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا".. رواه البخاري.
والمقصود من البشرة بشرة الإنسان، ومعنى المباشرة أي الملامسة، والاطلاع من المرأة إلى المرأة الأخرى فتستطيع نعتها ووصفها، وتقوم بسرد هذا الوصف إلى الزوج.
ب‌- إنّ المرأة بحكم تركيبة مخها الذي يميل للتفصيل، والسرد، والتشعّب، وقوة الملاحظة، والحدس العالي نجد أنها تستطيع الوصف بدقة شديدة.. والرجل بحكم طبيعته يتقبّل هذا الوصف من امرأته بحكم خياله الواسع مما قد يُزيّن الأمر في قلبه وعقله، ويحلق به عالياً كالنسور، وقد يميل لتلك المرأة الموصوفة مما يدفعه لطلاق زوجته أو الزواج بتلك كضرّة لزوجته الحالية.
•السر مثل الأمانة –بل هو أمانة في العنق- لا يجوز إفشاؤه لأحد.. وعلى المرء (سواءً كان رجلاً أو امرأة) أن يحبس لسانه عن قوله للآخرين ويدفنه في قرارٍ مكينٍ في صدره.. ولا يحق إفشاؤه أو إبداؤه إلا في حالة إذنِ صاحب السر.. ولأهمية هذا الأمر روي عن أنس رضي الله عنه قال: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ صِبْيَانٌ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ، وَجَلَسَ فِي الطَّرِيقِ يَنْتَظِرُنِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ. فَقَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ فَقُلْتُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ. قَالَتْ :مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: فَاحْفَظْ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم).. رواه البخاري.
وأما إن غلبت الروم، وأرادت المرأة قول هذا السر لغلبة طبيعتها الكلامية –كما يحدث غالباً- فيمكنها فعل ما يلي من باب تربية النفس على قمع هذه الخصلة والصفة كما يلي:
أ‌- إما بتغيير الحديث إلى محور آخر.
ب‌- أو سرد السر بدون ذكر شخوصه وأبطاله.
ت‌- أو تتذكّر أنّ أسرارها عند الأخريات قد تُفضح وتصبح مشاعاً على ألسن النساء.. يقول المثل: كما تدين تدان. والمثل الآخر يقول: الأيام دول.
•إذا أرادت المرأة قول سرٍّ لامرأة أخرى فعليها فعل ما يلي:
أ‌- أن تختار امرأة أو صديقة ناصحة كتومة.
ب‌- أو تقوله في مكان لا يعرفها فيه أحد مثل هذا المنتدى المبارك.
•في عصرنا الحالي وجدنا فئة من الرجال يقلدون النساء في أقوالهن وحركاتهن وأفعالهن.. فوا أسفاه!
•وكم رأينا وسمعنا في المجالس من يتحدث بأمور لا يتحدث بها إلا النساء –عادة- بل إنّ بعض النساء يترفّعن عنها.. وهذا والله مؤشر خطير وقادح من قوادح المروءة والرجولة.
•هناك فئة من الرجال فيهم لؤم ودناءة حيث يأخذ أحدهم السر من امرأته فيقوله لذاك الزوج من باب التندّر والسخريّة والطرافة واستغلال الموقف فيخرّب بيوت المسلمين والمسلمات فيبوء بالذنب والخسران. وعليه:
أ‌- لا ينبغي للرجل العاقل الواعي الفطن أن يكون ثرثاراً متحدثاً بأسرار النساء وأمورهن.
ب‌- أن يعلم امرأته أهمية الكتمان، وخطورة الأمر.
ت‌- إن سمع من زوجته مثل هذا فليكتم الأمر كتماناً شديداً كأن لم يسمعه.

:::
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.



التعديل الأخير تم بواسطة البليغ ; 15-12-2012 الساعة 06:40 PM
رد مع اقتباس