رد : هل الزوجه اليوم بحاجه الى (( الطبطبه .. واللطف )) اكثر من الزوج ..
الشخصيات تختلف والأنماط تتعدد ، والتجارب ستتفاوت منها الإيجابي ومنها السلبي
وبناءاً على ما سبق ووفقاً لذلك سترى تفاوت واختلاف وتباين بين البشر في بيوتهم وحياتهم
مثلأ على سبيل المثال : الشخصية الجافة لن تتحرك لتعطي الدفء والحنان والحب مهما اخذت
الشخصية قليلة الثقة : ستحتاج الآخر حتى تمتلئ ثقتها بنفسها بعض الشئ لانه سيكون مؤقت ثم تعاود مرة اخرى وهكذا ، فتشتكي ليس لانه مقصر ولكنه لم يعرف العلة بداخلها فيرى احتياجها من منظوره وهو يحتاج الآخر لان في داخله شئ ينتظر الاخر ليسده ومن الخطر ان يخبر الشريك بهذا السبب حتى لا تتحطم علاقتهما بل يجب سد النقص في النفس بوسائل اخرى حتى يتحقق التوازن
هناك شخصيات مختلفة جداً
منها مثلا من الرجال والنساء تحب تعطي وتستمتع بالعطاء وان مرض او احتاج هو لا يحب احد ان يساعده او يعطيه او يهتم به ، هو مكتفي يحب الاعتناء بالغير ولا يحب احد ان يعتني به
هناك من الرجال والنساء ايضا من يكون في طبعه كالطفل يحب ويريد من يعتني به ويهتم به ويرتب له كل حاجاته ويعطيه بإستمرار وهذا لا يتنافى مع مركزه وذكائه لو كان في اعلى نقطة ولكنه بداخله يحمل هذا الطبع ، لما تعطيه يكون اسعد الناس ولما تطلب منه يتضايق وهذا موجود في الطرفين وغالبا يكون في اسرة لم يتشبع من حنان الام او عطف الاب من الاناث وهذا سبب من اسباب عديدة جدا ، فهذا يحب من يعطيه يريد الأخذ فقط ولا يريد العطاء او ان يعطي ولكن ليس بمقدار ما يأخذ
وربما هذا يفسر { أحد الاسباب } لما نشوف رجل له زوجة كاملة الاوصاف يتركها لاخرى لان الاخرى حصل توافق واندماج واكتمال لاحتياجاته النفسية اللي داخله قد تكون اقل من الأولى في كل شئ ولكنه وجد عندها حبها لأن تعطي دون ان تنتظر منه يريد ان يرتبط بأم ، وهنا لا اقصد ان يأخذ منها مال بل عطاء عاطفي زوجي
هناك حالة اخرى قد تستغرب منها اخي الفاضل وهي التي يكون فيها الاثنان يحبوا العطاء لدرجة كبيرة ولا يستمتعوا في حياتهم الا بالعطاء يجدوا سعادة لما يسعدوا الطرف الاخر ولما يرتبطوا ببعض لا يجدوا الاشباع الذي يسعدهم لان الاثنان يحبوا العطاء هذا ما يتميزون بهم هم نفسيا لا يستمتعوا بالأخذ سبحان الله وهذا ما يفسره قانون الاقطاب المتشابهة تتنافر
هناك من يحب العطاء والأخذ وهذا من الطرفين
وعلى ذلك المفروض كل انسان يعرف طبعه وشخصيته حتى يستطيع الاختيار والتوافق مع شريكه ، يعطي فتاة محتاجة دوماً للأخذ هل ينفع ترتبط بشخص يحمل نفس طبعها ونفسيتها ؟ فقول الزواج تكامل هو قول صحيح ولكن المفروض نفهم معناه حتى يتحقق هذا التكامل فعلا
جانب آخر مهم جداً : من تربت على قدوة أمامها الأم الجدة وهي تسمع منها وتراها تعمل من إجل إسعاد الاسرة وتنظر بعين الرضى والتقدير لتعب الزوج وعمله مهما كان ، أعرف مرأة شابة لها طفلان فقط قالت وهي سعيدة جدا والبريق في عيناها من فرط سعادتها : هل تعرفي ماذا فعل زوجي بالأمس ؟ احضر لي كوب ماء ؟ نزل في الليل فقط من اجلي واحضر لي كوب ماء عندما احتجت للشرب ؟
فتاة أخرى تطلقت وهي لم يتعدى عمرها ال18 سنة لانها اكتشفت ان زوجها بخيل جدا عاشت عنده اشهر لم تتذوق ما يسد جوعها وانتهى زواجها بعد صراع مع بخله والله المستعان ، ذكرت امها انها كانت تغسل له قدماه عندما يعود من عمله كل يوم ، وعندما علقت احدى الحاضرات مسكينة ليته اثمر فيه ، قالت الفتاة بالعكس لست حزينة اني كنت اغسل له قدماه فعلت ما كنت مقتنعة به وسأفعله ايضا لزوجي القادم
بغض النظر عن قناعاتهم فهذا ليس حديثنا ولكني ضربت امثلة موجودة الان في زمننا هذا وفي سنة 2013 فكثير يقول هذه النماذج لم تعد موجودة وقليلة ولكني لا اذكر مواقف وافعال في ردودي الا لشخصيات اعرفها وهي موجودة حقاً ولكن البعض يرى الواقع الذي لا يستسيغه عقله ولا يهضمه فكره على انه مثالية لا يصل لها بشر عادي يأكل ويشرب مثلنا وهنا الخطأ الذي يقع به كثير من الناس لما يُذكر امامه مشكلة فعلها الزوج او الزوجة يستغرب ويقول كيف فعل هذا ويهيل عليه ما شاء من انتقادات او اوصاف لا ترضي الله ، هو نظر له من منظوره هو فقط ولم ينظر له من منظور من قام به ، فإن اردت ان تحل مشكلة امسك منظور المخطئ وانظر له سترى بنظرته الامور وعندها ستعرف لماذا فكر هكذا وستصل لتحليل لشخصيته جدا سهل وبسيط وعندها ستصل للحل
بالنسبة للإجابة على سؤالك : الطرفان يحتاجان بالطبع فالزواج علاقة تبادلية ، وعلى الزوج الذي لا يطبب على زوجته باللفظ او العاطفة ان يتفق مع زوجته على العطاء بصورة اخرى يستطيعها ، من خلال المواقف والمادة ان كان زوجها لا يعبر فتتعرف على طريقته في التعبير وتتفق معه على ذلك ، وعلى الزوجة ان لا تنتظر ان يبدأ الزوج بالعطاء حتى تعطي هي ، فقد تترك زوجها لانه لا يُرضي متطلباتها وان ارادت البدء من جديد نراها تبذل كل ما بوسعها لترضي الزوج الجديد الذي تشبع من علاقته السابقة من مواقف وافكار سلبية ، في حين كان من الممكن توفير هذا الجهد للحياة الأولى والوصول لنقاط اتفاق بينهما على طريقة عطاء ترضي الطرفان
جزاك الله خيرا موضوع جدا مهم والطرح موفق
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 11-03-2013 الساعة 12:42 AM