رد : هذا رأيي /الأخت الفاضلة معالي الوزيرة
بسم الله الرحمن الرحيم،
أسأل الله العلي القدير الرحيم اللطيف العليم الخبير أن يلهمكِ رشدكِ، وإن يحقق لكِ مرادكِ وأن يجعل في زوجكِ ماتسر به عينكِ.
أختي الكريمة والفاضلة معالي، قبل أن أدخل في الموضوع أريد أن تضعي نقطة مهمة جداً فإذا استلهمتيها وتيقنتي حقيقتها فإنه سيسهل معكِ التعامل مع الأشياء والضروف بكل سهولة ويسر وهي أننا كبشر في الحقيقة ضعفاء ناقصون خطاؤون متمللون ظالمون، هذه المشاعر التي تلازمنا لايمكن الفكاك عنها مهما كان، ولن يسلم منها بشر على حد تقديري، في المقابل مايشع في خواطرنا من نماذج مثالية وتصوير لذيذ لحياة ملئها الرغد والسعادة واللذة والبهجة والفرح ويلزمنا ذلك الشعور في مراحلة كثيرة من حياتنا ماهي إلا أشياء نقنع أنفسنا بأننا سنصلها يوماً ما، قد نصل لبعضها أو جزء منها وهذا نادر أو أننا نعود بعد ذلك إلى نقطة الصفر فليس هناك نعيم دائم في هذه الدنيا، الحياة واقعية وصريحة والأنسان خلقه الله مدركاً ضعفه الكبير ومحدودية تفكيره وظلمه لنفسه، ولذلك يقولو لنا ربنا لو لم تخطئوا لذهبت بكم واتيت بأناس يخطئون ثم يستغفرون فأغفر لهم.
أحاول هنا أن أردم جزء من الهوة التي بين الأحلام والأماني وبين الواقع، وللجميع الحق بأن يحلم ويتمنى ويغمض عينيه ويتصور الوضع الذي يروق له، ولكن يجب ألا تأخذنا تلك إلى متاهات تجعلنا ننسى حقيقة الواقع، هنا أتكلم هذا الكلام وأركز عليه لأني أعرف شخصيتكِ المفرطة في الرسومات.
زوجك القادم وفقكما الله وأسعدكما، هو صادق في هدفه، وإذا حظر الصدق فإن الأساس طيب ورائع، وما فوقه يعدل ويرمم مع الوقت، والقناعة والأدراك أن ليس هناك إنسان كامل ومميز هي أحدى أهم تلك الترميمات، وليس هناك شخص في الدنيا راضٍ عن شريكه 100%، هنا لا نحكم على زوجكِ فقد يكون أفضل زوج في الدنيا والله على ذلكَ قدير، ولكن لنفترض أفترضات لأن الأصل بي وبكِ وبالناس كلهم بما فيهم زوجكِ أن لدينا عيوب ونواقص كثيرة وهذا مايجب أن نضعه في الأعتبار، لأننا إذا تذمرنا أشقينا أنفسنا وأتعبناها والأصل هو أن هذه هي طبيعتنا، ولذلك تؤخذ الحياة بهذه البساطة ولا تصور بأكبر مما نعتقد.
هنا حذر وأركز حديثي لكِ بهذا الموضوع لأني أحاول أن أنسل زوجكِ السابق من عقلكِ، وهذا مايجب أن تفعليه بنفسكِ بكل ماتستطعين لأنه تاريخ وانتهى والتوقف عنده أو الألتفات إليه سيتعبكِ ولن يفيدكِ شيئاً، زوجكِ السابق ربما فيه إيجابيات، ربما كان مشبع جانب معين من احتياجاتكِ، ربما لديه مميزات معينة، في المقابل لديه أمور سيئة، ولا أدري ماسبب انفصالكما ولو أطلعت لربما قلت أن الصح هو الانفصال، ولكن لن نتوقف عند ذلكَ الماضي، ستجدي عند زوجكِ الجديد أموراً لم تكن عند زوجكِ السابق، ولن تجدي لديه أموراً كانت حسنة عند زوجكِ السابق، هذا أمر طبيعي لاختلاف الشخصيتين والطبيعتين، ولذلك لا تحرقي نفسكِ بهذا المجال وتهلكيها بالمقارنات، أقبلي على زوجكِ الجديد وكأنه لايوجد بالدنيا إلا سواكِ وسواه، حاولي أن تنزعي كل مافي ذاكرتكِ من حياتكِ السابقة أو حاولي ألا تحضر، أبتعدي عن المقارنات حتى بالرجال الأخرين، وتأكدي جيداً أن الأخرون ليسوا راضون عن واقعهم الذي قد يتوهم لكِ أنه جنة وحبورا، هذا الرجل الذي هو زوجكِ يا أختي المحترمة هو شريككِ الوحيد في القارب أما أولئكَ الذين على الساحل لن ولن ينفعوكِ حتى بحبة خردل ولذلكَ لا تلتفتي إليهم وتشغلي بالكِ، أنتي في قارب قد يكون ضيق وقد تأخذه الأمواج وتعبث به وقد تحرقكِ حرارة الشمس التي فوقكِ، ولكن لا تفقدي توازنكِ واستمري بالتجديف مع زوجكِ وكوني حكيمة صبورة إذا عاكستكِ الرياح، وتذكري أن هذه هي طبيعة البحار.
أنتي فتاة حيكمة وعاقلة ولا تحتاجين سوى أن تفهمي الحياة بواقعيتها بعيداً عن تلك السحابات التي تطيرين فوقها أحياناً، وهذا لا يعني أن الحياة متعبة أو مؤلمة أو لا سعادة فيها ولا لذة، ولكن لأدراكي أن مايتعب منها قد يؤثر في الشخص فتجعله يرى حتى تلك الأشياء الجميلة بأنها سيئة، ولذلك أحببت أن أنبه لذلك وأننا نستطيع أن نعيش جماليات الحياة إذا أردنا بأيدينا وأبعدنا عنا كل المنافذ والوساوس المحبطة.
تقدمي نحو حياتكِ الجديدة بثقة وإيمان وتفاؤل، ضعي يدكِ بيد زوجكِ وحلقا ولا تنظرا للخلف، أبدأي حياتكِ وأسسيها وأجعلي الحكمة والعقل والهدوء ومعرفة الرجل ومتطلباته ومايرضيه، وأنتي أهل لذلك إن شاء الله، أعطيه حقوقه وأخلقي السعادة في بيتكِ، وبأذن الله ستجدين نتائج ذلك.
أسأل الله أن يعينكِ ويوفقكِ ويجعل السكينة والطمأنينة في قلبكِ، إذا كنتُ قد غفلتٌُ عن شيءٍ فحبذا لو نبهتيني عنه.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..