رد : اليوم اجواءنا حلوه وطلعت مع زوجي اتمشى ورجعت البيت مجروح قلبي
مرحبا يا أوسن، تصدقي مادري كيف حطني القدر أنه أنتي تقريباً الوحيدة اللي متابع معها من دخلت المنتدى ولما أدخل أصادف مواضيعك الجديدة توها نازلة
عموما، هناك قاعدة بالطبيعة البشرية، وهي أنه كلما أستسلم الأنسان لاستبداد وسخرية أخيه الإنسان واعطاه مجال دون أن يوقفه زاد ذلك المستبد باستبداده وسخريته، هذا أمر.
الأمر الأخر، أن ملاحظته أن كثير من المتزوجين الرجال يسخرون من نسائهم، لأنهم أعتادوا عليهن أو أنهن طيبات مع الوقت والتسامح والتنازل وجد ذلكَ الزوج الباب مفتوحاً على مصرعيه! فتكون السخرية عنده عملية آلية وكأنها وجبة يومية، ولا يدري أن للكلمات وقع كالجبال على أحاسيس ومشاعر الزوجة.
مشكلة أن كثير من هذه النوعية يحدث داخلها صراع ومقارنة بين زوجته سواء من ناحية الشكل أـو الفكر أو غير ذلكَ من المستويات المختلفة وبين النساء الأخريات وكأنه يندب حظه من داخله فيتحول ذلك على شكل سخرية مفرغاً مايجول في نفسه.
هؤلاء الرجال عادة يسخرون ينتقدون زوجاتهم، ولكنهم مع ذلك لايستطعون الأستغناء عنهن لأنهم يدركون قيمتهن وعظمتهن وقيامهن في كثير من الأدوار، وربما هم لايكرهونهن حقيقة ولكن ينفسون عليهن تلك الحمم المتوقدة داخل نفوسهم، وأسبابها غياب الوعي وفقدان الواقعية في تقييم الأمور وعدم مراقبة النفس وأدراك الدوافع الخفية لسلوكياتهم، وزوجكَ واحد منهم على مايبدو والدليل ماكتبتيه عنه من أشياء إيجابية في آخر موضوعك.
الحل، هو الحزم المدروس والذكي، وليس رد الفعل المباشر الذي قد يكون يجعله يقوم برد فعل آخر، وبالتالي تتحول النتيجة إلى بأن لايُعرف من هو صاحب الحق، تحدثي معه بأنه يسخر منكِ والإنسان قد كرمه الله تعالى وأن الشخص لايمكن أن يتقبل أن يعيش مع شخص يسخر منه كل يوم، فحاول أن تكف عن ذلك، حاولي أن تعدلي من رد فعلك إلى رد يحفظ شيء من هيبتك ويعيدها، ربما تحتاجين إلى وقت إلى إعادة التوازن وتلقينه درس جيد، ولكن كما قلت لاتتهوري في قراراتك أو أسلوبك، لأن الوسيلة والهدف هو أن يكف عن مثل هذه المقارنات.
بالمناسبة كونه يسخر منكِ ليس بالضرورة أنكِ سيئة أو غير جميلة، ولا تجعل سخريته منكِ تقنعكِ أنكِ كذلك، أنتي ذكية وجميلة وثقي بنفسكِ، ولو كان غيره لربما أعتبركِ من أجمل النساء، وهو لو كانت عنده أجمل النساء سيسخر منها ويقارنها بغيرها، لأن الأمر عنده شيء من الطبع أو الأستمراء.
وفقكِ الله، ويسر لكِ أمركِ.